البث المباشر

قصيدة (أم النوادب)- القسم2

الثلاثاء 17 ديسمبر 2019 - 11:05 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 580

بسم الله وله الحمد والثناء إذ رزقنا معرفة ومودة أنوار هدايته وأبواب رحمته، الهادي المختار وآله الطيبين الأطهار، عليهم صلوات الله وتحياته وبركاته آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله...
لمولاتنا السيدة الزكية فاطمة بنت حزام الملقبة بأم البنين _عليها السلام_ دور مهم في إذكاء روح الملحمة الحسينية في الوجدان الإسلامي، ولكن قلّ الحديث عن هذا الدور رغم وجود إشارات إليه في المصادر التأريخية.
هذا الدور أن زوجة الوصي المرتضى وأم حامل لواء كربلاء أبي الفضل _عليه السلام_ واصلت إقامة مجالس العزاء الحسيني في المدينة المنورة منذ عودة الركب الزينبي إليها وإلى حين وفاتها _صلوات الله عليها_.
كانت تقيم هذه المجالس في البقيع وفي ظل أشد الأوضاع المضادة لها في ظل حكم جناة واقعة كربلاء من طواغيت بني أمية.. وقد ذهب بعض العلماء إلى أن مولاتنا أم البنين قد قضت نحبها شهيدة بالسم الأموي الذي دسته إليها بعض أذناب الحكم الأموي، وكان الهدف إسكات صوت هذه المجاهدة الزينبية بعدما شاهد عتاة بني أمية قوة آثار المجالس الحسينية التي كانت تقيمها – عليها السلام – في بقيع الغرقد، وإثارتها لمشاعر الإنتصار للدم الحسيني المظلوم في مواجهة الطغيان الأموي.
هذا الدور الخالد لمولاتنا أم البنين – صلوات الله عليها – هو محور قصيدة ولائية غراء عنوانها (أم النوادب) منشورة على موقع (جنة الحسين عليه السلام) في شبكة الإنترنت باسم الأديب الولائي المعاصر الأخ عبد العباس الزينبي، وقد قرأنا لكم شطرها الأول في حلقة سابقة من هذا البرنامج ونقرأ لكم في هذا اللقاء شطرها الثاني مع تكرار الأبيات الثلاثة الأخيرة من الشطر الأول، تابعونا مشكورين.
قال الأديب الزينبي:

أُمُّ البنين غدا البكاءُ جليسَها

ومضت بمجلسِها سنينٌ أربعُ

حتى سقوها من سموم أُميّةٍ

سُمّاً به أحشاؤها تتقطَّعُ

كي يأمَنوا من نوحِها ولهيبِهِ

ويموتُ صوتٌ بالظليمةِ يَصدعُ

لكنّ ذا صوتُ الشهيدة هادرٌ

مِن قبرِ مُشجيةِ النوادبِ يُرفَعُ

وعلى مدى الأيامِ تندبُ في شجىً

إبنَ الزكيةِ والملائكُ سُمَّعُ

وتساعدُ الزهراءَ تُسعِدُ حزنَها

بالنَّوحِ والعبراتِ عونٌ مُفجِعُ

وتبثُّ في وَجْدٍ يُفتّت أجبُل

ألمَ الولاءِ تقولُه وتُرجِّعُ

قرّحتَ يا يومَ الحسينِ جفونَنا

اتَ نَهْنا بالحياةِ ونهجعُ

والرايةُ الحمراءُ في كربِ البَلا

للث تدعو ثائراً لا يَخضَعُ

ويلاهُ آلَ اللهِ غُـيِّـب بدرُهم

لهفي لترِ اللهِ وهو مُقطَّعُ

لهفي لثأر الله أدمَتْ جسمَه

أسيافُ كفرٍ بالعمى تتلفَّعُ

لهفي لشمس الله تغرقُ بالدِّما

فضِياؤُها بخِضابِها يتشعشعُ

لهفي لحبّ الله شقَّ فؤادَهُ

سهمُ الخنا ويلاه فهو مبضَّعُ

لهفي لغُرّتِه أصاب بياضَها

حَجَرٌ بأحقادِ العتاةِ مشبَّعُ

لهفي لشيبتِه الكريمة حُرِّقت

بلهيب نارٍ في المخيَّم تُسرِعُ

لهفي لحصنِ الله داست صدرَهُ

خيلُ الدجى منها تَئِنُّ الأضلعُ

لهفي لمسلوبِ العمامةِ والرِّدى

سلبوه خاتمَه فقُطِّع إصبعُ

لهفي لمهجةِ فاطمٍ سالت على

لَهَبِ الثرى فأضاءَ منها المضجَعُ

لهفي لثغرِكَ والثنايا مسّها

نَكْتٌ بمِخْصَرِه الزنيمُ يُـقرِّعُ

لهفي لزينبَ والفواطمُ رُوِّعت

سُبيَت وزينبُ للمصائبِ مَجمَعُ

ويلاه ناموسُ الإله مقيّدٌ

بحبالِ رجسٍ بالسياط يُلَوَّعُ

وتظل آهات الوفية جمرةً

من قلب مشجيةِ النوادب تسطعُ

ترثي حسيناً والعقيلة زينباً

ندباً لأفئدةِ الولاء يقطع

فيحيلها نبعاً لنضرة من قضى

بالطف ظمآناً سقاهُ المدمع

أم البنين بدمعها نشرت لنا

رايات فتحٍ عالياتٍ ترفع


كان هذا، مستمعينا الأفاضل، ختام مرثية (أم النوادب) التي أنشأها في مدح سيدة الوفاء الولائي مولاتنا باب الحوائج أم البنين فاطمة بنت حزام زوجة سيد الوصيين الإمام علي المرتضى – سلام الله عليه وعليها – وهي من إنشاء الأديب الولائي المعاصر الأخ عبد العباس الزينبي قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، نستودعكم الله بكل خير ودمتم في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة