بسم الله و له الحمد و الثناء حمد معلم خلقه خالص الحمد و الثناء، سيد الأنبياء محمد و آله الأصفياء صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الأكارم و رحمة الله..
من الأهداف المحورية لشعراء الحسين – عليه السلام – ترسيخ التفاعل القلبي الوجداني مع قيم و أعلام الملحمة الحسينيية الخالدة، إذ أن في ذلك حياة قيمها الإلهية في القلوب..
في هذا اللقاء نقرأ لكم أبياتا منتخبة تجلي هذا الهدف المقدس من قصيدتين لإثنين من فقهاء الحوزة النجفية الأدباء هما الشيخ عبد الحسين الأعسم و الشيخ إبراهيم قفطان – رضوان الله عليهما –.
الأديب الفقيه الشيخ عبد الحسين الأعسم هو مؤلف كتاب ( ذرائع الأفهام في شرح شرائع الإسلام ) و المتوفى سنة ۱۲٤۷ للهجرة، قال رضوان الله عليه:
عرجا بي فهذه كربلاء
أبك فيها و قل مني البكاء
وسائل صعيدها كم عليه
سفكت من بني علي دماء
فتية أصبح النبي مصابا
بهم و الوصي و الزهراء
ليتني فزت بالشهادة فيها
حين نال السعادة الشهداء
إذ ينادي الحسين فيها ألا هل
من نصير فلا يجاب النداء
شهدت ذبحه نساه فأجهش
ن شجوا ذابت به الأحشاء
غادروا جسمه على الأرض عريا
نا كسته غبارها الرمضاء
رفعوا رأسه على الرمح كالمص
باح تجلى بنوره الظلماء
ويح قوم جنت عليه و أغرت
هم به الجاهلية الجهلاء
لم يجودوا عليك بالماء حتى
بخلت أرضهم به و السماء
بأبي طفلك الرضيع تلظى
عطشا حين غيض عنك الماء
جئت مستسقيا به فسقته
منه الحتف طعنة نجلاء
مستمعينا الأفاضل، و نقرأ للفقيه البارع الشيخ إبراهيم قفطان المتوفى سنة ۱۲۷۹ للهجرة قوله رضوان الله عليه من مرثية حسينية:
أفكلما بالغت في كتم الهوى
غلبتك زفرة حسرة لم تكتم
هلا وفيت بأن قضيت كما و فى
صحب ابن فاطمة بشهر محرم
قوم ترى بسيوفهم و أكفهم
في الخصم والعافين أوضح ميسم
يتسابقون إذا دعوا لكريهة
فكأن قرع البيض صوت منغم
نفر قضوا عطشا و من إيمانهم
ري العطاش بجنب نهر علقمي
أسفي على تلك الجسوم تقسمت
بيد الظبا و غدت طعام الأسهم
قد جل بأس ابن النبي لدى الوغي
عن أن يحيط به فم المتكلم
إذا هد ركنهم بكل مهند
و أقام مائلهم بكل مقوم
من كابن فاطم يوم حاطمة الوغي
و الشوس بين مطرسم أو محجم
ينحو العدى فتفر عنه كأنها
حمر تنافر من زئير الضيغم
و يسل أبيض في الهياج تخاله
صبحا تبلج تحت ليل مظلم
قد كاد يفني جمعهم لولا الذي
قد خط في لوح القضاء المحكم
حتى إذا ضاق الفضاء بعزمه
ألوى به للحشر غير مذمم
سهم رمى أحشاك يابن المصطفي
سهم به كبد الهداية قد رمي
يا نفس ذوبي يا جفون تقرحي
يا عين جودي يا مدامعنا اسجمي
لم أنس زينب و هي تدعو بينهم
يا قوم ما في جمعكم من مسلم
إنا بنات المصطفى و وصيه
و مخدرات بني الحطيم و زمزم
ما دار في خلدي مجاذبة العدى
مني رداي و لا جرى بتوهمي
قد أزعجوا أيتامنا قد أججوا
بخيامنا لهب السعير المضرم
و بهذه الأبيات المفجعة للفقيه النجفي إبراهيم قفطان رضوان الله عليه ننهي أيها الأكارم حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) استمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران تقبل الله أعمالكم و دمتم في أمانه سالمين.