بسم الله و له الحمد غاية آمال العارفين و صلواته المتواترات على صفوته المنتجبين محمد و آله الطاهرين
السلام عليكم إخوتنا المستمعين.
معكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج و قد إخترنا فيه من ديوان الشعر الحسيني أبياتا منتخبة من إحدى غرر قصائده تشتمل على إشارات لطيفة للبعد العرفاني للملحمة الحسينية.
و القصيدة من إنشاء العالم الورع التقي الخطيب الحسيني السيد علي الترك الموسوي المتوفى في فريضة الحج سنة ۱۳۲٤ للهجرة رضوان الله عليه.
بعد تصوير بليغ لوفاء أنصار الحسين و بسالتهم في الدفاع عنه – عليه السلام – حتى إستشهادهم في أبيات قرأناها لكم في لقاء سابق، قال السيد علي الترك في وصف مصرع سيد الشهداء و ما جرى بعده:
وغدا فريد المجد ما بين العدى
فردا يوبخ ناصحا أشرارها
ضاق الفضا حين إنتضى للمرتظى
عضبا به لولا القضا لأبرها
وسطا فقل كالليث أصحر طاويا
و الصقر شد على القطا فأطارها
يطفو و يرسب بالألوف بسيفه
ويخوض من لجج الحتوف غمارها
ان كر فرت منه خيفة بأسه
و الخوف يمزج بالعثار فرارها
لو شاء ما أبقى من الأعداء ديا
را و عفى بالحسام ديارها
لكن تجلت هيبة الباري له
فهو كليما حين آنس نارها
ورأى المنية مذ أتته هي المنى
كالصب شام من الدما معطارها
فهوى على حر الظهيرة بالعرا
واري الحشا و ظماه زاد أوارها
لم ترو غلة صدره لكنما إلا
سياف روت من دماه شفارها
الله أكبر يا لها من نكبة
فقماء لم تنس الورى تذكارها
الله أكبر يا لها من وقعة
قدحت بأحناء الضلوع شرارها
أيبيت سر الكون عار و العدى
في كربلاء أجرت عليه مهارها
رضت صدور بني النبي وصيرت
ظلما على صدر الحسين مغارها
صدر به علم الإمامة مودع
و به النبوة أودعت أسرارها
صدر تربى فوق صدر محمد
اتخذته خيل أمية مضمارها
و ودايع الرحمن صيح برحلها
نهبا و لم ترع الطغاة ذمارها
فتناهبت ثوب الدهور فؤادها
وأكف شاربة الخمور خمارها
برزت بعين الله تندب ندبها
بمدامع يحكي الحيا مدرارها
وغدت تشوط لهولها مذعورة
مثل الحمائم ضيعت أوكارها
ورنت إلى نحو الغري ونادت ال
كرار فارس هاشم مغوارها
نادته يا غوث الصريخ اذا ذعى
يا ملجأ اللاجين يا نصارها
هذا حبيبك بالتراب معفر
فيه المنية أنشبت أظفارها
قتلته آل أمية في كربلا
ظام سقته من السيوف غرارها
و كرائم التنزيل أضحت كالاما
حسرى تطوف بها العدا أمصارها
سلب العدو سوارها و بسوطه
قد صاغ يا شلت يداه سوارها
وترى الرؤوس على الرماح وقد علا
رأس الحسين من القنا خطارها
بأبي رؤوسها طبقت أنوارها
الدنيا و فاقت بالسنا أقمارها
لم ترع فيهم ذمة الهادي و لا
الشهر الحرام وحرمت أقبارها
يا أقبرا شيدت بعرصة كربلا
أضحت ملائكة السما زوارها
حياك خفاق النسيم مواضبا
وحدا إليك من السحاب عشارها
يا عترة الهادي النبي ومن بكم
قبل الإله من الورى إستغفارها
أنتم نجاة الخلق إن هي أقبلت
للحشر تحمل للجزا أوزارها
نطق الكتاب بفضلكم وبمدحكم
أهل الفصاحة وشحت أشعارها
زهت المنابر والمنائر باسمكم
و بمدحكم حدت الحداة قطارها
ولكم مزايا لو أخذت بوصفها
حتى القيامة لم أصف معشارها
فعليكم صلى المهيمن كلما
هز النسيم على الثرى أشجارها
و عليكم صلى المهيمن كلما
روت الرواة بفضلكم أخبارها
ايها الإخوة والأخوات، الأبيات التي قرأناها لكم آنفا كانت شطرا من إحدى غرر القصائد الحسينية، أنشأها الخطيب الحسيني البارع و العالم التقي السيد علي الترك الموسوي المتوفى سنة ۱۳۲٤ للهجرة رضوان الله عليه.
نشكر لكم طيب الأصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم ( مدائح الأنوار ) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
دمتم بكل خير و في أمان الله.