بسم الله والحمد لله الذي رزقنا التشيع لحبيبه المصطفى وآله مصابيح الهدى صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوة الإيمان.
تظافرت مئآت الأحاديث الشريفة عن النبي الأكرم وعترته الطاهرين عليهم السلام – وهي تبين للعالمين آثار و بركات البكاء على الحسين – عليه السلام – ، فهو من جهة بكاء فطري لا يملك كل من اطلع على مجريات الملحمة الحسينية أن يمسك نفسه عنه ، كما أنه من جهة ثانية ينير القلوب و يبعث فيها عشق قيم الخير التي أستشهد من أجلها سيد الشهداء صلوات الله عليه. وتمثل ملحمته الخالدة – عليه السلام – من الوسائل المؤثرة في تزكية البكاء المقدس على مصابه – عليه السلام – وهذا ما نحمله أيها الأطائب. في الأبيات الحسينية التي إخترناها لهذا اللقاء وهي من إنشاء العالم الكبير الفقيه الزاهد الورع آية الله الشيخ علي كاشف الغطاء المتوفى في كربلاء المقدسة حرم الحسين – عليه السلام – سنة ۱۲٥۳ للهجرة النبوية.
قال آية الله الشيخ علي كاشف الغطاء عن فطرية البكاء الحسيني المقدس:
دموع ليس تنقع من أوام
وان هلت كماء المزن هامي
و وجد كلما حاولت أني
أبرده تلهب بالضرام
ولا تشفي الدموع حليف وجد
و إن فاضت بأربعة سجام
ولا يجدي جميل الصبر صبا
شجيا لا ينهنه بالملام
مررت بكربلاء فأهاج وجدي
مصارع فتية غر كرام
حماة لا يضام له نزيل
أماجد برئوا من كل ذام
قبور تنطف العبرات فيها
كما نطف العبير على الأكام
وقفت بها لألثم من ثراها
أريج العرف مفضوض الختام
وضعت يدي وقد ضمت لصدري
جراحا لا يقوم بها كلامي
و قد نصلت دموع العين فيها
نصول الدر سل من النظام
أسائل ربعها عن ساكنيه
و لات العز و الرتب السوامي
ومثل لي الحسين بها غريبا
عنائي للغريب المستضام
تكاد النفس إن ذكرته يوما
تفر من الحياة إلى الحمام
أبي الضيم لم يألف قيادا
غداة الطف للجيش اللهام
يحامي عن حقيقته وحيدا
بنفسي ذلك البطل المحامي
بعين للعدى ترنوا و أخري
بها يرنو إلى نحو الخيام
سعى للحرب يهتز ارتياحا
ونار الحرب موقدة الضرام
تقارعه الهموم فيتقيها
بقلب مثل حامله همام
همت كفاه في سلم و حرب
على العافين بالمنن الجسام
فلا يسراه يشغلها لجام
و لا يمناه يشغل بالحسام
تسل من الرقاب له سيوف
فتغمد في المفارق و اللمام
إذا ركعت رأيت لها الأعادي
سجودا في التراب بغير هام
إلى أن خر فوق الترب ملقى
على الرمضاء عز له المحامي
برغمي أن خلا نادى المعالي
وخر عن الهدى سامي الدعام
برغمي للشريعة قد رماها
بصدع ليس يخبر بالتئام
ولم أر مثل يومك ليس ينسي
على الأيام عاما بعد عام
و كل حشى عليك كأن فيه
لسان الرمح أو طرف الحسام
هو الرزء الذي ابتدع الرزايا
و قال لأعين الأعداء نامي
ألا يا كربلاء كم فيك بدر
علاه الخسف من قبل التمام
صلى الله على الباكين على الحسين وآل الحسين و عيالات الحسين و أنصار الحسين ، و صلى الله على شعراء الحسين – عليه السلام – الذين تقربوا لله عزوجل بتعريف العالمين بمظلومية الحسين و ملحمة الحسين ، و منهم الفقيه الورع و الناسك المتعبد آية الله الشيخ علي نجل المجتهد الأكبر كاشف الغطاء و الذي نورنا قلوبنا بقراءة أبيات من إحدى قصائده الحسينية رضوان الله عليه و بهذا ننهي إخوتنا لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
تقبل الله دمعتكم الحسينية و في أمان الله.