بسم الله وله الحمد حمد أسوة الشاكرين له في السراء والبلاء المصطفى محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين .
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته ..
من أشد مصائب واقعة عاشوراء الملحمية إيلاما للقلوب ، فجيعة استشهاد رضيع الحسين مولانا عبد الله أو علي الأصغر صلوات الله عليه ، وقضية استهداف الأطفال من الذرية المحمدية من الظواهر البارزة في هذه الواقعة ، تكشف عن حقيقة سعى ذيول الإنحراف الأموي جاهدين للتعتيم عليها وهي أن طغاة بني أمية أرادوا في هذه الواقعة إبادة ذرية رسول الله – صلى الله عليه وآله – بالكامل فلا تبقى منهم باقية تذكر المسلمين بالنهج المحمدي الأصيل وتحفظه كما هو .
من هذا اللقاء إخوة الإيمان ، نقرأ لكم بعض ما أنشده شعراء الولاء في تصوير فاجعة مصرع عبد الله الرضيع عليه السلام .
نبدأ بشاعر أهل البيت المرحوم السيد حيدر الحلي رضوان الله عليه حيث قال في إحدى بدائعه الحسينية مصورا أخر مشاهد مقتل الحسين – عليه السلام – ؛ قال :
له الله مفطورا من الصبر قلبه
ولو كان من صم الصفا لتفطرا
و منعطف أهوى لتقبيل طفله
فقبل منه قبله السهم منحرا
لقد ولدا في ساعة هو و الردى
و من قبله في نحره السهم كبرا
مستمعينا الأفاضل ، وقد ذكر بعض المحققين أن الرضيع الشهيد الذي يذكره السيد حيدر هنا هو رضيع آخر غير عبد الله بن الحسين – عليه السلام – والذي استسقى له الإمام ماء فرماه اليزيدون بسهم نحره وهو على صدر والده ، وهذا ما يصوره الشاعر الولائي الأخ علي الحمداني في رثائية نشرها على موقع (باب الحوائج عبد الله الرضيع) على شبكة الإنترنت تحت عنوان (حبيب آل محمد) وقال فيها :
قال يا لله للخطب الفضيع
أمة الطغيان ما ذنب الرضيع
حمل الطفل على صدر الحسين
خاطب القوم و هل من منصفين
آل فرعون لموسى كافلين
ضاع فرعون ترى بين الجميع
لا يكن فرعون خيرا منكمو
اذكروا القرآن ما بينكمو
تسمعون الطفل باك فيكمو
عاطشا أضحى فهل يمسي صريع
عاطشا أضحى سليل المصطفي
كان كالفرقد أمسى كاسفا
و من الليل رضيعي ماغفا
لاحظوه شبه الهادي الشفيع
فانبرى للغدر شيطان أثيم
أكبد القوس بسهم من لئيم
وإذا بالطفل مذبوجا فطيم
ذابلا كالورد من بعد الربيع
ملأ المظلوم كفا من دماء
ثم أهداه إلى رب السماء
قال يا رباه خذ هذا الفداء
وأنا الصابر دوما والمطيع
هاجت الحور وماجت باضطراب
و لعرش الله نوح و انتحاب
أنبياء الله ضجت للمصاب
و أبو القاسم قد أمسى فجيع
في جنان الخلد قد ساد الحداد
والسموات بكت وهي الشداد
محسن الزهراء في ذااليوم عاد
و بسهم لا بمسمار أضيع
قال يا لله للخطب الفضيع
أمة الطغيان ما ذنب الرضيع
كانت هذه مستمعينا الأفاضل قصيدة أخينا الشاعر الولائي علي الحمداني في رضاء رضيع الحسين عبد الله علي الأصغر صلوات الله عليه قرأناها لكم في لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) تقبل الله منا ومنكم تعظيم شعائر الله بالبكاء على مصباح هداه و سيد الشهداء – عليه السلام –.
من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران نستودعكم الله وفي أمان الله.