بسم الله وله الحمد وخالص الثناء إذ رزقنا مودة صفوته الرحماء سيد الأنبياء محمد وآله الأوصياء النجباء صلوات الله عليهم اناء الليل وأطراف النهار.
سلام عليكم مستمعينا الأطائب وأهلا بكم في لقاء اليوم مع مدائح الأنوار الإلهية. في هذا اللقاء ننور قلوبنا أيها الأعزاء بقراءة بعض ما أنشأه أدباء الولاء في مدح السبط الأكبر مولانا الإمام الحسن المجتبى _سلام الله عليه_. والمجتبى هو ثاني أئمة العترة المحمدية وقد صحت الرواية بأنه أشبه أهل البيت بجده المصطفى _صلى الله عليه وآله_ وقد ورثه رسول الله هيبته وسؤدده، وصاحب كوثره كما ورد في حديث الكساء المبارك وقد فسر بعض العلماء هذا الوصف بأنه يعني أن السبط الأكبر هو صاحب الجوائز السنية والتحف المحمدية الخالص التي يخص بها الله تبارك وتعالى المؤمنين ولذلك لقب بكريم أهل البيت _عليهم السلام_. وقد ظهرت في سيرته _عليه السلام_ من كرائم الأخلاق الإلهية والسجايا المحمدية والصفات العلوية ما جذبت القلوب وفجرت قرائح الأدباء، فأنشأوا في مدحه أصدق الأشعار على مر الدهور. نقرأ لكم بعضها من عصور عدة، فتابعونا مشكورين.
نبدأ أيها الأكارم بالقرن الهجري الأول، فنقرأ لكم ما أنشأه عمرو بن أحيحة حيث قال يوم الجمل بعد سماعه خطبة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام بعد خطبة عبد الله بن الزبير إذ رد _عليه السلام_ مزاعم ابن الزبير، قال الشاعر:
حسن الخير يا شبيه أبيه
قمت فينا مقام خير خطيب
قمت بالخطبة التي صدع الله
بها عن أبيك أهل العيوب
وكشفت القناع فاتضح الأمر
وأصلحت فاسدات القلوب
لست كابن الزبير لجلج في القول
وطأطأ عنان فشل مريب
وأبى الله أن يقوم بما قام
به ابن الوصي وابن النجيب
إن شخصا بين النبي – لك الخير
وبين الوصي غير مشوب
ومن القرن الهجري الأول إلى القرن الهجري السابع ومديحة في الإمام الحسن المجتبى _عليه السلام_ أنشأها العالم الجليل والمؤرخ الكاتب الشيخ علي بن عيسى الإربلي مؤلف كتاب(كشف الغمة في معرفة الأئمة)، قال رضوان الله عليه:
سبقت إلى المفاخر والسجايا
الكريمة والندى سبق الجواد
وجود يديك يقصر عن مداه
إذا عد الندى صوب الغوادي
وبيتك في العلا سام رحيب
بعيد الذكر مرتفع العماد
أبوك شئا الورى شرفا ومجدا
فأمسى في الورى واري الزناد
وجدك أكرم الثقلين طرا
أقر بفضله حتى الأعادي
إلى الحسن بن فاطمة أثيرت
بحق أينق المدح الجياد
أقر الحاسدون له بفضل
عوارفه قلائد في الهوادي
بكم نال الهداية ذو ضلال
وأنتم ناهجوا سبل الرشاد
وأنتم عصمة الراجي وغوث
يفوق الغوث في السنة الجماد
محضتكم المودة غير وان
وارجو الأجر في صدق الوداد
وكم عاندت فيكم من عدو
وفيكم لا أخاف من العناد
ومن يك ذا مراد في أمور
فإن ولائكم أقصى مراد
أرجيكم لآخرتي وأبغي
بكم نيل المطالب في معاد
وما قدمت من زاد سواكم
ونعم الزاد يوم البعث زاد
جزى الله خيرا العالم الجليل علي بن عيسى الإربلي على مديحته اللطيفة للسبط المحمدي الأكبر مولانا الحسن الزكي _عليه السلام_ ومنها ننقلكم إلى عصرنا الحاضر ومديحة حسنية لأحد أدباء الولاء المعاصرين يقول فيها واصفا مولد المجتبى _عليه السلام_:
إمام الهدى منذ ذروة العرش نوره
يعطر بالأنفاس حتى الأقاحيا
تفتحت الأكمام عن كل مبسم
تلاطف بالبشرى الضحى المتهاديا
وأشرقت الأضواء من كل بسمة
من النفس أضحت للأماني مراعيا
وأسفرت الأستار عن كل جلوة
ووجه الثرى بردا من اللطف ضافيا
وساد الهنا حتى اكتسى أفق السماء
أطل عليها بالبشائر زاهيا
وأزهرت الدنيا بنور مبارك
من الحسن الزاكي ينير الدياجيا
تلألأ في بيت النبوة مشرقا
تنزل كالقرآن بالحق هاديا
وبهذه الأبيات الغراء أيها الإخوة والأخوات ننهي من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران لقاء اليوم من برنامجكم(مدائح الأنوار) خصصناه لبعض ما قاله شعراء الإسلام في مدح وارث الهيبة المحمدية مولانا كريم ال محمد _صلى الله عليه وآله_ الحسن المجتبى _عليه السلام_ نشكر لكم طيب المتابعة ودمتم بكل خير.