بسم الله و له الحمد و الثناء إذ جعلنا من أهل مودة و موالاة صفوته النجباء سيد الأنبياء و آله الرحماء صلوات الله عليهم آناء الليل و أطراف النهار .
السلام عليكم أيها الأطائب ، معكم في لقاء آخر من هذا البرنامج نخصصها لقراءة القسم الأخير من مديحة غراء لأنصار سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه ، و هذه المديحة التي تحمل عنوان (هم خير شيعة) هي للأديب الولائي الأخ مكي حميد الحائري ، و قد استلهم مضامينها مما ورد عن أئمة العترة المحمدية – عليه السلام – في زيارة هذه الكوكبة الطاهرة من أنصار الحق ضمن الزيارات الحسينية و كذلك من خلال مواقفهم النبيلة و الفريدة في نصرة الحسين – عليه و عليهم السلام – . و قد قرأنا لكم قسمين من هذه المديحة الغراء في حلقات سابقة من هذا البرنامج و نقرأ لكم تتمتها ، فتابعونا على بركة الله .
قال أخونا مكي الحائري في مديحته مبينا سمو مقامات أنصار الحسين رزقنا الله و إياكم الإقتداء بهم :
هم أنجم التوحيد والوا شمسه
فيهم تجلى للورى شمسا سطوعه
شمس الحسين ضياؤها فيهم بدا
فبهم ينير مزينا بهم ربوعه
صاروا أشعة شمسه ، أبوابه
أقماره أنصاره صاروا درعه
وأجنهم حب الحسين فأصبحت
أزكى العقول لعقلهم تبعا مطيعه
وأعزهم حب الحسين فمجدهم
سجدت له كل القلوب هوت خشوعه
هم صفوة الأنصار ما عرف الورى
لهم نظائر للفداء هبت سريعه
جعلوا القلوب لقلب سبط محمد
ردء وصاروا لابن فاطمة ضلوعه
فاستسلمت لهم القلوب على هوي
سن الحسين أصوله و بنى فروعه
سكنت نفوسهم للطف حبيبهم
صارت منازلهم حمى العشق المنيعه
و به اطمأنت للحسين قلوبهم
و تطهرت من حب دنيانا الوضيعه
فدعاهم رب الحسين لجنة
علوية لعباده ذخرت صنيعه
فولاؤهم جعل العبادة أنسهم
فيها يرون إلاههم يهدي طلوعه
ذابوا بطاعة عشقهم فنفوسهم
قبل القلوب لأمره تهفو مطيعه
لكن و قد قال الحسين ألا ارحلوا
من بيعتي حل فسيحوا في الوسيعه
قالوا : فداك الروح يا نبع الوفا
طوع لأمرك والقلوب لكم سميعه
لكن فراقك يا حسين يميتنا
تأباه أرواح الوفا لن نستطيعه
ثم يتوجه أخونا الأديب الولائي مكي حميد الحائري في المقطع الأخير من مديحته زائرا أنصار الحسين – صلوات الله عليه – بقوله:
بأبي و أمي أنتم يا خير شيعة
يا من نصرتم ابن فاطمة الشفيعه
واسميتموه بأنفس ممسوسة
بالمرتضى بولائه عصمت تبوعه
طبتم وطاب بطيبكم أزكى الثرى
أنتم لآل محمد أزكى صنيعه
من آل أحمد صرتم بوفائكم
يا فائزون بدوحة الشرف الرفيعه
فزتم بأعظم منحة ، شرف له
قد طأطأت هام الأنام له خضوعه
صرتم أحباء الإله بحبكم
لحبيبه ، و مودة طهرت خشوعه
صرتم أوداء الإله بعشقكم
لصفيه ، عشق الوصال بلا قطيعه
عشقا توثق بالفدا ، صدقا به
صرتم لعشاق الحسين طليعه
يا أولياء الله يا خير الورى
نور الولاء لآله صرتم شموعه
و به سقاكم من طهور شرابه
فطهرتم من لوثة النفس الهلوعه
فبذلتم في الذب عن توحيده
أرواحكم و رؤوسكم تسمو رفيعه
راياتكم بيضاء تعلو في السما
والأصل راية حيدر صرتم فروعه
أرواحكم بذرى الحسين منيحة
فجواره تحيا به و له ضروعه
فيزيدها إحسانه نورا به
تسري إلى أبراجه ولهى نزوعه
يا ناصحين لربه و لجده
محض النصيحة بالنهى تمت ضليعه
يا صابرين على الأذى في جنبه
نجباءه جلى بطلعتكم ربيعه
يا باذلين لأجله مهج التقى
مهج الشهامة من هداه ربت رضيعه
أنصاره السعداء عند مليكه
لكم الحياة بصفوها سلمت خضوعه
فزتم بنص الله يجعل ذكركم
ذكر الحسين قرينه فغدا شفيعه
الله مدرك وتركم يا حزبه
ثاراتكم من ثأره تحكي الفجيعه
فعداكم في الأسفلين أذلة
و أنوفهم بخلودكم أمست جديعه
صلى على أرواحكم رب السما
تزداد من نعمائه و هي القنوعه
صلواته تترى على أبدانكم
وهي الزواكي بالجفا أضحت صدوعه
زرناكم شوقا بلهفة عاشق
العشق والأشواق قد صبغت دموعه
يا ليتنا في ركبكم كنا لكم
خدما نواسي ابن فاطمة الشفيعه
إنا على عهد الوفاء مسيرنا
في دربكم نفديكم يا خير شيعه
أيها الأطائب كان هذا هو القسم الثالث و الأخير من مديحة (يا خير شيعه) التي أنشأها الأديب الولائي الأخ مكي حميد الحائري في أنصار الحسين عليه و عليهم السلام و قد قرأناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران ضمن برنامج (مدائح الأنوار) شكرا لكم و في أمان الله.