بسم الله و له عظيم الحمد و خالص الثناء إذ رزقنا محبة و ولاء محمد و آله الطاهرين صلوات الله و تحياته و بركاته عليهم أجمعين .
السلام عليكم أيها الإخوة و الأخوات ، يستفاد من النصوص الشريفة أن أنصار الحسين و المستشهدين بين يديه عليه السلام لهم منزلة الصدارة و الكرامة الخاصة من بين أنصار الهدى في مختلف العصور ، مما جعلهم أوضح مصاديق القدرة الحسنة لأهل الولاء و التشيع لأهل بيت النبوة سلام الله عليهم .
في هذا اللقاء نقرأ لكم أيها الأكارم القسم الثاني من إحدى غرر القصائد في مدح هذه الكوكبة الطاهرة من أنصار الله و دينه و رسوله و أهل بيته عليه و عليهم السلام ؛ و مما يميز هذه المديحة التي تحمل عنوان (هم خير شيعة) لطيف استلهامها لمضامينها من الروايات الشريفة ، و هي للأديب الولائي المعاصر الأخ مكي حميد الحائري .. تابعونا على بركة الله..
قال الأخ الحائري في مديحته لأنصار الحسين – عليه السلام – :
حييت أنصار الحسين نجومه
هم خير أنصار الهدى هم خير شيعه
حيوا الفتى التركي إن أميره
ملك تحوط الكائنات طلوعه
وهب له تهب القلوب صلاتها
سجد الفتى لحبيبه أهدى ركوعه
حيوا الشهيدة أم وهب إنها
لحقت بأنصار الحسين ، به ولوعه
حيوا نصيرات الحسين أتينه
بالولد قربانا لهم أجرى دموعه
ونصرنه بالصبر في ركب السما
آيات عز في الإباء منيعه
ذا عابس حب الحسين أجنه
فالخوف منه خائف و غدا صريعه
و الحر حرر بالحسين فؤاده
في دمعة نحو الهدى كتبت رجوعه
و برير بر الله أضحى إذ تلي
(والفجر) يشهد في الحسين طلوعه
وزهير أزهر بالولاية إذ أتي
مستفيدا مولى به محيا الشريعه
جون تطيب من شذى عطر الولا
فأبيض وجها تغبط البيضا نصوعه
ذاك ابن عوسجة الوفي وفاؤه
يوصي حبيبا بالغريب فذا وديعه
و حبيب خضب شيبه بدمائه
وعلى مصاب حسينه يسجي دموعه
و سعيدها الحنفي قدم نحره
يفدي صلاة بالحسين زهت بديعه
فأقامها بعمادها صدق الولا
وزكاته أزكى العطا ، أهدى نجيعه
حيوا الكرام فوارس الهيجا الأولي
لبوا نداء حسينهم يوم الفجيعه
و تسابقوا للقتل يفدون الهدى
و قلوبهم لمصابه هرعت جزوعه
يسترخصون لعشقهم أغلى الفدا
بالعشق أردوا شحة النفس المنوعه
و تنافسوا في الجود حتى قدموا
أرواحهم و رؤسهم أمست قطيعه
و دعاؤهم: رباه عذرا لم نف
حق الحسين عزيز فاطمة الشفيعه
و بعد هذا التصوير الفني الجميل لرسوخ روح الولاء في هؤلاء الكوكبة من الأنصار الحسينيين ، يشير الأخ مكي حميد الحائري إلى خطاب الإمام الصادق – عليه السلام – لهم بخطاب التفدي ( بأبي أنتم وأمي ) و هو يزورهم ضمن زيارته لجده الحسين – صلوات الله عليه – ؛ و هذا الخطاب يشير إلى سمو منزلتهم عند الله عزوجل ، قال أخونا الحائري :
نفسي الفداء لعصبة فداهم
صديق آل محمد حبر الشريعه
لله هم أوفى الورى بلغوا العلي
بوفائهم لعهوده شكروا صنيعه
نصروا الإله و دينه و المصطفي
والمرتضى والمجتبى حفظوا الوديعه
حفظوا وديعة ربهم أم الهدي
و القوم قد خانوا الأمانة بالخديعه
بذلوا الدما نصروا الغريب ورهطه
رهط الحسين عزيز فاطمة الشفيعه
نصروه في زمن التخاذل و الجفا و
الكفر ساد و جنده ملئت ربوعه
فتقاعست أقطارها خوف الردى
عن نصرة المظلوم لاذت بالذريعه
و طغى يزيد و الجموع تطيعه
بالزيف و الإذلال سخرها مطيعه
باعت له دين النبي محمد
بزخارف الأوهام أو دنيا وضيعه
فتكالبت زمر النفاق لنصره
وعلى الحسين الطهر ضيقت الوسيعه
فتنادت الأغيار ترخص أنفسا
العشق زكاها فلم ترهب جموعه
لله باعوها و ما طلبوا سوى
مرضاته ، مرضاة فاطمة الشفيعه
لم يطلبوا أجرا و قالوا حسبنا
حب الحسين فهب لنا وصلا جميعه
ذاقوا الوصال فرددوا ذا أجرنا
و بأنعم الدارين حاشا أن نبيعه
كانت هذه مستمعينا الأطائب بعض مقاطع مديحة الأديب الولائي الأخ مكي حميد الحائري لأنصار سيد الشهداء – صلوات الله عليه – و لها تتمة نسأل الله أن يوفقنا لقرائتها في حلقة مقبلة من برنامجكم (مدائح الأنوار) من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران تقبلوا منا خالص الدعوات و دمتم بألف خير.