البث المباشر

(الرأس المقدس) مقطوعات لدعبل الخزاعي والسيد جواد العاملي

الإثنين 16 ديسمبر 2019 - 15:50 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 553

بسم الله و له الحمد حمد سادات الشاكرين له عزوجل في السراء و الضراء و العافية و البلاء المصطفى الأمين و آله المعصومين المظلومين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا وأخواتنا، من المشاهد المؤلمة في ملحمة الفداء الحسيني، مشهد جريمة عتاة النفاق و البغي الأموي في قطع رؤوس شهداء كربلاء لا سيما الرأس المقدس لسبط رسول الله الحسين صلوات الله عليه و رفعه على الرماح ليكون من جهة علم مظلومية الإسرة المحمدية و من جهة ثانية إحدى الآيات الإلهية الخالدة حيث سجل المؤرخون تلاوة الرأس الشريف آيات القرآن و هو مقطوع مرفوع على رماح الباغين. هذا المشهد إستأثر بأهتمام شعراء الولاء فسجلوه مع إشارات لدلالاته في قصائدهم الحسينية.
نختار في هذا اللقاء خمسة أبيات مشهورة في مظلومية الرأس المقدس لشاعر أهل البيت المجاهد دعبل الخزاعي – رضوان الله عليه – مع تضمينها لفقيه جليل هو السيد جواد العاملي قدس سره، و تشطيرها من أحد الأدباء المعاصرين.
قال دعبل الخزاعي في جناية رفع رأس الإمام الحسين عليه السلام:

رأس ابن بنت محمد ووصيه

يا للرجال على قناة يرفع

و المسلمون بمنظر و بمسمع

لا جازع من ذا و لا متخشع

ايقظت أجفانا وكنت لها كرى

و أنمت عينا لم تكن بك تهجع

كحلت بمنظرك العيون عما

و أصم نعيك كل أذن تسمع

ما روضة إلا تمنت أنها

لك مضجع ولخط قبرك موضع

مستمعينا الأفاضل، و قد ضمنت هذه الأبيات البليغة لدعبل الخزاعي الفقيه الإمامي البارع العلامة التقي صاحب موسوعة ( مفتاح الكرامة ) في فقه أهل البيت – عليهم السلام – السيد جواد العاملي فقال في قصيدة مؤثرة في جناية رفع الرأس الحسيني المقدس:-

الله أكبر و العجائب جمة

أيكون ما قد كان أو يتوقع

رأس ابن بنت محمد ووصيه

كالبدر في أفق الأسنة يطلع

رأس به خلق السماء وأرضها

للناظرين على قناة يرفع

و المسلمون بمنظر و بمسمع

فكأنهم لم ينظروا أو يسمعوا

يتنعمون و يمرحون غواية

لا جازع منهم و لا موجع

كحلت بمنظرك العيون عماية

وجرت بمحمر النجيع الادمع

و أعاد يومك كل السن أبكما

و أصم رزؤك كل أذن تسمع

عين علاها الكحل فيك تفرقعت

ومعاطس شمخت تجذ و تجدع

و فم تبسم بالسيوف مخذم

و يد تصافح في البرية تقطع

أيقظت أجفانا و كنت لها كرى

و أهجت لاجع لوعة لا تقلع

و أمت قلبا كنت عين حياته

وانمت عينا لم تكن بك تهجع

ما روضة إلا تمنت أنها

لك موطئ ولترب نعلك موقع

والعرش والأفلاك ودت أنها

لك تربة و لخط قبرك موضع


مستمعينا الأفاضل و لأحد الأدباء المعاصرين تشطير لأبيات دعبل الخزاعي رضوان الله عليه في الرأس الحسيني المقدس يقول فيه:

رأس ابن بنت محمد و وصيه

يا للكرامة بالخناجر يقطع

رأس ابن فاطمة البتول مخضب

يا للرجال على قناة يرفع

و المسلمون بمنظر و بمسمع

من مشهد جعل الثكالى تجزع

سمعوه يتلو للكتاب و جهلهم

لا جازع من ذا و لا متخشع

أيقظت أجفانا و كنت له كرى

فاليوم تسبى بالسياط و تقرع

وعداك قد أمنت عواقب بغيها

و أنمت عينا لم تكن بك تهجع

كملت بمنظرك العيون عماية

إذ لم تطهرها لخطبك أدمع

وأمات خطبك كل قلب لم يثر

و أصم نعيك كل إذن تسمع

ما روضة إلا تمنت أنها

لحماك مغنى للأطائب مفزع

في كل قلب من يتامى أحمد

لك مضجع ولخط قبرك موضع


وبهذا ننهي مستمعينا الأطائب حلقة اليوم من برنامج ( مدائح الأنوار ) إستمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
تقبل الله أعمالكم و في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة