البث المباشر

قصيدة (لو لا الحسين لضاع دين المصطفى)

الثلاثاء 17 ديسمبر 2019 - 10:58 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 578

بسم الله والحمد والصلاة والسلام على معادن حكمة الله وأبواب رحمة الله المصطفى محمد رسول الله وآله الهداة إلى الله.
السلام عليكم إخوتنا ورحمة الله؛ أطيب تحية إيمانية نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج وقد إخترنا لكم فيه ما يتسع له وقته من قصيدة مؤثرة لأحد إخوة الإيمان الذين اهتدوا إلى الدين الحق الذي ارتضاه الله وعباده ببركة التفاعل الوجداني مع قيم الملحمة الحسينية، فاعتنقوا مذهب مدرسة الثقلين، القرآن الكريم والعترة المحمدية وديعة النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – في أمته.
إنه أخونا الأستاذ عبد الجليل الرفاعي من اليمن، وفي قصيدته التي أنشأها في العشرين من صفر سنة ۱٤۳۲ للهجرة، أفصح عن عميق تفاعله مع قيم ملحمة سيد الشهداء وترسخ محبته _عليه السلام_ في قلبه معبراً عن شديد تلهفه لزيارته في زيارة الأربعين وهي التي إعتبرتها الأحاديث الشريفة من علائم الإيمان الصادق، وقد نشر الأخ الرفاعي قصيدته على موقع مركز الأبحاث العقائدية ضمن زاوية مساهمات المستبصرين، رزقه الله وإياكم زيارة مولانا الحسين – عليه السلام – بزيارة الأربعين عن قرب وبعد في كل عام، إنه سميع مجيب.
أيها الأطائب، إختار الأستاذ عبد الجليل الرفاعي لقصيدته عنوان (لو لا الحسين لضاع دين المصطفى) وفي البداية يتأسف لعدم تمكنه من زيارة المشهد الحسيني يوم الأربعين قائلاً:

أصبحتُ يوم الأربعين حزينا

إذ لم أزر قبر الحسين سنينا

أتمرُّ ذكرى الأربعين ولم أكن

في كربلاء لكي أزور حسينا

لهفي على سبط الرسول وليتني

أصبحتُ في حَرَم الحسين قطينا

إني أكاد أُجنُّ من فرط الجوى

وأنا الذي ما جاوز الخمسينا

هول المصيبة في الإمام وما جرى

جعل ابن عشر يبلغ التسعينا

من كان يؤمنُ بالرسول ونهجه

أضحى بيوم الأربعين حزينا

من كان يؤمنُ بالإمام وفكره

نثر الدموع على الحسين سنينا

من كان يؤمنُ فليقل بشجاعة ٍ

الله يلعن من تسلط فينا

الله يلعنُ أمَّة ً قتلت بلا

جُرم ٍ إمام المسلمين حسينا

الله يلعنُ آل حرب ٍ لعنة ً

أبدية ً ويذيقهم غسلينا

الله يلعنُ قاتلي سبط الهدى

كهلاً وشبلا ًيافعاً وجنينا

الله يلعنُ أمَّة ًرضيت بما

فعل الطغاة ولم تزل تؤذينا

بدفاعها عن قاتلي خير الورى

آل الرسول المصطفين يقينا

أصبحتُ يوم الأربعين حزينا

ومكثتُ بين الحاقدين سجينا

وأنا الموالي آل بيت محمد ٍ

واليتُهم مذ كنت ذراً جينا

هم قدوتي مالي سواهم قدوة

شايعتُ فيهم جدهم ياسينا

هم سادتي مالي سواهم سادة

دنياً وأخرى حبهم ينجينا

بجهودهم دامت رسالة جدهم

وبهم عرفنا كلَّ ما يعنينا

هل خلَّف المختار إلا عترة ً

الله طهرها لتحمي الدينا

قرناء آي الذكر بعد المصطفى

حصناً لنا من أن نضل حصينا

نوراً لنا بعد النبي ومرجعاً

أضحى لآيات الكتاب قرينا

لولا صمود السبط في وجه الردى

لغدا الكتاب وما حواه دفينا

ولظلَّ قومٌ يعبدون أميَّة ً

ويعظمون ابن الدعي سنينا

ولأصبحوا خَوَلاً لعربيد ٍ طغى

ولصار نهج ابن الدعي مكينا

لولا الحسين لماعرفنا ديننا

ولما علمنا ما الحياة يقينا

لولا الحسين لضاع دين المصطفى

ولعاد عصر الجاهلية فينا

ولحرِّفت آيُ الكتاب وبدِّلت

ولما عرفنا ما الذي يحيينا

قتل الحسين ولم تمت أفكاره

بدمائه غذ َّى الحسين الدينا

ما مات من نال الشهادة صامداً

حتى يرى دين الرسول متينا

إن كان دين محمد ٍلم يستقم

إلاَّ بقتلي يا سيوف خذينا

هذا شعار السبط نجل المرتضى

عبر الرجال الأوفيا يأتينا

يا ليتني في الطف كنت لك الفدى

وأنا أُمرِّغ بالدم العرنينا

فأفوز بين يديك يا سبط الهدى

وأكن لجدك ناصراً ومعينا

ما خاب فيك متيم ٌ يا سيدي

ماانفك يوم الأربعين حزينا


جزى الله أخانا الأديب اليمني الأستاذ عبد الجليل الرفاعي خيرالجزاء على هذه المشاعر الجياشة في حب الحسين – صلوات الله عليه – وجزاكم أيها الأطائب خيراً على جميل الإستماع لحلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقبل الله أعمالكم ودمتم بألف خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة