البث المباشر

(سكينة في ليلة الوحشة) و (بكت السماء على فاطمة العليلة) الدكتور حسن آل حطيط العاملي

الثلاثاء 17 ديسمبر 2019 - 08:00 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 557

بسم الله و له الحمد و المجد رب العالمين و أزكى صلواته على صفوته المنتجبين محمد و آله المعصومين.
السلام عليكم مستمعينا الأفاضل
كان للفاطميات سلام الله عليهن عظيم الأثر هز الوجدان الإسلامي و البشري من خلال ما تحملنه من نصيبهن المحوري في الملحمة الحسينية الزينبية.
فكان لهن عليهن السلام حضورهن في ديوان الشعر الحسيني، و هو يفجر قرائح أدباء الولاء لتعرف الوجدان العالمي بما تحملته عقائل الوحي المبين في سبيل الله و حفظ دينه الحق للعالمين. في هذا اللقاء إخترنا لكم نموذجين منشورين على موقع جنة الحسين عليه السلام في شبكة الإنترنت، للأديب الولائي الدكتور حسن آل حطيط العاملي عن السيدة سكينة والسيدة فاطمة العليلة إبنتي الحسين عليه و عليهما السلام.
تحت عنوان ( سكينة في ليلة الوحشة ) كتب الأديب العاملي يقول: في عذابات السيدة سكينة بنت الحسين عليه السلام بعد انقشاع غبار الواقعة و حلول الليل على الأجساد المسلوبة والسبايا المفجوعة.
سكينة رمقت بطرفها طرف السحاب

سألته: هل شهدت عذابا

أشد من هذا العذاب؟

هل رأيت مصابا

أجل من هذا المصاب؟

هل عرفت ذئابا

أفظع من هذي الذئاب؟

قتلوا كل ما فينا

و تناوشوا أنقى الثياب!

سبونا بلا وجل

و قتلانا بين الهضاب!

و خلونا بلا أمل

و تركونا بلا حول

و موتانا على التراب!

سكينة رفعت برأسها نحو النجوم سألتها:

هل شهدت سكونا

أقسى من هذا السكون؟

هل لحظت هموما

أمر من هذي الهموم؟

هل لقيت غموما

أشد من هذي الغموم

تصعد من هول البلايا

تطلع من ذعر السبايا

و تسكن في الغيوم؟

هل رأيت عيونا

تعمى من هول الشجون؟

هل سمعت أنينا

بكاءا أو حنينا

يصم آذان المنون؟


سكينة تمتمت ألما في أذن الرياح سألتها:

هل تدرين أن الدم

قد صبغ البطاح

فلا المساء مساء

و لا الصباح صباح؟

هل تدرين أن القلب

قد ذاب من فرط النياح

و النفوس قد يئست

و هاجت الأرواح؟

هل تدرين أن الليل

قد حل ينكأ في الجراح

و يستثير الأيامى

و يستفز اليتامى

فتهرب في كل ناح!


سكينة أرسلت شجوها نحو السماء سألت:

هل من مجير

من هول هذا البلاء؟

هلا من نصير

على بطش هذا الشقاء؟

هلا من قريب

هلا من غريب

يرفع هذا العناء؟

هلا من كريم

هلا من حميم

يسمع هذا النداء؟


فأجابها صوت ورأت ضياءا:

سكينة قري و ازدادي صفاءا

احضني النور و انشريه سناءا

الله قد قضى أمرا

و الأمر حوى سرا

لهم كان الفناء

و سيفنون فناءا

و لكم كان البقاء

و ستبقون بقاءا!


أيها الأخوة والأخوات، شاءت الإرادة الإلهية أن تكون سكينة بنت الحسين – عليه السلام – مع السبايا و تبقى أختها فاطمة العليلة في المدينة تقاسي آلام فراق أسرتها و هي تتوجه الى مغيب الشمس و البدور المحمدية.
تحت عنوان "بكت السماء على فاطمة العليلة"
كتب الدكتور حسن آل حطيط العاملي يقول:

بكت السماء دموعا ثقيلة

على بنت الحسين فاطمة العليلة!

بكت السماء و روت فصولا

عن محنة الحسين و ابنته النبيلة

عن أماليها عن أمانيها

عن مراثيها و مآسيها الطويلة!

بكت السماء و همت هطولا

على الحزينة على المريضة

و اليتيمة في العائلة القتيلة!

خلتها الخطوب

بدرب البلاء

و رمتها الدروب

ببحر الشقاء

و جرعها الزمان أتراحا جليلة!

بكت السماء و سالت سيولا

على عمر قصير و سنين قليلة

على الذي ضاع وانصدع

على الذي فات و انقطع

من الليالي و الأيام الجميلة!

على الجرح الذي لم يجف

على الذي مر و لم يقف

من الأرواح والوجوه الخجولة

على الذي راح و لم يعد!

من الأخلة و النفوس الخليلة!

بكت السماء و ذوت ذبولا

على الوردة الذابلة بأحلى خميلة!

بكى الضياء

بكى الفضاء

بكت السماء

على فاطمة العليلة!

جزى الله خيرا أخانا الدكتور حسن آل حطيط العاملي على هاتين القصيدتين في مصاب إبنتي سيد الشهداء عليه و عليهما السلام سكينة الأسيرة و فاطمة العليلة قرأناها لكم أيها الأطائب في حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) الى لقاء مقبل نستودعكم الله من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة