بسم الله وله الحمد تبارك وتعالى نور السموات والأرضين، وأطيب صلواته على مطالع نوره المبين حبيبنا المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين المظلومين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، روى حفاظ السنة النبوية من مختلف فرق المسلمين ومنهم من علماء الجمهور كأحمد بن حنبل في مسنده والحاكم في مستدركه على صحيحي البخاري ومسلم وبأسانيد صحيحة عندهم عدة أحاديث عن النبي الأكرم أنبأ فيها – صلى الله عليه وآله – المسلمين بأن عترته الطاهرة ستلقى بعده من الجفاة والطغاة أقسى أشكال الظلم والتشريد والتقتيل.. وكان في ذلك إتمام للحجة على طلاب الحقيقة في وجوب البراءة من ظالمي عترته الطاهرة لكونهم أعداء الله ورسوله.
و قد تابع السبط الأكبر لرسول الله الإمام المجتبى – عليه السلام – نهج جده المصطفى – صلى الله عليه وآله – فكان صلحه مع معاوية وسيلة لكشف حقيقة المنافقين وأعداء الله عزوجل ورسوله وظالمي أهل بيته المعصومين – عليهم السلام –. وقد تحمل صلوات الله عليه أشكال الأذى والظلم والجفاء في هذا السبيل ولكي يحفظ بذلك الشرعة المحمدية من تحريفات أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد ومتابعيهم على ذلك حتى قضى سلام الله عليه شهيد بالسم الأموي الغادر.
إشارات للحقيقة المتقدمة نلمحها في القصيدة التالية التي أنشأها في رثاء السبط النبوي الأكبر سلام الله عليه العالم الجليل السيد محمد حسين الكيشوان المتوفى سنة ۱۳٥٦ رضوان الله عليه.
قال العالم التقي السيد محمد حسين الكيشوان في مرثيته الحسنية :
خانوا بعترة أحمد من بعده
ظلما وماحفظوا بهم ما استودعوا
وغدوا على حسن الزكي بسالف ال
أحقاد حين تألبوا وتجمعوا
غدروا به بعد العهود فغودرت
أثقاله بين اللئام توزع
لله أي حشى تكابد محنة
بشجى لها الصخر الأصم يصدع
ورزية جرت لقلب محمد
حزنا تكاد له السماء تزعزع
كيف ابن وحي الله وهو به الهدي
أرسى فقام له العماد الأرفع
أضحى يسالم عصبة أموية
من دونها كفرا ثمود وتبع
أمسى مضاما يستباح حريمه
هتكا.. وجانبه الأعز الأمنع
و يرى بني حرب على أعوادها
جهرا تنال من الوصي، ويسمع
مازال مضطهدا يقاسي منهم
غصصا بها كأس الردى يتجرع
حتى إذا نفذ القضاء محتما
أضحى يدس إليه سم منقع
و تفتت بالسم من أحشائه
كبد لها حتى الصفا يتصدع
و سرى به نعش تود بناته
لو يرتقي للفرقدين ويرفع
نعش له الروح الأمين مشيع
و له الكتاب المستبين مودع
نعش أعز الله جانب قدسه
فغدت له زمر الملائك تخضع
نثلوا له حقد الصدور، فما يري
منها لقوس بالكنانة منزع
ورموا جنازته وعاد وجسمه
غرض لراميه السهام وموضع
شكوه حتى أصبحت من نعشه
تستل غاشية النبال وتنزع
لم ترم نعشك إذ رمتك عصابة
نهضت بها أضغانها تتسرع
لكنها علمت بأنك مهجة الز
هراء فابتدرت لهربك تهرع
منعته عن حرم النبي ضلالة
و هو ابنه.. فلأي أمر يمنع ؟
لله أي رزية كادت لها
أركان شامخة الهدى تتضعضع
رزء بكت عين الحسين له ومن
ذوب الحشا عبراته تتدفع
يوم انثنى يدعو ولكن قلبه
وار .. ومقلته تفيض وتدمع
أترى يطيف بي السلو وناظري
من بعد فقدك بالكرى لا يهجع
أأخي لا عيشي يجوس خلاله
رغد.. ولا يصفو لوردي مشرع
خلفتني مرمى النوائب ليس لي
عضد أرد به الخطوب وأدفع
كانت هذه أيها الإخوة والأخوات مرثية لمولانا السبط المحمدي الأكبر ثاني أئمة العترة النبوية الطاهرة مولانا الحسن الزكي المجتبى أنشأها العالم الورع والأديب التقي السيد محمد حسين الكيشوان رضوان الله عليه وجزاه عن إمامه المجتبى خير الجزاء.
تقبل الله منكم إخوة الإيمان والولاء طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
دمتم بكل خير وفي أمان الله.