البث المباشر

قصيدة (أم النوادب)- القسم 1

الثلاثاء 17 ديسمبر 2019 - 11:02 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 579

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أنوار هداية الله وأبواب رحمة الله المصطفى محمد، حبيب الله وآله أصفياء الله.
السلام عليكم ورحمة الله، معكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصه لأحد غرر القصائد الولائية في بيان جميل وفاء السيدة الجليلة مولاتنا أم البنين – عليها السلام – للصديقة الزهراء صلوات الله عليها، وعظيم دورها في الملحمة الحسينية من خلال تقديمها لأبي الفضل العباس وولدها الثلاثة الآخرين، عليهم جميعاً سلام الله، قرابين لسيد الشهداء – صلوات الله عليه – وكذلك دورها في التأسيس لإقامة مجالس العزاء الحسيني في المدينة المنورة لتكون منطلقاً لإيصال قيم الملحمة الحسينية للعالمين.
عنوان القصيدة هو: أم النوادب، وهي منشورة في موقع (جنة الحسين) على شبكة الإنترنت باسم الأديب الولائي الأخ عبد العباس الزينبي – حفظه الله – تابعونا على بركة الله.
قال الأديب الزينبي؛

صوتُ الفجيعةِ في المدينةِ يَصدعُ

من قلبِ مُشجيةِ النوادبِ يُرفَعُ

أُمُّ الوفاءِ أثار نارَ حنينها

ناعي الطفوفِ بنعيه تتفجَّعُ

ما ساءلَت عن وُلْدِها وهمُ همُ

أقمارُ حيدرَ بل شموسٌ أربعُ

صبرتْ وناعيهم يُعزّيها لِما

قد صابهم في الطفِّ غدراً صُرِّعوا

حبَسَت دموعَ القلبِ وهي تحفُّه

بسؤالِها وكأنّها لا تَسمَعُ

عن إبن فاطمةَ الحسينِ سؤالُها

وله تفجّرَ مِن أساها المَدْمَعُ

عن بنتِ فاطمةَ العقيلةِ زينبٍ

سألت وأنياطُ الفؤادِ تَقطَّعُ


ويتابع الأديب الولائي الأخ الزينبي حكايته الشعرية المؤثرة لموقف مولاتنا أم البنين زوجة سيد الوصيين الإمام علي – عليه السلام – وهي تستقبل عيالات سيد الشهداء – عليه السلام – وهم يعودون إلى مدينة جدهم المصطفى – صلى الله عليه وآله – مشيراً إلى جميل مواساتها لهم بقوله؛

قالتْ: حسينٌ فلذةُ الكبِدِ الّذي

وُلْدي فِداه وحبَّه قد أُرضِعوا

أخبِرْني يا ناعي الطفوفِ: أسالمٌ

وَلَدي حسينٌ بالعقيلة يرجِعُ؟

فأجابها مسترجعاً: قُتلَ الهُدى

يا أُمَّ عباسٍ، فذُلَّ الركَّعُ

ذبحوه عطشاناً يضمُّ رضيعَه

والجسمُ منه بكربلاءَ موزَّعُ

آهٍ لِزينبَ في السباءِ وقد رأت

رأسَ الحبيبِ على قناةٍ يُرفَعُ

صُعقتْ لِما سَمِعتْ فشقّتْ جيبَها

جزعاً لخطب السبطِ فهو الأفضعُ

صاحت: حسينٌ هُدَّ ركني بعدكم

فمتى اللِّقاءُ وذي الحياةُ أُودِّعُ

لطَمَت على الخدّين تخمِشُ وجهَها

فهوت وحمراءً تسيلُ الأدمعُ

وتجاذبت أُمُّ البنين شجونَها

سارت بها نحو العقيلةِ تَهرعُ

ذهبت تُواسيها بفيض أُمومةٍ

زاكٍ ومِن عينِ النجابةِ ينبعُ

وتُعينُها بالنَّوحِ سُنّةُ فاطمٍ

كلتاهما ثكلى تأنُّ وتجزَعُ

ضمَّت عقيلتَـها بِدِفءِ حنانِها

فلعلَّ بعضَ الهمِّ عنها تدفعُ

نابتْ عن الزهراءِ وهي كليمةٌ

في موقفٍ نورُ الوفا به يسطعُ

واستوطنت أرضَ البقيعِ مُقيمةً

في بيتِ أحزانٍ بها يتوسَّعُ

طفِقَت تُقيمُ على الحسينِ نياحةً

تُبكي العدى وتُثيرُ مَن يتشيَّعُ

بقيت تُديمُ النَّوحَ نوراً في الدُّجى

صوتُ البراءَةِ في الفضاءِ يُلعلِعُ

سلبت من الأعداءِ طيبَ منامِهم

هزّت عروشاً ظُنَّ لا تتزعزعُ

أُمُّ البنين غدا البكاءُ جليسَها

ومضت بمجلسِها سنينٌ أربعُ

حتى سقوها من سموم أُميّةٍ

سُمّاً به أحشاؤها تتقطَّعُ

كي يأمَنوا من نوحِها ولهيبِهِ

ويموتُ صوتٌ بالظليمةِ يَصدعُ


كان هذا، مستمعينا الأفاضل شطراً من قصيدة (أم النوادب) للأديب الولائي الأخ عبد العباس الزينبي، قرأناه لكم ضمن حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار).
ولهذه القصيدة تتمة مؤثرة نسأل الله أن يوفقنا لقرائتها لكم في الحلقة المقبلة من هذا البرنامج.
أصدق التحيات نجددها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، مقرونة بخالص الدعوات بدوام الموفقية ودمتم بألف خير.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة