بسم الله وله الحمد والثناء وأزكى صلواته على سيد الأنبياء وآله الأصفياء
السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله ، لشاعر أهل البيت السيد حيدر الحلي المتوفى سنة (۱۳۰٤) للهجرة عدة قصائد عزاء في رثاء سيد الشهداء –عليه السلام– دأب على افتتاحها بخطاب فيه وجيب الألم المفجع يخاطب به مولانا صاحب الزمان عليه السلام طالبا تعجيل فرجه للأخذ بثارات الحسين – صلوات الله عليه –.
وفي هذا اللقاء وبما يتسع له وقته نقرأ لكم أبياتا منتخبة من إحدى قصائده المفجعة هذه والمعروفة بالقصيدة العينية ، تابعونا مشكورين.
الله يا حامي الشريعة
أتقر و هي كذا مروعة
بك تستغيث و قلبها
لك عن جوى يشكو صدوعه
تدعو وجرد الخيل مصغية
لدعوتها سميعة
و تكاد ألسنة السيوف
تجيب دعوتها سريعة
فصدورها ضاقت بسر
الموت فأذن أن تذيعه
مات التصبر بانتظا
رك أيها المحي الشريعة
فانهض فما أبقى التحمل
غير أحشاء جزوعة
قد مزقت ثوب الأسى
وشكت لواصلها القطيعة
فالسيف إن به شفاء
قلوب شيعتك الوجيعة
فسواه منهم ليس ينعش
هذه النفس الصريعة
كم ذا القعود و دينكم
هدمت قواعده الرفيعة
تنعى الفروع أصوله
و أصوله تنعى فروعه
فيه تحكم من أباح ال
يوم حرمته المنيعة
و اطلب به بدم القتيل
بكربلا في خير شيعة
ماذا يهيجك إن صبرت
لوقعة الطف الفضيعة
أترى تجيء فجيعة
بأمض من تلك الفجيعة
حيث الحسين على الثرى
خيل العدى طحنت ضلوعه
قتلته آل أمية
ظمأً إلى جنب الشريعة
و رضيعه بدم الوريد
مخضب فاطلب رضيعه
يا غيرة الله اهتفي
بحمية الدين المنيعة
و ضبا انتقامك جردي
لطلا ذوي البغي التليعة
و دعى جنود الله تملأ
هذه الأرض الوسيعة
ما ذنب أهل البيت ح
تى منهم أخلوا ربوعه
تركوهم شتى مصارعهم
و أجمعها فضيعة
فمغيب كالبدر ترتقب
الورى شوقا طلوعه
و مكابد للسم قد سقيت
حشاشته نقيعة
و مضرج بالسيف آثر
عزّه و أبى خضوعه
ألفى بمشرعة الردي
فخرا على ظمإ شروعه
فقضى كما اشتهت الحمية
تشكر الهيجا صنيعه
و مصفد لله سلم
أمر ما قاسى جميعه
و سبيه باتت بأفعى
الهم مهجتها لسيعه
سلبت و ما سلبت محا
مد عزها الغر البديعه
فأرى كريمة من يواري
الخدر آمنة منيعه
و كرائم التنزيل بين
أمية برزت مروعه
تدعو ومن تدعو وتلك
كفاة دعوتها صريعه
واها عرانين العلى
عادت أنوفكم جديعه
حملت ودائعكم إلى
من ليس يعرف ماالوديعه
يا ضل سعيك أمة
لم تشكر لهادي صنيعه
أأضعت حافظ دينه
و حفظت جاهلة مضيعه
آل الرسالة لم تزل
كبدي لرزؤكم صديعه
إخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران كانت هذه أبيات منتخبة من عينية شاعر أهل البيت –عليهم السلام– المرحوم السيد حيدر الحلي في التشوق لفرج الأخذ بثأر الحسين –عليه السلام– مولانا صاحب الزمان –عجل الله فرجه– قرأناها لكم في لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) شكرا لكم وفي أمان الله.