البث المباشر

(الحسين عند مصرع العباس (ع)) السيد جعفر الحلي

الإثنين 16 ديسمبر 2019 - 15:24 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 550

بسم الله و له عظيم الحمد و الثناء إذ رزقنا موالاة سادة الحامدين له في السراء و الضراء أبي القاسم المصطفى محمد و آله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين . السلام عليكم إخوتنا المستمعين...
من روائع ما تفجرت به قرائح شعراء الولاء في تصوير مشاهد الملحم الحسينية الخالدة هي القصيدة الميمية التي أنشأها شاعر أهل البيت – عليهم السلام – السيد جعفر الحلي المتوفى سنة ۱۳۱٥ للهجرة.. و قد اشتملت هذه القصيدة على صور مؤثرة في بيان شجاعة أبي الفضل العباس حامل اللواء الحسيني ثم مصرعه غدرا على أيدي عساكر الحقد الأموي و موقف أخيه سيد الشهداء صلوات الله عليه عند مصرعه..
نقرأ لكم في هذا اللقاء الأبيات الخاصة بهذه المشاهد من ميمية السيد جعفر الحلي رضوان الله عليه، تابعونا مشكورين.
بعد استعراض عدة من صور الشجاعة العباسية يوم عاشوراء قال السيد جعفر الحلي في جانب من قصيدته:

بطل تورث من أبيه شجاعة

فيها أنوف بني الضلالة ترغم

يلقي السلاح بشدة من بأسه

فالبيض تثلم و الرماح تحطم

عرف المواعظ لا تفيد بمعشر

صموا عن النبأ العظيم كما عموا

فانصاع يخطب بالجماجم والكلا

فالسيف ينثر و المثقف ينظم

أو تشتكي العطش الفواطم عنده

وبصدر صعدته الفرات المفعم

لو سد ذي القرنين دون وروده

نسفته همته بما هو أعظم

و لو استقى نهر المجرة لارتقي

و طويل ذابله إليها سلم

حامي الظعينة أين منه ربيعة

أم أين من عليا أبيه مكدم

في كفه اليسرى السقاء يقله

و بكفه اليمنى الحسام المخذم

مثل السحابة للفواطم صوبه

ويصيب حاصبه العدو فيرجم

بطل إذا ركب المطهم خلته

جبلا أشم يخف فيه مطهم

قسما بصارمه الصقيل وإنني

في غير صاعقة السما لا أقسم

لولا القضا لمحى الوجود بسيفه

و الله يقضي ما يشاء و يحكم

حسمت يديه المرهفات وإنه

و حسامه من حدهن لأحسم

فغدا يهم بأن يصول فلم يطق

كالليث إذ أظفاره تتقلم


مستمعينا الأفاضل، ثم يتطرق شاعر أهل البيت السيد جعفر الحلي إلى مصرع أبي الفضل العباس بعد الإشارة إلى عجز عساكر البغي الأموي عن مواجهته ولجوئهم إلى الغدر به بكل الأشكال ثم يصور لنا ببلاغة مشهد مجيء الحسين –عليه السلام– عند مصرع حامل لوائه، قال –رضوان الله عليه–:

و هوى بجنب العلقمي فليته

للشاربين به يداف العلقم

فمشى لمصرعه الحسين وطرفه

بين الخيام و بينه متقسم

ألفاه محجوب الجمال كأنه

بدر بمنحطم الوشيج ملثم

فأكب محنيا عليه و دمعه

صبغ البسيط كأنما هو عندم

قد رام يلثمه فلم ير موضعا

لم يدمه عض السلاح فيلثم

نادى و قد ملأ البوادي صيحة

صم الصخور لهولها تتألم

أأخي يهنيك النعيم و لم أخل

ترضى بأن أرزى و أنت منعم

أخي من يحمي بنات محمد

إن صرن يسترحمن من لا يرحم

ما خلت بعدك تستسر سواعدي

و تكف باصري و ظهري يقصم

لسواك يلطم بالأكف و هذه

بيض الظبا لك في جبيني تلطم

ما بين مصرعك الفظيع ومصرعي

إلا كما أدعوك قبل و تنعم

هذا حسامك من يذب به العدى

و لواك هذا من به يتقدم

هونت يابن أبي مصارع فتيتي

و الجرح يسكنه الذي هو أألم

يا مالكا صدر الشريعة إنني

لقليل عمري في بكاك متمم


كانت هذه مستمعينا الأفاضل مرية العباس بن أمير المؤمنين حامل اللواء الحسيني _عليه السلام_ اخترنا من رائعة القصائد الحسينية لشاعر أهل البيت _عليهم السلام_ السيد جعفر الحلي رضوان الله عليه وقد قرأناها لكم ضمن حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران. نختم لقاء اليوم بتجديد أطيب التحيات مقرونة بأزكى الدعوات ودمتم في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة