بسم الله و له خالص الحمد و الثناء في العافية و البلاء و أزكى الصلوات و السلام على صفوته النجباء سيد الأنبياء و عترته الأصفياء.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم و رحمة الله
كانت ثورة الغيور الحسيني الخالد الشهيد زيد بن علي بن الحسين – عليهم السلام – من أنقى الثورات الإسلامية ضد الطغيان الأموي فقد إستلهم هذا الثائر الشهيد نهضته بالكامل من قيم الملحمة الحسينية و أجج في الوجدان الإسلامي روحها داعيا للرضا من آل محمد – صلى الله عليه و آله – و لو ظفر لوفى كما شهد له مولانا الإمام الصادق – عليه السلام -.
لقد إقتدى زيد الشهيد بجده الحسين – عليه السلام – في قيامه و إبائه لم يثنه خذلان الخاذلين و لا بغي الظالمين و شراسة طغيان العتاة الأمويين.. حتى
إستشهد بأفجع صورة و صلب مظلوما في الثاني من شهر صفر سنة ۱۲۲ للهجرة.
في هذا اللقاء نقرأ لكم قصيدتين في مديح و رثاء هذا الشهيد العلوي المجيد، الأولى للأخ الأديب المعاصر جهاد العيدان من البصرة الفيحاء و قد عانق مسيرة الأدب الإسلامي المعاصر و هو يشارك في العديد من المسابقات الأدبية الجامعية عندما كان طالبا في كلية الآداب في جامعة البصرة و هو كتب قصائد النهضة للحركة الإسلامية.
في تأملات ولائية في المرقد المطهر للشهيد زيد بن علي – عليه السلام – كتب الأديب العيدان تحت عنوان ( صلبوك كالمسيح ) يقول:-
أتيت إليك مشتاقا تسابقني
ظلال الروح اشعارا تضاحكني
أتيتك سيدي: زيدا تطوقني
شموسك تشعل الوجدان تخطفني
امد يدي عسى القاك تأخذني
و ارفع قامتي لعل الكون يجذبني
أمير الثائرين ربيعا أنت في زمني
أمير الفاتحين شهيدا انت في وطني
فدى لتراب مرقدك المطهر أنني
أقبل جرحك المحروق يؤرقني
أهز رماد سيفك المنصور يمنحني
شعاع النصر مصلوبا على الشجن
أتيتك أيها المطلوب في العلن
أتيتك يابن الأكرمين يشدني
جنوح نحو مجدك أشياء يعرفني
جنون نحو نهجك اسماء يعلمني
أشد عيوني في مقامك علني
أناجي وجهك المنقوش في بدني
حنينا أنت في قلبي و في سكني
حنينا أنت يا زيدا من المحن
زمانا أنت مصلوب على المدن
زمانا أنت مطلوب الى الكفن
مستمعينا الأفاضل، و من هذه القصيدة الولائية للأديب المعاصر الأخ جهاد العيدان ننقلكم لرثائية معبرة للبطل الحسيني الخالد مولانا زيد بن علي أنشأها أديب من اليمن هو الأخ حسن المرتضى فتحت عنوان ( و أقمت في دين النبي حدادي ) يجري الأديب المرتظى حوارا مع زيد الشهيد في عالم المعنى، يقول:
ليل كئيب و السهادر قادي
و ضباب حزني راسخ الأوتاد
و تموجات الآه لحن بائس
تحكي لكم عن شرعة الجلاد
أأقيم في دين النبي نوائحي
أأقيم في دين النبي حدادي
تلك الكناسة و المصارع حولها
لبني النبي لغير يوم طراد
زيد أتاها كي يطبب خنجرا
لبني أمية فت في الأعضاد
زيد أتى و المجد يرفع اسمه
لكأنما كانا على ميعاد
يابن الرسول خرجت لست بظافر
بنجاة نفسك من ذوي المرصاد
فأجاب إني ظافر يا سائلي
و بذاك فاسأل عصبة الأوغاد
سلهم لماذا كان قتلي غدرة
مثل الضباع تنال بالآساد؟
سلهم لماذا نبش قبري عدوة
من أجل ذكري أو من القصاد
سلهم لماذا صلب جسمي عاريا
فعل من ذا؟ فعل ذي الأحقاد
سلهم علام ، أحرقوني جثة
الكي تموت بداخلي أمجادي؟؟
سلهم على ذاك الرماد و أين هو؟
سيقال ذر على فرات الوادي
الدين جدك قمت تثأر في الورى
فاجاب إي و الله ذاك مرادي
يابن الوصي ألست تعلم انهم
غدروا الحسين مع الزمان العادي
يابن البتول فداك قلبي مع دمي
باعوا أباك لاجل مال زياد
إيا حليف الذكر من لي بعدكم
في نهجة بعد النبي الهادي
فاجاب اقف طريقنا مستبصرا
تصعد إلى العلياء دون جواد
فسلام الله و صلواته على سلالة الحسين سيد الشهداء – عليه السلام –، الثائر العلوي الشهيد زيد بن علي بن الحسين – عليه السلام – و بمناسبة ذكرى الثاني من صفر حيث كان إستشهاده سلام الله عليه سنة ۱۲۲ للهجرة، خصصنا هذا اللقاء من برنامج ( مدائح الأنوار ) لقصيدتين في رثائه الأولى للأديب المعاصر الأخ جهاد العيدان و الثاني للأخ الأديب حسن المرتضى، من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران نجدد لكم خالص التحيات و الدعوات و في أمان الله.