بسم الله و له الحمد حبيب قلوب الصادقين و أطيب صلواته على كنوز رحمته للعالمين محمد و آله المعصومين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين
من أبرز أعلام النهضة الحسينية مولانا البدر الفاطمي المنير الشهيد القاسم بن الحسن المجتبى –عليهما السلام– ، و قد ملئت ملحمة استشهاده في نصرة الإمام الحق و هو فتى لم يتجاوز الأربعة عشر عاما كثيرا من العبر و الدروس تصور لنا بعضها مرثية (صنو الأكبر) التي أنشأها في مدحه و رثائه صلوات الله عليه الأديب الولائي المعاصر الأخ حميد عبد الحسين الحائري.. و قد اخترناها لهذا اللقاء فتابعونا على بركة الله.
قال الأديب الحائري في مرثية (صنو الأكبر):
قد بكى العرش وقلب الكون أن
بأنين الصب للقاسم حسن
حن و الأزهار حنت سجدا
لقتيل عرسه يشجي الشجن
شجن دوى بأفلاك السما
ونحيب الحور في الأكوان رن
إذ رأت فاطمة نائحة
نوح ثكلى قد أحاطتها المحن
سمعت أم الهدى ذاعية
مهجة القلب فمن تنعى لمن
كبدا تنعى لآل المصطفي
زينة الأكباد و الأوفى الأحن
كلهم كان المعزى بفتي
به تستسقى شآبيب المزن
هو و الأكبر صنوان هما
فرقداها كحسين و حسن
زفة القاسم بالحزن اكتست
برز القاسم لكن في كفن
حزن الآل لبدر المجتبى
بقلوب بفراق تمتحن
زفت البدر إلى برج الفدا
والعروس الطهر أضناها الشجن
و هي ترنو بفؤاد مضرم
بأوار الشوق في الروح كمن
حسبها الله بفقد كفؤها
و بسبي بعده يذكي المحن
و دعته و هي تدعو للقا
بدموع من عيون كالمزن
و هو ماض لمغيب في الدما
كي يروي للهدى أزكى السنن
قمر الشبان حنى وجهه
بدم ينزف في العرش سكن
أقبل البدر على الموت هوي
و مناه القتل في حب أجن
غيره الصب على محبوبه
هيجتها صرخة السبط فمن
يثني صب السبط عن نصرته
لحبيب خاض في بحر المحن
فعلى الدنيا العفا قال الفتي
إذ رأى السبط أسيرا مرتهن
وانبرى يدفع عن شمس الهدي
أمة العجل و عباد الوثن
أسمع الكون إباه راجزا
رجز العاشق في قلب الزمن
قال إني لعلي أنتمي
أسد الجبار شيخي ذي المنن
جدي المختار أزكى مرسل
رحمة الله النبي المؤتمن
أنا من فاطمة غصن الفدا
من حسين إنني شبل الحسن
لكم الأرض ثراها موطن
وطني السبط و حبي للوطن
من مصفى الشهد أحلى حبه
عسل الله و سلواه و من
لم أذق يتما و قد مات أبي
فحسين كان لي نعم السكن
مهجتي نذري لمولاي ، أنا
أفتديه بفؤادي و البدن
و له مني الوفا نذري الوفا
حان أن أوفي له بعض المنن
يا سيوف الغدر هاكم مهجتي
فاسفكوها واشفوا غلواء الإحن
إن في قتلي في حب الهدي
بر طاها و علي و الحسن
أحزنت أعداؤه علياؤه
إذ سقاهم كأس ذل ممتهن
شتت آلافهم همته
جندل الأبطال قدما ما وهن
مستهينا بعتاة قدرهم
لا يساوي نعله بئس الثمن
إنحنى يصلحه كي لا يري
حافيا و هو الغريب المرتهن
فيظن القوم فيه رهبة
قتل القاسم فيهم كل ظن
و أراهم عزة الله التي
لم تر الذل و حاشاها و لن
تقبل الذل و إن كان الثمن
مصرع العز بغدرات الوثن
وهوى القاسم يدعو عمه
فبكى العرش وقلب الكون أن
إذ تلقى طبرة من بغيهم
ضرجت قلب حسين و حسن
كانت هذه مستمعينا الأفاضل قصيدة ( صنو الأكبر ) في مدح و رثاء البدر الحسيني الخالد مولانا القاسم بن الحسن عليه السلام و هي من إنشاء الأديب الولائي المعاصر الأخ حميد عبد الحسين الحائري.. قدمناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
تقبل الله أعمالكم و دمتم بكل خير.