بسم الله وله الحمد والمجد والثناء إذ رزقنا مودة صفوته النجباء سيد الأنبياء وآله الأصفياء صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوة الولاء، ينقل أحد الإخوة المقيمين في لندن أنه التقى ذات يوم من أيام محرم أستاذا جامعيا بريطانيا هو جار له، فتطرق الحديث عن الإسلام وحدثته عن واقعة الطف، فنقلت له بصورة عفوية موقف أبي الفضل العباس – عليه السلام – عندما أبى أن يشرب الماء وهو ظامئ وقد وصل للعلقمي.. فجرت دموع هذا الإستاذ الجامعي البريطاني، وقال: إن هذا هذا الموقف النبيل لكفيل بأن يدخل محبة الإسلام في قلوب الغربيين.. بهذه الخاطرة ندعوكم مستمعينا الأفاضل للإستماع الى مديحة لحامل اللواء الحسيني من إنشاء الأديب الولائي المعاصر أخينا السيد جواد الحسيني وهي منشورة على موقع جنة الحسين – عليه السلام – تابعونا على بركة الله.
في إشارة لطيفة للإصطفاء الإلهي لعبده الصالح أبي الفضل العباس لكي يحمل – عليه السلام – لواء الملحمة الحسينية الخالد، يبدأ الأديب السيد جواد الحسيني مديحته قائلا:
طرق الطفوف محصنا ببهائه
يطوي الصعيد بواديا وقفارا
عهد تبناه الجليل بعرشه
حيث اصطفاه لكربلاء منارا
في اللوح نصبه الإله ذخيرة
للسبط عند الملتقى ومجارا
و مناصرا وهو الكفيل لأهله
ومؤازرا فتقحم الاوزارا
رضعته انساب فحول أصلها
و نمى بأرحام سمت أحرارا
بر ومن ذرية معصومة
سقي الوفاء مسددا مختارا
ورد النزال متوجا بسنائه
فروى الطغاة مذلة وشنارا
فيها أبو الفضل استقام يذيقها
كاس الهوان مضاعفا وصغارا
قاد اللواء يرف في راياته
فسمت وجلت رفعة وفخارا
كشف الصفوف إلى الشريعة قاصدا
فتحطمت بجهاده الاسوارا
لم يبتغي عذب الفرات ليرتوي
لما لشاطئه استجار وسارا
بل شاطئ النهر استطاب لثغره
شوقا ووجدا واشتهت أنهارا
رام السقاية للعيال فحسبه
إطفاء حر في القلوب ونارا
ظمئ كصالية الغضى عند اللظى
و هو الكريم وشأنه الايثارا
كالليث طل على الوقيعة شامخا
فوق المطهم هيبة ووقارا
و به المهاد قد استطاب أريجها
و به استزانت واعتلت انوارا
قمر الفواطم والهواشم فرقد
ترنو لنو ر بريقه الأقمارا
بدر الدجى والشمس منه سناؤها
قبسا توهج، شعلة ومنارا
وطأ المعارة فاحتوى ارجاسها
والعاديات غدون منه فرارا
مقدام البسها سرابيل الردى
خزيا وكفنها ثيابا عارا
طبق اليمين على الشمال مظفرا
فتزيلت مخزية تتوارى
وسعت تلوذ هزيمة لجحورها
من خوفها ما بينها تتبارى
رفد الوطيس مناوشا ذؤبانها
تبت يداها زمرة أشرارا
حرب ضروس شنها مستبسلا
ليصون قافلة التقاة غيارى
شق المقدم فاستمال أخيره
بؤسا فزاد الظالمين تبارا
حصد الجماجم فارتمت لحتوفها
كالعهن منفوشا هوى يتذارى
عصفت بها الهيجاء وهو يبيدها
لم يبق منهم فاجرا كبارا
صب الردى بين العدا لما بدا
فطغى الهدى عبر المدا انوارا
حارت عقول القوم وهي تساؤل
أرفاة حمزة ذا أم الكرار ؟
لو شاء لاقتلع الركاز وهدها
و لساخ فيها المبتغين حيارى
طود وعملاق سما بمقامه
ضرغام زاغت نحوه الانظارا
نشكر لكم أيها الأخوة والأخوات طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) خصصناه لمديحة انشأها الأديب الولائي المعاصر الأخ السيد جواد الحسيني في مدح حامل اللواء الحسيني بطل العلقمي مولانا أبي الفضل العباس – عليه السلام –، من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم.