بسم الله وله الحمد والثناء في السراء والضراء والعافية والبلاء حمد الشاكرين الصابرين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوة الولاء.. إن أهم ما تناول الشعر الحسيني بيانه من حقائق ملحمة سيد الشهداء – عليه السلام – أن دمه الزكي هو الذي روّى شجرة الإسلام فحفظها من سهام البغي الأموي الذي سعى لإستئصالها، فكانت حياة الإسلام بدم الحسين – صلوات الله عليه -.
إن هذا الدم المقدس الذي اهتز له عرش الرحمان جل جلاله قد نفذ أنواره إلى القلوب تجذبها لمعرفة الله الذي ضحى له أبوعبد الله الحسين بكل ما ضحى.. فما من قلب حي يلقى السمع وهو شهيد لما جرى في كربلاء، إلا ويتسائل، أي رب عظيم هو الذي يضحي له عظيم مثل الحسين بكل هذه التضحيات ولسان حاله يقول:
تركت الخلق طراً في هواكا
وأيتمت العيال لكي أراكا
فلو قطعتني في الحرب إرباً
لما مال الفؤاد إلى سواكا
من هنا كان التفاعل الوجداني مع ملحمة سيد العاشقين أبي عبد الله الحسين – صلوات الله عليه – يعني الإستنارة بالنور المقدس الذي يحي القلوب بمحبة الله ومعرفة الله تبارك وتعالى.
وهذا ما نلمحه في الأبيات التالية من قصيدة (لولاك فالإسلام فينا قتيل) للشاعر الولائي اللبناني المعاصر الأخ مرتضى شراره العاملي.. قال حفظه الله؛
مع كل شمس فالدماء تسيل
ومدى الزمان تفجع وعويل
لابد تلقى كل نفس حتفها
وإلى التراب ترابها سيؤول
تسعى بيوم ثم يسعى فوقها
كم حامل وإذا به المحمول!
ننسى ونصهر في الغياب كأننا
لم يحظ فينا بالحياة فتيل!
إلا الحسين، فحين سال وريده
غدت الحياة إلى الوجود تسيل
مع كل جرح في داوى أمة
إلا عليل العقل فهو عليل
فالشمس في وهج الحسين شحيحة!
والبحر في كرم الحسين بخيل
وتحلل الأقلام طيلة أدهر
هذا العطاء فيعجز التحليل
وتفكر الأجيال في عليائه
فإذا التفكر عاجز وكليل
تتحير الأفهام مهما أمطرت
يتحير التفسير والتأويل!
ماذا يقول الشعر مهما قد حكى؟!
والنثر ماذا بعده سيقول؟!
دمك الذي كتب الصحائف كلها
كل الحروف صدى وأنت أصيل
أنت السليل لأحمد خير الورى
والخير كل الخير منك سليل
كل المنايا قد جرعت أخفها
تلك التي كانت وأنت قتيل
فجرعت موت الصحب تترى والألى
عطش الصغار له الجبال تهيل!
ثكل النساء دموعهن وإن بدت
ليست دموعاً فالعيون نحول!
وصراخهن وإن تكتم في الحشا
إذ هن خدر جدهن رسول
والأكبر الوهاج بين سيوفهم
نهب علته أسنة وخيول!
والأصيد العباس ظهرك مذ سعى
قمر العشيرة إذ عراه أفول
سأقول للنحر الذي روى الهدى
لولاك فالإسلام فينا قتيل
لولا دماؤك أضرمت جمر الإبا
فينا، فإنا خانع وذليل
والله لولا كربلاء حسيننا
فلما استمر بثغرنا الترتيل
ولما المآذن كبرت مذ يومها
هذا أقول كما الصلاة أقول
كانت هذه مستمعينا الأفاضل طائفة من أبيات قصيدة حسينية للأديب اللبناني المعاصر الأخ مرتضى شرارة العاملي، قرأناها لكم في حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) ولهذه القصيدة مقاطع مؤثرة أخرى سنقرأها لكم بإذن الله لقاء مقبل.. من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران نجدد لكم خالص التحيات وصادق الدعوات ودمتم في رعاية الله.