بسم الله وله الحمد إذ جعلنا من أهل مودة وموالاة والإستهداء بأنواره في العالمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته.
أيها الأطائب، من الآداب المعنوية المهمة لزيارة مشاهد أهل بيت النبوة – عليهم السلام- الشعور بالإعتزاز والبهجة بموالاة لأنهم العروة الإلهية الوثقى والحبل المتين وبالتالي ترسيخ روح الإتباع لهم والتأسي بهم وفي ذلك الفوز بمحبة الله عزوجل ومغفرته كما أشار لذلك القرآن الكريم في قوله عزوجل في الآية ۳۱ من سورة آل عمران؛ (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم).
وهذا ما نشاهد في الأبيات التي إخترناها لهذا اللقاء وهي شطر من مديحة رضوية عنوانها (نفحات الإمام الرضا عليه السلام) للأديب الولائي الدكتور الشيخ محمد حسين الصغير وقد نظمها في الحرم الرضوي الشريف لدى زيارته له بتأريخ السابع في شعبان سنة ۱٤۲۲ للهجرة النبوية المباركة.
قال الأديب الولائي الشيخ محمد حسين الصغير؛
دع الترانيم تجتاح الميادينا
في روضة القدس ما يوحي التلاحينا
وجنة الخلد في أبهى مظاهرها
(رضوان) زينها بالنور تزيينا
والوحي والملأ الأعلى.. وطائفة
من الملائك.. تهديك الرياحينا
هنا (علي بن موسى) في أصالته
يحيي الشرائع فينا والقوانينا
هنا (علي بن موسى) في بطولته
يثني الطواغيت أو يردي الفراعينا
من كان فينا بعيداً عند غربته
قد عاد فينا قريباً من تدانينا
(الجو) معتمر في ألف (طائرة)
والبر محتضن تلك الملايينا
لئن قطعنا فجاج البيد حافلة
فقد غدون بديلاً عن مغانينا
حجت إليه قلوب الناس خاشعة
وقدمت عند لقياه القرابينا
النفس والمال والأهلين جمهرة
من التحيات.. أعطتها براهينا
مستمعينا الأفاضل، ومن الآداب المعنوية لزيارة مراقد أهل بيت النبوة –عليهم السلام- هو التعايش الوجداني مع القيم الإلهية التي جسدوها بكل سلوكياتهم وهذا ما نلمحه في تتمة هذه الأبيات، حيث نرى فيها استلهامات لطيفة لدروس الحياة الطيبة من الإمام الرؤوف علي الرضا –عليه السلام-، قال الأديب الشيخ محمد حسين الصغير؛
ويا (علي بن موسى) لم تزل شفقاً
في الأفق نور بالذكرى ليالينا
ويا أصيلاً من الإبداع منصلتاً
تكاد تحسده سراً أماسينا
ويا صبوراً على البلوى.. يقابلها
بالبشر حيناً.. وفي آلامه حينا
ويا ركيناً من الأحلام ثابتة
لله درك من سحر يواتينا
العلم والحلم والإيمان قد نفست
أرواحه.. وبه رقت حواشينا
والبر والخير إمداداً تواصله
طوراً يتامى.. وأحياناً مساكينا
مسكت من طرف في كل مكرمة
وصنت من طرف كل الموالينا
وما برحت مناراً يستضاء به
كسورة الحمد.. نتلوها فتهدينا
عليك من سمة التقوى علائمها
ومن رؤى الفكر ما يحيي الموازينا
ومن مزايا (رسول الله) أبرزها
الخلق.. يصحبنا لطفاً ويمسينا
ومن (علي أميرالمؤمنين) هدىً
شق الدياجي.. وضوء الصبح يغرينا
ومن نهى (الحسن الزكي) أرومته
بما يقومنا وعياً ويعلينا
ومن شذى (الطف) ما يذكي مشاعرنا
وما يطوح عرش المستبدينا
ومن تسابيح (زين العابدين) رؤى
نجى الحبيب.. ومحراب المصلينا
و(باقر العلم) قد حياك مورده
بالوحي وحياً.. وبالتبيين تبيينا
و(صادق القول) قد أورثت لهجته
فأسرجت بالأحاديث الدواوينا
و(كاظم الغيظ موسى) في صلابته
عصاه تلقف هاتيك الثعابينا
وهكذا مجدك الوضاح.. محتضناً
نهج الأئمة.. لا نهج المضلينا
أيها الإخوة والأخوات، ما قرأنا لكم في هذه الدقائق كان شطراً من قصيدة للأديب الولائي الشيخ محمد حسين الصغير، عنوانها (نفحات الإمام الرضا عليه السلام) أوردها في ديوانه الموسوم (ديوان أهل البيت عليهم السلام).
تقبل الله منكم جميل الإصغاء لهذه المديحة وهذا اللقاء من برنامجكم (مدائح الأنوار) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم في رعاية الله.