بسم الله وله الحمد والمجد تبارك وتعالى رب العالمين وأزكى صلواته وتحياته على شموس نوره المبين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
سلام من الله عليكم إخوة الولاء ورحمة منه سبحانه وبركاته.
من جميل صنع الله ولطفه بعباده أن ظهر لهم الآيات الكثيرة التي تعرفهم بنهجه القويم وصراطه المستقيم؛ وبهوية أوليائه وأعدائه. ومن آياته الباهرة ما أظهره في مركز وعاصمة الطغيان الأموي في صدر الإسلام أي الشام ، إذ جعلها تحتضن بفخر وإعتزاز مشاهد ومراقد رموز الملحمة الحسينية الخالدة وجعل قلوب المؤمنين تهوى إليها.
و من أبرزها مشهد شبيهة الزهراء وعزيزة الحسين وبضعته مولاتنا رقية صلوات الله عليها. لقد اختار الله جلت حكمته لمشهدها موضعا هو الخرابة التي أنزل فيها الطاغية يزيد ركب أسارى آل محمد – صلى الله عليه وآله – وأراد من ذلك إذلالهم حقدا على رسول الله – صلى الله عليه وآله – فأبى الله عزوجل إلا إعزازهم ، فحول تلك الخرابة الى مشهد عامر بذكره يسبح له فيه عباده المؤمنين وهم يتقربون إليه عزوجل بزيارة تلك البضعة الفاطمية ويستذكرون مظلوميتها المفجعة فيعرفون بها هوية أوليائه الذين تجب موالاتهم وأعدائه الذين تجب البراءة منهم.
في هذا اللقاء مستمعينا الأفاضل نقرأ لكم مرثية مؤثرة وبليغة لمولاتنا رقية سلام الله عليها من إنشاء عميد المنبر الحسيني المرحوم الدكتور الشيخ أحمد الوائلي – رضوان الله عليه –.
بذكر جبل قاسيون الشهير في دمشق بدأ الدكتور الوائلي يقول:
في ربى قاسيون قبر صغير
فيه غصن من البتول نضير
تربة هومت رقية فيها
حضن الطهر رملها والحفير
و الضريح الذي يضم نسيجا
علويا بالإحترام جدير
إيه بنت الحسين يومك يسر
و أمام الطغاة يوم عسير
أيها الشجنة التي أذبلتها
لوعة الأسر والفلا والهجير
فهي من زحمة القيود على
الصدر أنين شقيقها والزفير
طفلة يكمن الذهول بعينيها
فيبدو بدمعها التعبير
حملت قلبها الكسير على يتم
و قلب اليتيم قلب كسير
فهي جسم يدافع السوط بالكف
و عين بدمعها تسجير
يالوجدي وقد مررت عليها
وعلى القبر من أساها سطور
فبدى طيفها لعيني نضوا
من سياط حدا بهن الغرور
قد تعاورنها ودرن عليها
و هي من وقعها الأليم تدور
قد براها السرى ففي عودها النا
حل وهن مبرح وضمور
تسأل الأمهات أيأن أبوها
كيف أغضى وهو الشفيق الغيور
غير أن الغياب طال عليها
و العشي امتدت بها والبكور
و ألحت تريده ذات يوم
فهو في قعر ذهنها محفور
فأتوها بالرأس أذبل خديه
هجير و نحره منحور
فهوت فوقه وأغفلت كما
أغفى على دفئ أمه العصفور
حضنت رأسه وأسلمت الروح
و جفت كماد تجف الزهور
أيها الزائرون في ود ذوي القربى
سعيتم وسعيكم مشكور
هل لمحتم شمائل الأم في البنت
فللفرع ما روته الجذور
جعلنا الله وإياكم أيها الأطائب من المتقربين الى الله عزوجل بمودة أهل بيت النبوة المحمدية صلوات الله عليهم أجمعين.
اللهم ياربي آمين.. وبهذا ننهي أيها الأكارم لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) قرأنا لكم فيه مرثية (غصن البتول) التي أنشأها عميد المنبر الحسيني المرحوم الدكتور الشيخ أحمد الوائلي رضوان الله عليه.
من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران نجدد لكم خالص التحيات ودمتم بألف خير.