بسم الله و له الحمد و الثناء منير الأرض و السماء بأنوار صفوته الرحماء حبيبه سيد الأنبياء و آله الهداة الأوصياء، صلواته و تحياته و بركاته عليهم أجمعين.
سلام من الله عليكم إخوتنا المستمعين.. أزكى تحية نهديها لكم و نحن نلتقيكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج نرسخ فيها مشاعر الولاء لأهل بيت النبوة – عليهم السلام – من خلال قراءة طائفة من أبيات قصيدة (عقيلة الحق)، للأديب الولائي المعاصر الأخ ضياء البدران المعروف بأبي يقين البصري ، و قد أنشأها في مدح سيدة الصبر الجميل و مثال الرضا بالصنع الإلهي الجميل في جميع الأحوال، مولاتنا بنت أمير المؤمنين و شقيقة السبطين سبطة النبي الأمين و الناطقة بكلمة الحق الإلهي المبين في وجوه أعتى الظالمين، الصديقة الطاهرة الحواء زينب الكبرى – سلام الله عليها –.
و قد قرأنا لكم أيها الأكارم طائفة من أبيات هذه القصيدة الغراء في حلقة سابقة من هذا البرنامج و نقرأ لكم في هذا اللقاء طائفة أخرى منها فتابعونا على بركة الله.
قال أخونا أبو يقين ضياء البدران في مديحته الزينبية:
عقيلة الحق عاد الحزن للطرب
و عادت الأدمع الخرساء للوصب
عدنا نعانق ذاك الجرح يؤنسنا
فيه غضاضة ذاك المربع الخصب
و ذكرتنا بيوم السبط إذ وقفت
عقيلة الحق بين الفقد و السلب
ترنو إلى عزها الماضي وقد هدمت
أسواره و غدا للطعن في نهب
و كيف هاجت بها للوجد نائحة
و كيف راح حماها للقنى السلب
كانت بذروة طيف العز عاقدة
أمجادها و بهام الشمس و الشهب
تكفلتها إلى أرض العراق يد
أمضى من السيف في أردان ملتهب
حتى إذا عصفت للدهر خائنة
و أفردتها على الأقتاب في لغب
ضجت إلى جدها تشكو بما حملت
من شجوها بحشى باك ومضطرب
تقلدت من أساها دمعة وحنت
فوق الذبيح دموع الحزن والكرب
و قد أشاحت إلى الباري بدعوتها
و قدست عزه في كل منقلب
يا رب هلا تقبلت الحسين فدي
قربان أهل النهى من كل محتسب
عدنا و نجواك بين العين و الهدب
ضمياء في بوح محزون و منتحب
إلى الغري الذي ساوى السما شرفا
و ضم جثمان ذاك الأرقم العربي
ينشر له صحف الشكوى تحدثه
عن كربلاء و فعل الدهر و الريب
عن زينب حيث أهليها و ما اغتسلوا
إلا بفيض دم أو دمعها السرب
عن الكفيل الذي في العلقمي قضى
كالبدر بين الرماح السمر والقضب
و ما تحدث عن كفيه إذا كتبت
بالسيف سفرا عن الأيام لم يغب
عن الرضيع و إذا يسقيه حرملة
كأس المنون بما يرويه من عطب
و عن مخيمها و النار تلهبه
و قلبها كضرام الجمر و اللهب
لله من ثاكل أمست بغير حمى
بعد الأكابر من فهر و مطلب
و لم تهن إذ يغشيها الظلام أسى
كيما تجف فأعطت دونما نضب
تكابر القيد و العلياء ما انكسرت
فيها يمور شعاع الشمس ذو خلب
أقعى العدو و قد قامت شواخصها
تطاول الفلك الدوار بالخطب
منارة الكون لن تعيى بمشرقها
و لا يمر عليها طارئ الغيب
تخلدت بثبات العزم و انتصرت
و أشرقت بضياها دونما رهب
لا الليل يمكن أن يخفي معالمها
و قد أغار عليها كل ذي ذنب
موبؤة و سعار الحقد يدفعها
فقهقرتها بما قالت على عقب
يا كربلاء أصيخي أنني وله
يسعى هياما لملقى خدك الترب
يلوذ فيه و يسقي عبرة خنقت
تطارح المربع الذاوي بلا قشب
عسى يواسي على قرب منائرها
و ينثر الدمع بين الصحن و القتب
جئنا و تقدمنا الحوراء باكية
ترثي الغري وتشكو بالدم الخضب
قد صنت ألف ذمار يابن فاطمة
و أهل ذاك الحمى تدعوك باللقب
حامي الحمى بحماك الناس قد رقدت
و كنت تحرسها من كل ذي طلب
و اليوم صرحك مسلوب كما
بقيت لزينب خيمة زاد لمنتهب
خذني إليك أمير المؤمنين
فما عندي لغيرك أهواء لذي عتب
كانت هذه أيها الإخوة و الأخوات طائفة من الأبيات المنتخبة من قصيدة (عقيلة الحق) في مدح الصديقة الفاطمية مولاتنا الحوراء زينب الكبرى عليها السلام و هي من إنشاء أخينا الأديب المعاصر أبي يقين ضياء البدران البصري ، نشكر لكم طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
دمتم بكل خير و في أمان الله.