بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على أنوار صراطه المستقيم و الهداة إلى نهجه القويم سراجه المنير محمد و شموسه أهل آية التطهير.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين و رحمة الله وبركاته ، تجلت في ملحمة كربلاء أسمى قيم الفتوة و الإباء و الشجاعة و الوفاء في جميع مواقف أحباء الله و أنصاره نساء و رجالا.. و في المقابل كشفت هذه الملحمة حقيقة أعداء الله الذين أوجب الله البراءة منهم ، فهم لم يتورعوا عن ارتكاب أي جريمة مهما كانت فظاعتها و هم يعبرون عن شديد حقدهم على قيم العدالة الإلهية..
لقد حشدوا جندهم و حاصروا الحسين و أهله و صحبه عليه و عليهم السلام لكي ينتقموا لقتلاهم من طواغيت قريش الذين قتلوا في معركة بدر و غيرها.. و لكي ينفسوا عن غيظهم من إكمال الله لدينه الحق في يوم الغدير و لتحقيق هذه الأماني الشريرة لم يتورعوا حتى عن محاربة أنصار الحق و أهل بيت النبوة بسلاح العطش و منع الماء لتبلغ جرائمهم الذروة في فظاعتها بقتل رضيع الحسين العطشان..
و هذه بعض مشاهد كربلاء و ملحمتها تصورها لنا القصيدة الحسينية التي اخترناها لهذا اللقاء و هي من إنشاء العالم التقي المتعبد و الناسك الزاهد آية الله الشيخ حسن قفطان السعدي الرياحي من أعلام الحوزة النجفية و صاحب كتابي (طب القاموس) و رسالة الأضداد ، المتوفى سنة ۱۲۷۹ للهجرة رضوان الله عليه.
افتتح آية الله الشيخ حسن قفطان الرياحي قصيدته بخطاب للوصي المرتضى الإمام علي _عليه السلام_ قال فيه:
يا أخا المصطفى الذي قال فيه
يوم خم بمشهد ما قالا
لو بعينيك تنظر السبط يوم ال
طف و الجيش يدعو النزالا
قابلوا يومه بأيام بدر
و أشاروا في كربلا إذ حالا
قابلوه بعدة و عديدة
ضاق فيه رحب الفضاء مجالا
منعوه عن الماء مباحا ورودا
أورده أسنة و نبالا
فتحامت له حمية دين
فتية سامروا القنا العسالا
ثبتوا للوغى فلله فتيان
تراهم عند الكفاح جبالا
و أفاضوا على الدروع قلوبا
من حديد كانت لهم سربالا
ليس فيهم إلا أبي كمي
يرهب الجيش سطوه حيث صالا
ذاك حتى ثووا على الترب صرعي
و سدتهم أيدي المنون رمالا
و غدا واحد الزمان وحيدا
في عدى كالكثيب حيث انهالا
شد فيهم و هم ثلاثون ألفا
في صفوف كالسيل لما أسالا
مفردا يلحظ الأعادي بعين
و بأخرى يرنو الخبا و العيالا
وهم الإمام الأشم فمال ال
عرش والأرض زلزلت زلزالا
و رأت زينب الجواد خليا
ذا عنان مرخى و سرج مالا
فأماطت خمارها من جوى الثكل
و نادت و النحيب تعالى
يا جواد الحسين أين الحسين
أين من كان لي عمادا ظلالا
أين حامي حماي عقد جماني
من تسنمت في ذراه الدلالا
أين للدين من يقيم قناه
حيث مالت و ينجح الآمالا
و استغاثت بربها ثم جرت
نحو أشلاء ندبها أذيالا
و أشارت لجدها و الرزايا
أسدلت دون نطقها إسدالا
جد يا جد لو رأيت حسينا
أي هيجاء من أمية نالا
مستغيثا هل من نصير وطورا
يستقي لابنه الرضيع زلالا
فسقاه ابن كاهل و هو في
حجر أبيه عن الزلال نصالا
كانت هذه مستمعينا الأفاضل قصيدة حسينية من إنشاء العالم النجفي الزاهد آية الله الشيخ حسن قفطان الرياحي قدس سره ، و قد قرأناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار).
تقبل الله منكم حسن الإصغاء و دمتم في رعايته سالمين.