البث المباشر

مرثية (الرضيع المحمدي الشهيد) للشيخ صالح بن الشيخ هادي الكربلائي

الثلاثاء 17 ديسمبر 2019 - 08:05 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 559

بسم الله و له الحمد و المجد تبارك و تعالى رب العلمين و أزكى صلواته على مشارق نوره المبين محمد و عترته الأطيبين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين.. معكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصه لبعض ما قاله شعراء الولاء في تخليد ملحمة إستشهاد باب الحوائج الى الله مولانا الرضيع المحمدي الخالد عبد الله بن الحسين – عليه السلام –. فنقرأ لكم أولا من موقع جنة الحسين – عليه السلام – مرثية ( الرضيع الشهيد ) للأديب الولائي العالم الأخ للشيخ صالح الشيخ هادي الكربلائي حفظه الله تابعونا على بركة الله.
قال سماحة الشيخ صالح الشيخ هادي الكربلائي ممهدا بالاشارة الى سر الخلود الحسيني:

بنفسي قتيلا تحدى الردى

و ما زال حيا برغم العدا

أرادوا له الموت تعسا لهم

و كيف لعمري يموت الهدى

فهذا حسين قرين الخلود

و ذاك العدو بذل غدا

لقد حسبوا الموت في قتله

فماتوا و لكنه خلدا

فتلك أمانيهم أصبحت

هباء مع الريح تمضي سدى

ولم يحصدوا غير ذل و عار

سيلقون شر عذاب غدا

و هذا حسين الإبا صوته

يصك المسامع منه الصدى

و هاتيك لاءاته لم تزل

لكل ذوي عزة موردا

سيبقى شواظا يصب الجحيم

على كل طاغ بغي و اعتدى

فها هو يهدي الورى نهجه

برفض و إصلاح ما فسدا

و ها هو بين الورى راية

بها يشمخ العز طول المدى

بنفسي شهيدا دعاه الإله

لنصرته فأجاب الندا

فراح يضحي أعز البنين

و للحق يرخص أغلى الفدا

فأي الضحايا كمثل الرضيع

بطلعته قد حكى أحمدا

فداه الحسين لدين الإله

بأطفالنا قل أن يفتدى

كأن لمنحره و الردى

على صدر والده موعدا

ومن عجب ما وعته العقول

و لا في خيال امرئ قد بدا

رضيع أخو المهد ذو ستة

فلا رجل تسعى له أو يدا

تسام براءته قسوة

و يعدا عليه بسهم الردى

لقد كان من غلة قلبه

كأن ضراما به موقدا

فلم ترو من قطرة قلبه

و روت دماه سهام العدا

فلو مس بعض لهيب الظما

بمهجته ذوب الجلمدا

فتباً لقوم شروا دينهم

بدنيا يزيد فضلوا الهدى

لقد جعلوا المصطفى خصمهم

بقتلهم سبطه الأمجدا


كانت هذه أيها الأخوة والأخوات مرثية ( الرضيع المحمدي الشهيد ) للأديب الولائي المعاصر سماحة الشيخ صالح بن الشيخ هادي الكربلائي ومنها ننقلكم لمقطوعة مؤثرة في ملحمة الشهيد عبد الله الرضيع بن الحسين – عليهما السلام – لأحد شعراء الولاء يقول فيها:

و رب رضيع أرضعته قسيهم

من النبل ثديا دره الثر فاطمة

فلهفي له مذ طوق السهم جيده

كما زينته قبل ذاك تمائمه

هفا لعناق السبط مبتسم اللمى

وداعا.. وهل غير العناق يلائمه ؟

و لهفي على أم الرضيع و قد دجا

عليها الدجى و الدوح نادت حمائمه

تسلل في الظلماء ترتاد طفلها

و قد نجمت بين الضحايا علائمه

فمذ لاح سهم النحر ودت لو أنها

تشاطره سهم الردى و تساهمه

أقتله بالكفين ترشف ثغره

و تلثم نحرا قبلها السهم لاثمه

بني أفق من سكرة الموت وارتضع

بثدييك... علّ القلب يهدأ هائمه

بني لقد كنت الأنيس لوحشتي

و سلواي إذ يسطو من الهم غاشمه


سلام الله التام على عبد الله الرضيع المحمدي الشهيد وعلى أبيه سيد الشهداء من الأولين والأخرين.
و بهذا ننهي أحباءنا حلقة اليوم من برنامج ( مدائح الأنوار ) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران دمتم بكل خير و في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة