بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله وله خالص الحمد والثناء اذ هدانا للتوسل اليه بأبواب رحمته للعالمين ووسيلته العظمى للمتقربين حبيبنا المصطفى وآله الطيبين الطاهرين ساداتي الشافعين صلوات الله عليهم اجمعين.
السلام عليكم اخواتنا وإخوتنا المستمعين ورحمة الله
أيها الأعزة إن من عظيم رأفة الله بعباده أن اعطى حبيبه ورسوله الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته المطهرين مقام الشفاعة لكي يستشفع بهم عباده فيجيب دعواتهم ويكون ذلك وسيلة لمعرفة مقامهم عنده عزوجل وبالتالي محبتهم والتحلّي بأخلاقه عزوجل التي تجلّت فيهم عليهم السلام فيفوز المستشفعون بهم عبر ذلك بخير الدنيا وكرامة الآخرة.
أيها الأطائب المديحة التي إخترناها لهذا اللقاء هي من مصاديق الإستشفاع بهم عليهم السلام عند الشدائد فقد انشدها الأديب الولائي الدكتور الشيخ محمد حسين الصغير وهو راقد في مستشفى مدينة الحسين الطبي قسم جراحة القلب وإستجار من مرض قلبي عضال وتوجّه الى الإمام الرضا في المقطع الأول من هذه القصيدة فأجاره من مرضه وإستشفع له وكتب له الله الشفاء من هذا المرض في الخامس عشر من شهر أيلول سنة ۱۹۹۸ ميلادي والحمد لله رب العالمين فأكمل القصيدة بالإشارة الى تحقق تمام العافية له. قال الشيخ محمد حسين الصغير في قصيدته مخاطباً الإمام الرؤوف عليه السلام:
أبا الجواد أعرني من نداك يداً
تستأصل الداء او تستنقذ الجسدا
وهبتكم عاطفات القلب صادقة
وعدت فيها هزاراً صادحا غردا
وقد فديتكم في كل مُعترك النفس
والمال والأهلين والولدا
ثبت حين فرار الناس من جزع
على ولايتكم رأياً ومعتقدا
وسرت في خطوات كلها
مهل بمنهج الحق لازيغاً ولافندا
ومايزال لساني في الدفاع
لكم يجتاح منحرفاً عنكم ومفتدعا
وماتزال القوافي في محبتكم
تتلو فضائلكم كالفجر مُتقدا
وقد غدا القلب منها يشتهي الكبدا
فذا يزري الألم الفتّاك والكمدا
وأبرئوه من الأعراض هاجمة
عليه لاأملاً تُبقي ولا أمدا
ويتابع الشيخ محمد حسين الصغير إستشفاعه مستنداً الى بعض مقاماتهم التي نطقت بها محكمات الآيات الكريمة وصحاح الحاديث الشريفة مبينة للعالمين أن محمداً وآله وهم صلوات الله عليهم أجمعين الذين جعلهم الله الوسيلة لرضاه وأصحاب مقام الشفاعة الكبرى لعباده واما بالتسليم والخضوع لأمرهم وبالتوسل بهم تتحقق العبودية التوحيدية الخالصة لله عزوجل. قال هذا الأديب الولائي متابعاً مديحته الرضوية وهو يصف نفسه عبداً لأهل البيت عليهم السلام بمعنى المولى المُسلّم لأمرهم:
ويارجالاً على الأعراف قد وقفوا
اليوم قد تعرفوني عبدكم وغدا
فأنتم يادعاة الحق مفتخري
لدى الشدائد كنزاً طائلاً سندا
وأنتم الغاية القصوى التي طلبت
بلوغها النفس فإزدادت هوى وهدى
وانتم العروة الوثقى ومن مسكت
بها يداه فلن يخشى أذى وردى
ها عبدكم بين فكي ضيغم أسد
فإستنقذوه ضعيفاً يرهب الأسدا
في رؤيته للرضا تُنجيه من مرض
ونظرة بالرضا تكفيه مُعتمدا
إرادة الله أعطته كرامتها
فضاء نور سناه وإتقدا
ومايزال الرضا رمزاً تقدسه
أعماقنا وهو في ساحاتها إنفردا
حقيقة بفم الأجيال ناطقة
تستلهم النظر الخلّاق والرصدا
أبا الجواد على مجد خُلقت له
هام الثريا وقد جاوزتها صُعدا
وفيت لي بشفاء عاجل عجب
أحتى له الطب رأساً وإسترد يدا
شكراً لسدتك العصماء فارهة
فقد أفضت عليّ الخير مُحتشدا
قلعت كل جذور الداء من جسدي
فعاد فيك سليماً ناعماً رغدا
سيّرت مكرمة أجريت محمدة أنقذت
مُحتسباً في الله مضطهدا
بقيت الله قد أبقيت معجزة
مدى الزمان وقد أبليت مجتهدا
كانت هذه مستمعينا الأفاضل قصيدة أنشأها الأديب الولائي الشيح محمد حسين الصغير في الإستجارة والإستشفاع الى الله بوليه الإمام الرؤوف علي بن موسى الرضا عليه السلام إثر إصابته بمرض قلبي عضال فكتب الله عزوجل له الشفاء منه ببركة الرضا عليه السلام وقد قرأناه لكم أيها الأطائب ضمن لقاء اليوم من برنامج مدائح الأنوار إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله منكم حسن المتابعة وفي أمان الله وأسألكم الدعاء.