بسم الله و له الحمد حمد أسوة الشاكرين له على عظيم المصاب محمد المصطفى و آله الأطياب عليهم أزكى الصلاة و السلام.
السلام عليكم إخوة الإيمان،
إن أعظم الحرمات الإلهية التي انتهكتها وارثيي غصب الخلافة المحمدية من عتاة بني أمية يوم عاشوراء هي حرمة رسول الله – صلى الله عليه و آله – فيزيدهم يتسمى بأمير المؤمنين و خليفة رسول الله و هو يأمر بإبادة نسل رسول الله – صلى الله عليه و آله – يشاركه في هذه الجريمة العظمى من مكنه من رقاب المسلمين و مهد له و لأبيه من قبل، خصاما و عداوة لرسول الله، لذلك فإن الله عزوجل حكم بأن يكون نبيه الأكرم – صلى الله عليه و آله – هو خصيم و خصم جناة واقعة الطف و من مهد لهم و مكنهم من رقاب المسلمين.
هذه الحقيقة التي صرحت بها أو أشارت لها كثير من الأحاديث الشريفة هي التي يختم بها أديب الولاء الأخ واثق البدران قصيدته الحسينية التي يعزى فيها رسول الله – صلى الله عليه وآله – بما جرى يوم عاشوراء.
يخاطب أخونا البدران نبي الرحمة في بعض أبيات مرثية قائلا :
ومن كالحسين غزته السيوف
و منه السيوف غزاها اللحم
تناديه: بايع فرد بلا
ونادى : خذيني فردت : نعم!
فأحكم فيها دماء النحور
و أجرى عليها قضاءا حكم
و قام هدير دماء الطفوف
ليصعق سمع السيوف الأصم
وأحيى الفرائض بعد الممات
فما اعوج منها استقام و تم
ولحمك يلقف إفك السيوف
سيوف يزيد و آل الحكم
و أين السيوف لهذي النحور
نحور الهواشم أهل الشيم
و سبطك بدد حلم السيوف
بضرب غلام له ما احتلم
بشسع نعال يساوي السيوف
وما نعم القوم حافي القدم
ففلق هاما تغيط العدي
لتشمخ هامة جد و عم
و لحم شبيهك نجل الحسين
تقطع لما عليهم هجم
و ساقي العطاشى بجنب الفرات
تقطع لما عليهم هجم
و سهم ابن كاهل في عينه
وسهم ابن كاهل جودا خرم
و لهفي لسبطك نادى أخي
تقطع قلبي وظهري انقصم
و يختم الأديب المعاصر واثق البدران قصيدته بعرض بليغ المشهد استشهاد زهرة أنصار الحسين عليه السلام رضيعه عبد الله فيقول :
تهون الجراح لجرح الحسين
فكل جراح سواه لمم
يقدم للذبح طوع القياد
رضيعا للثدي الجفاف التقم
فذاك ابن كاهل أدمى الفؤاد
بأفضع سهم رضيعا فطم
و كان اللعين بأمر ابن سعد
يفض نزاعا عليه احتدم
فبعض يقول ارحموه بماء
و بعض لهذا النداء أصم
فسدد سهما لنحر الرضيع
ليعصر قلب الحسين الألم
فرف الذبيح كفرخ قطاة
و كان القماط عليه أزم
كأن الرضيع رأى فاطما
ففل القماط لها و ابتسم
فما ذنب هذا البريء الذبيح
بحجر أبيه وماذا اجترم ؟!
و يوم القيامة أنت الخصيم
و لن ينفع الظالمين الندم
خصيم (فلان) وخصم (فلان)
و رب الجلالة نعم الحكم
جزى الله خير الجزاء أخانا أديب الولاء الأستاذ واثق البدران، على هذا التصوير المؤثر لأبعاد المظلومية الحسينية الذي تفجرت به قريحته الإيمانية و هو يخاطب رسول الله – صلى الله عليه و آله – في قصيدته هذه التي قرأنا لكم بعض أبياتها في لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) تقبل الله منكم حسن الإصغاء و في أمان الله.