بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله وله عظيم الحمد وخالص الثناء إذ جعلنا من أهل المودة والوفاء والولاء لصفوته من العالمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله وتحياته عليهم أجمعين.
سلام من الله عليكم أيها الأخوة والأخوات ورحمة منه وبركات، تحية طيبة وأهلاً بكم في هذا اللقاء مع مدائح الأنوار المحمدية نخصصه لمديحة بالسبط الأكبر مولانا الإمام الحسن المجتبى عليه السلام. الإمام المجتبى مستمعينا الفاضل هو الموسوم بكريم أهل البيت عليهم السلام وقد وصفه جده المصطفى صلى الله عليه وآله بأنه صاحب حوضي يعني حوض الكوثر، الأمر الذي يُشير الى دوره الملكوتي عليه السلام في إيصال الجوائز المحمدية الخاصة للعباد وتعميق روح الولاء في قلوبهم وهذا من بركات التوسّل به الى الله كما ذكر العرفاء. من هنا أكّدت هذه المديحة الكرم الحسني فكان بيت قصيدها والمديحة هي من إنشاء أديب ولائي عالم هو الشيخ محمد علي اليعقوبي وقد ولد سنة ۱۳۱۳ للهجرة في مدينة النجف الشرف لوالد أشتهر بالعلم والفضل والأدب وقد شجعه احد مشايخه الأعلام على إرتياد مجال الخطابة الحسينية فأصبح الخطيب المرموق والمُحدّث الثقة. ونشأ الشيخ محمد علي في مدينة الحلة وترعرع في نوادي العلم ومجالس الأدب حتى عاد الى موطنه النجف سنة ۱۳۳٥ للهجرة فعكف على البحث والتأليف وقراءة كتب الأدب والتراجم وخلّف آثاراً أدبية وتاريخية تُقدّر بثلاثين كتاباً وديواناً ونقداً وتوفي في النجف سنة ۱۳۸٥ للهجرة وكان من قصائده رائيته التي قالها في ذكرى مولد الإمام الحسن عليه السلام حيث يقول الأديب الشيخ اليعقوبي رضوان الله تعالى عليه مُخاطباً الإمام المجتبى عليه السلام:
بذكراك يابن المصطفى إبتهج الدهر
وقد ملأ الدنيا بميلادك البشر
تجليت في أفق الإمامة نيراً له
عانت الشمس المنيرة والبدر
بيوم له شطر التهاني لإحمد
وللدين وللدنيا به شطر
به المصطفى قد قرّ طرفاً وحيدر
وبه نالت آمالها فاطم الطهر
وعمّ لبشراه السماء فتنزّلت
تُهني رسول الله أملاكها الغرّ
تُحييه حتى مطلع الفجر بالهنا
فأسفر عن نور الهدى ذلك الفجر
وجاء أمين الله جبريل يزدهي
بخدمته فخراً وحقّ به الفخر
تهلّل شهر الله فيه كأنما به
العيد ليس الفطر لا النحر
وليداً حباه الله بالشرف
الذي يضوع ليوم الحشر
من ذكره عطر تكوّن من سرّ الله
وقدّسه في إبداع تكوينه سر
ورابع أصحاب الكسا حين
ضمهم وما تحته زيد سواهم ولاعَمر
اذا فاضت السبع الزواخر
لم تكن تُقاس بها في الجود أنمله العشر
فكم من قرون قد تولّته أعصر
ولم يخلو من ذكراه قرن ولاعصر
ويُتابع الأديب اليعقوبي مديحته الحسنية مُشيراً الى إستمرار بركات الكرم الحسني الى يوم القيامة. قال رحمه الله:
كريم بني الوحي الذي غمر الورى
وأغنى عُفاة الناس نائله الغمر
هو المجتبى الزاكي نِجاراً ومحتداً
عن الرجس في تطهيره صدع الذكر
فكم من ندى كفيه في الجدب أخصبت
خمائل منها أينع الحمد والشكر
وذو نجدة فيه الهدى شدّ أزره وفي
حبه تُمحى الخطيئات والوزر
تربى بحجر المصطفى وببيته
فأعظم ببيت دونه البيت والحجر
فيابن الأولى قد جاء في الذكر مدحهم
فأنّى يوفيّ حقها النظم والنثر
هم القوم لولا جودهم ووجودهم
لمن هلّ وتق للسحاب ولاقطر
ومن ذا الذي يُحصي مناقب فضلهم
وهيهات تُحصى في السما الأنجم الزهر
بهم تدفع الجُلى لدى كل أزمة
وفيهم لدى اللئواء ينكشف الضر
إتخذت ولاهم في حياتي جُنة
وذخراً ليوم الحشر إذ ينعم الذخر
لي العذر إن كَلّ اللسان فإنني
رجوت كريماً عنده يُقبل العذر
نشكر لكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامج مدائح الأنوار قرانا لكم فيها مديحة للإمام المجتبى عليه السلام للخطيب الحسيني الشيخ محمد علي اليعقوبي رضوان الله تعالى عليه، دمتم بكل خير وأسألكم الدعاء.