بسم الله وله خالص الحمد والثناء إذ جعلنا من أهل الوفاء والولاء لأحب خلقه إليه وإلى أهل السماء رسوله سيد الأنبياء وآله آل الرحمة الأصفياء صلوات الله عليهم آناء الليل وأطراف النهار .
السلام عليكم إخوتنا ورحمة الله.. أيها الأكارم، لقد شع في سماء الفضيلة اسم حامل اللواء الحسيني مولانا السقاء أبي الفضل العباس – صلوات الله عليه – فصار رمزا يسقي الأجيال شرابا طهورا فيه طعم صدق الولاء والوفاء للنبي الأكرم وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين .
فقد خلدت ملحمة عاشوراء مواقف للعباس – عليه السلام – جسدت أروع صور المواساة للإمام الحق والدفاع عن نهجه القويم وبذل الغالي والنفيس في سبيله . وقد فجرت هذه الصور الولائية الفريدة قرائح الشعر الصادق لدى شعراء الملحمة الحسينية فطفقوا يستلهمون من وحيها نهج الولاء الحق ، وصار ذلك من أهم أغراض الشعر الحسيني ومن نماذجه المعاصرة قصيدة (من وحي العباس رمز الإباء) للشاعر الولائي المعاصر الأخ (عمار جبار خضير) التي نشرها عن موقع وكالة أنباء براثا على شبكة الإنترنت .. نقضي دقائق مع هذه القصيدة الولائية فتابعونا مشكورين .
قال الأخ عمار جبار خضير مخاطبا سيد سقاة الولاء العباس – عليه السلام – بقوله :
وافيت ذكرك سيدي متقربا
فلثمت أحرفه الزكية محدبا
و رأيتني في لا شعور أنحني
و مقبلا لتراب صرحك جانبا
ووقفت أرتجز المعاني إذ سمت
في كربلا ، ومثار مجدك مسهبا
هذا ضريحك و هو أبلغ آية
تفسيرها فيض لكرامة و الإبا
العلقمي و كل شيء ها هنا
يحكيك للأجيال سفرا مطنبا
يا روعة خطت بصفحة نهضة
قـاد الـحسين رعيلهـا متـوثبا
يا راية رفعت لآل محمد
من يوم بدر وهي تكتنف الربي
أركزتها يوم الطفوف ولم تزل
خفـاقـة تهـدي البرية قاطبـا
أما العروج فأنه نحو العلا
أمـا الخلود فقد أتاك مصاحبا
وجثا على أعتاب عشقك راجيا
أن يحتويه جناح خلدك راغبا
حامي الظعينة يابن أكرم حـرة
بيضاء أعطت للحسين نجائبا
أم البنين و يا لها من مــلجـإ
حاشا ترد لمن أتاها خائبا
غذتك من حب الحسين رضاعة
فغدوت ظلا للحسين وصاحبا
ما كنت تدعو يا أخي بل سيدي
و كـأن من يلقاك يلقى حاجبا
أنت ادخار المرتضى لمصيبة
حاطت حسينا في الطفوف وزينبا
دون الحسين و آله في كربلا
قدمـت نحـرك للـعقيدة واهبــا
ذياك ميدان الشجاعة شاهد
يوما هجمت على المسالح غاضبا
عسالك الممشوق يخطف لامعا
وحسامك البتار يضحك ضاربا
و أريتهم غضب السماء يدكهم
بمهنـد يقتص منهم حـاطبـا
فكشفتهم حيث الشريعة أغلقت
و صعدت فوق فراتها متوثبا
ما كان أشباه الرجال بمانعي
منك اقتحاما حيث جئت محاربا
يا للفداء و إنه لك ينتمي
لما وقفت على الجيوش مخاطبا
إني أنا العباس ادعى ساقيا
لا أخش من هذي الفلول كتائبا
نفسي وقاء للحسين و إنه
من خمسة قد طهروا تحت العبا
و علوت في شط الفرات مهيمن
و تحسست كفاك ماءا ساربا
و ممدتها كيما تغيثك شربة
و القلب كالجمر السخينة لاهبا
في موقف جسدت فيه مآثرا
و به علوت لدى الوفاء مراتبا
لم تشرب الماء المعين تصبرا
فعلى الفرات رأيت أطفال الخبا
متذكرا عطش الحسين ومهجة
ناب الظما قد راح فيها ناشبا
هذا عطائك من يجيء بمثله
ونمير فضلك من يكون له أبا
ستظل يا قمر الهواشم ساطعا
وضيائك الأسنى يزيح غياهبا
كانت هذه مستمعينا الأطائب قصيدة (من وحي العباس رمز الإباء) من إنشاء الشاعر الولائي المعاصر الأخ عمار جبار خضير ، وقد قرأناها لكم في لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) . من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران .
نجدد لكم أزكى التحيات ودمتم في رعاية الله .