بسم الله و له الحمد أسوة الشاكرين له في العافية و البلاء و السراء و الضراء قدوة الصابرين محمد و آله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوة الإيمان.. تحية من الله مباركة طيبة نهديها لكم و نحن نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأطائب.. حملت الملحمة الحسينية للأحرار في جميع الأجيال أزكى و أسمى دروس الإستقامة على الدين الحق.. و قد دعا الله عزوجل عباده لإستلهام هذه الدروس من خلال ما يظهره في المشهد الحسيني في آياته و كراماته توجيها لقلوب عباده إليه لكي يكون منطلقا لتعزيز روح الإستقامة و الثبات الإيماني..
و هذا ما يسعى له شاعر هذا اللقاء أخونا الأديب الولائي حازم عجيل المتروكي في قصيدته التي عنونها بعنوان (تراتيل في محراب الحسين(ع)) و نشرها على موقع براثا من المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت..
نقرأ لكم منها ما يتسع له وقت هذا البرنامج مقدمين لها بالإشارة إلى أن شاعرنا المتروكي يصف المشهد الحسيني بأنه (كعبتنا) بلغة التصوير الشعري الذي يشير إلى أهمية هذا المشهد المقدس في إستلهام القيم الإلهية.. تابعونا مشكورين.
قال الأخ حازم المتروكي في مديحته:
قف هاهنا ويك وأسجد أيها الشرف
فها هنا الطهر يندي حيثما تقف
يا أيها الشرف الذي ما بعده شرف
إن تسجد اليوم حيث النور يعتكف
فاسجد لتستاف من ضوع يفوح علي
روض يحل به القرآن و الصحف
و أقنت مليا فهذي الأرض كعبتنا
فيها ملائكة لرحمن تختلف
إن الشياطين إن مرت برحبتها
أبصارها من سنا الأنوار تنخطف
هذا الحسين أتدري من به نطقت
هذي الجوارح وأسأل فيم ترتجف
أو أي عين يزين الله خلقتها
إذا رأته دماء منها تنذرف
أو أي قلب يحب السبط ما انشعفت
أنياطه فهو قلب خافق وجف
حب الحسين جواز و النجاة به
من وده لؤلؤ من قاله صدف
نور تنزل من عليا مساكنه
فيه صفات من الخلق تأتلف
تمضي العصور ويبقي الطف يسمعنا
صوت الحسين وأصوات الألى زحفوا
حلوا بروض أتم الله نعمته
لكنهم منه غير العار ما قطفوا
وأوطئوا الخيل و الأسياف خضرته
و الله ينظر غضبانا لما اقترفوا
كانوا يظنون أن النور مات ضما
و أنهم لصدور المارقين شفوا
و النور يأبى احتشاما أن يمازجه
ماء لذلك آل البيت قد عزفوا
عن ذلك الماء إكراما لخلقته
بل كان إن قالوا اقبل جاء وارتشفوا
آل الرسول و ويحي إذ بكم كتبت
هذي الأيادي التي قد زانها الترف
مرثية لأياد مزقت إربا
كانت جفانا و من قد أجدبوا غرفوا
قالوا يتامى و ما أسمى مقالتهم
أكرم بمن وصفوا وأنعم بمن وصفوا
من قال أيتام آل البيت مقصده
بأننا معشر للآن ما نصفوا
لغيرنا اليتم أما نحن في جذل
ملء القلوب التي ما شأنها أسف
يوما على فقد أم أو هلاك أب
مخلدون بما قد خلد السلف
و ما بكينا ليتم قد رزئنا به
فأمنا كربلا و الولد النجف
لكن يتامى لفرط الحزن إن ذكرت
تلك الفجيعة و الخذلان و الهدف
أيها الإخوة والأخوات وفي المقطع الأخير من قصيدته الحسينية هذه يستلهم الأخ حازم المتروكي روح التغلب على الصعاب من الملحمة الحسينية وهو يعبر عنه مشاعر التشوق لفرج سليل الحسين عليه السلام المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – قال حفظه الله:
آه حسين ندري أن قائمكم
آت به كل أهل الأرض تعترف
ليملأ الأرض عدلا بعد ما ملئت
جورا وما راعني شك بما أصف
في كل يوم لنا سجن و مقصلة
و كم نضام فهل يوما سننتصف
بكل دمعة حزن رقرقت غضب
تستصرخ الله حتى يظهر الخلف
وما بكتك عيون من ذوي و له
ماءا و لكن حشاشات لهم نزفوا
يا كعبة الثائرين الصيد كم وفدوا
كم أحرموا ثم طافوا ثمة ازدلفوا
من كل فج على مر الزمان وهم
بساحة الطف كيما يقدموا وقفوا
لتطمئن قلوب مسها وجل
حتى متى مارتووا من عزمها انصرفوا
يا أيها الجرح يبكيك الزمان دما
والماء و الطير و الأفنان و السعف
والإنس والجن بل حتى الجماد بكى
حزنا و تشهق في أرحامها النطف
كانت هذه مستمعينا الأفاضل قصيدة (تراتيل في محراب الحسين) من إنشاء الأديب الولائي المعاصر الأخ حازم عجيل التركي ، قرأناها لكم في لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران تقبلوا خالص التحيات و دمتم في رعايته سالمين.