بسم الله وله الحمد الخالص آناء الليل وأطراف النهار نور الأنوار، وأطيب صلواته على صفوته الأبرار الهادي المختار وآله الأطهار.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم...
القصيدة التي اخترناها لهذا اللقاء تفجرت بها قريحة أحد شعراء الولاء وهو يرى في عالم المعنى سرج فتى الحسين شبيه المصطفى وسمي المرتضى علي الأكبر – عليه السلام -.
في عالم المعنى رأى هذا الأديب سرج علي الأكبر وعليه قطرات من دمه الشريف وهي تشع نوراً ملأ فؤاده، فطفق ينشد الأبيات التالية التي عنونها بعنوان (فديتك يا سرج الأكبر) وختمها بدعاء تشوقي لظهور الآخذ بثأر الأنبياء وأولاد الأنبياء المهدي المنتظر – عجل الله فرجه الشريف -.
قال شاعرنا الولائي؛
يا سرجاً قد صار مطهر
مذ لامس أذيال الأكبر
والأكبر طهر من طه
وطهور بالنور الأنور
من شابه أحمد في خلق
وارثه في الخلق الأطهر
من أحمد جلاه جمال
وجلال من فاتح خيبر
مذ هلّ تعالت أصوات
أمحمد هذا أم حيدر؟!
دري كوكبه الأسنى
تاج الجوزاء علىً قد قرّ
سموه في الملأ الأعلى
(قرآن الزهراء الأزهر)
تتجلى فيه محاسنها
جهراً، أو مكتوماً مضمر
يظهر من آي كرامتها
للخلق بإظهار أظهر
كفاه عطاء يتنامى
لا ينفد.. موفور أوفر
من حسن الخير له إرث
الكرم الموسوم به شبر
فكريم الآل له عم
غيث للقانع والمعتر
هو عشق حسين .. بهجته
وسرور القلب به يحبر
مهجته.. ظمأى قدمها
قرباناً في الحج الأكبر
للعشق الأعظم أهداه
بخضاب الإحرام الأحمر
أهداه.. فسالت مهجته
تلحقه، فلقاه الكوثر
أورثه إيثاراً أسمى
يؤثر بالأغلى المستأثر
في الطف تقدم أقماراً
لصلاة العشق.. لها كبّر
بوضوء من دمه الأزكى
صلى تهليلاً بالمنحر
وتلا للعالم آيات
لكتاب الله بها فسر
تنفد في القلب تلاوته
فيها تسبيح من استذكر
وحياً للعاشق تسمعه
قولاً بالوصل له بشّر:
من ضحّى للسبط
أفلح بالله.. فلا يخسر
وحسين ورد لا يفنى
هو ذكر الأخيار الصبّر
هو حب الله وصفوته
هو اسم الله.. به يذكر
مذكور في الصحف الأولى
يتلألأ فيها إذ تنشر
من جاء الله بنصرته
نعّمه بالفوز الأكبر
فديتك يا سرج الأكبر
فلأنت جدير أن تفخر
بمنار الآل ويوسفهم
عشق الأرواح لها سخّر
يا سرج سراج يتامى
إذ نور الله له مصدر
فديتك تحمل آيات
من يوم الطف إلى المحشر
لم تبل.. وهذي معجزة
مذ ألف سنين، بل أكثر
فديتك تعبق رائحة
طيبة يغبطها العنبر
رائحة الأكبر.. نفحتها
من مسك المختار الأذفر
في وله العاشق نعرفها
عطراً بشذاها نتعطر
فديتك تحمل من دمه
أثراً للأدمع قد فجر
آيات الأكبر تحملها
ذكرى للقلب إذا أبصر
تذكره.. يحفظها الله
للقائم داعية تجهر
سحراً أسمعها تندبه:
يا مولى الثأر، متى تظهر؟
أصريخ الآل وثائرهم
عجل كي للأكبر تثأر
وأراك – فديتك – منتظراً
صوت المحبوب إذا كبّر
في الكرة كيما تصحبه
في فجر النور إذا أسفر
ليزيل الليل بطلعته
في غر من ولد الكوثر
تبتهج الأرض بكرتهم
ويصير الكون بهم أخضر
كانت هذه، مستمعينا الأكارم، قصيدة في مدح الفتى الحسيني يوسف آل محمد –عليهم السلام–مولانا علي الأكبر –صلوات الله عليه– أنشأها أحد أدباء الولاء وهو يرى في عالم المعنى سرج هذا الشهيد الخالد وهي قطرات من دمه الشريف تشع بالنور.
وبهذا ننهي، أيها الأطائب، لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله منكم طيب الإصغاء وفي أمان الله.