بسم الله والحمد لله نور الأنوار الرؤوف الغفار وأزكى صلواته وتحياته على أسوة ووسيلة الأخيار مصطفاه المختار وآله الأبرار.
السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله، تحية طيبة مباركة نهديها لكم في مطلع لقاء آخر من هذا البرنامج نخصصه لبعض ما قاله أدباء الولاء في مدح سادس أئمة العترة المحمدية ناشر سنة جده المصطفى _صلى الله عليه وآله_ ومنقذ أمته من تحريفات أئمة الضلالة مولانا الإمام جعفر بن محمد الصادق _سلام الله عليه_ وقد اخترنا أيها الأطائب نماذج من مدائحه _عليه السلام_ من عصور عدة تجتمع على بيان دوره المحوري في إحياء العلوم المحمدية ليس بأحاديث شريفة فقط بل بسيرته الوضاءة، فهو _عليه السلام_ قد عرف أجيال المسلمين بالسنة المحمدية النقية بأقواله وأفعاله وأخلاقه وسكناته فكلها تجسيد للقيم التي جاءنا بها نبي الهدى الحبيب المصطفى _صلى الله عليه وآله_ .
نبدأ –أيها الإخوة والأخوات– بقصيدة أنشأها في مدح الإمام الصادق _سلام الله عليه_ معاصره الشاعر الشهير الملقب بالسيد الحميري وهو إسماعيل بن محمد وكان من فرقة الكيسانية واهتدى إلى المذهب الحق على يد الإمام الصادق _عليه السلام_. ولما توفي سنة ۱۷۹ للهجرة ترحم عليه الإمام الصادق _عليه السلام_ ودعا له. وروي أنه عندما لقي الإمام الصادق قال _عليه السلام- له:(سمتك أمك سيدا ووفقت في ذلك، أنت سيد الشعراء).
قال سيد الحميري في مدح مولانا أبي عبد الله الصادق _عليه السلام_:
إمدح أبا عبد الإله
فتى البرية في احتماله
سبط النبي محمد
حبل تفرع من حباله
تغشى العيون الناظرات
إذا سمون إلى جلاله
عذب الموارد بحره
يروي الخلائق من سجاله
بحر أطل على البحور
يمدهن ندى نواله
سقت العباد يمينه
وسقى البلاد ندى شماله
يحكي السحاب يمينه
والودق يخرج من خلاله
الأرض ميراث له
والناس طرا في عياله
يا حجة الله الجليل
وعينه و زعيم آله
وبن الوصي المرتضى
وشبيه أحمد في كماله
أنت ابن بنت محمد
حذوا خلقت على مثاله
فضياء نورك نوره
وظلال روحك من ظلاله
فيك الخلاص عن الردى
وبك الهداية من ضلاله
أثني ولست ببالغ
عشر الفريدة من خصاله
جزى الله خيرا علم شعراء الولاء في القرن الهجري الثاني السيد الحميري _رضوان الله عليه_ على هذه الأبيات الغراء في مدح الإمام الصادق _عليه السلام_ ومنها ننقلكم إلى أبيات من مديحة أخرى في مدحه – عليه السلام – لأديب عالم عاش قبل القرن الهجري الخامس هو الحسن بن محمد وقد عده الحافظ السروي الحلبي المازندراني في كتابه معالم العلماء من شعراء أهل البيت _عليهم السلام_ ونقل عنه في كتابه(المناقب) الأبيات التالية التي أنشأها في مدح ناشر السنة المحمدية. قال _رضوان الله عليه_ مخاطبا مولانا الصادق _عليه السلام_:
فأنت السلالة من هاشم
وأنت المهذب والأطهر
ومن جده في العلى شامخ
ومن فخره الأعظم الأفخر
ومن أهله خير هذا الورى
ومن لهم البيت والمنبر
ومن لهم زمزم والصفا
ومن لهم الركن والمشعر
ومن شرعوا الدين في العالمين
فأنوارهم أبدا تزهر
ومن لهم الحوض يوم القيام
ومن لهم النشر والمحشر
وأنتم كنوز لأشياعكم
وإنكم الصفو والجوهر
وإنكم الغرر الطاهرون
وإنكم الذهب الأحمر
وسيد أيامنا جعفر
وحسبك من سيد جعفر
أخيرا نقرأ لكم مستمعينا الأفاضل المديحة الصادقية التالية لأحد الشعراء المعاصرين كما يبدو وهي منشورة على موقع مؤسسة السبطين العالمية، قال هذا الأديب:
عطر من المجد الرفيع العابق
أهدي لمولانا الإمام الصادق
الصادق الأقوال والأفعال
والأعمال لا أحد عليه بسابق
نشر العلوم على الأنام جميعهم
من علمه الجم الوفير السامق
منه ترشح نحو جابر، والأولي
رئسوا المذاهب من طموح رامق
قد تلمذوا عند الإمام، وإنه
منه الهدي، بمغارب ومشارق
فسواه كالنبت الضعيف وإنه
في رفعة النخل العظيم الباسق
خط السعادة للأنام بمنهج
عدل المناكب، مستقيم، رائق
وله من الأخلاق ما فاحت شذي
تجلو النفوس كعطر ورد شائق
نشكر لكم أيها الإخوة والأخوات طيب الإستماع والمتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم(مدائح الأنوار) خصصناها لبعض ما قاله شعراء الولاء في مدح سادس أئمة العترة المحمدية سيد العلماء وناشر معارف جده سيد الأنبياء مولانا الإمام جعفر الصادق _صلوات الله عليه_.
من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران نجدد لكم أزكى التحيات وخالص الدعوات، ودمتم بكل خير.