بسم الله والحمد لله منير السموات والأرضين بشموس نوره المستبين صفوته من العالمين وخيرته من الطيبين محمد وآله الأطيبين صلوات الله عليهم أجمعين.
إخوتنا الأطائب سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات.. يسرنا أن نلتقيكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج، نتقرب إلى الله عز وجل فيها بتنوير قلوبنا بذكر بقيته في بلاده وأمينه في عباده الإمام الحق الذي تنجي معرفته وموالاته من ميتة الجاهلية، خليفة الله المهدي الموعود _عجل الله فرجه_.
أيها الإخوة، من أساسيات العقائد الحقة أن الخلاص الحقيقي للبشرية جمعاء إنما يتحقق على يد خاتم أئمة العترة المحمدية المهدي المنتظر ¬¬_عليه السلام_ فهو الذي يقود البشرية إلى ساحل الهداية والعدالة الإلهية ويفتح أمامها آفاق الوصول إلى أعلى مراتب الكمال والرقي على أساس ما يحييه من حقائق القرآن الكريم والسنة النبوية النقية من جميع أشكال التحريف. وهذا ما تتمحور حوله الأشعار المهدوية التي اخترناها لهذا اللقاء وهي من إنشاء اثنين من شعراء الولاء هما الأستاذ هاشم محمد وسماحة آية الله الشيخ محمد مهدي الحائري المازندراني.. تابعونا على بركة الله.
نبدأ بقصيدة الأديب المعاصر الأخ هاشم محمد، فنقرأ قوله في مطلعها:
عبثا فليس الفجر يستتر
ورؤاي يفرش دربها الشرر
ومرافئ التاريخ تعرفها
كانت وكان الليل والسهر
أترى يشق البيد في ظمأ
عان و تركل وجده الحفر
من أين يفترس المدى عبرا
وعلى يديك تعالت العبر
عبثا فلا الآهات صامتة
كلا ولايترجل القمر
إن الحكايا السود قد نهشت
دهرا به تتكالب الصور
يا ليل قد طالت مسافتها
ومشى على تاريخها الغجر
وبعد هذا التصوير الفني الرمزي لحقيقة عجز كل الأزمات وانتشار الظلم والجور في قتل الأمل الإلهي الكبير في قلب المؤمن بحتمية تحقق الوعد الرباني العادل بملء الأرض قسطا وعدلا وإظهار دينه الحق على الدين كله.. يتوجه الأديب الولائي الأخ هاشم محمد لبيان عظيم شوقه لظهور من يحقق الله على يديه هذا الوعد الصادق مولانا خليفة الله وبقيته الحجة المهدي _أرواحنا فداه_ فيزيح بذلك اليأس عن قلبه قائلا:
لاتبتئس فاللمح قافية
قد شد في تلحينها الوتر
وأتيت من خلف العصور هوى
في خاطر العشاق ينهمر
فتحت صدرا كله ضرم
ومسحت عيناك كلها نظر
أنا هاهنا شوق على يده
كل الدروب السود تنتحر
ومشيت أهزء بالسراب ولا
الأصوات تفزعني ولا الغير
يا لمح هل يحنوعلى شفتي
عمر يلف هواءه الخطر
أيظل يبحر في متاهته
ليقيم في أوجاعها العمر
أتظل في سيناء لعنته
التيه والغيلان والضجر
رفقا به فالصد يضرمه
جمرا وفيه هواك يستعر
يا لمح إني راحل هرمت
فيه الخطى والبؤس ينتظر
فمتى حراب الوحش تندحر
ومتى بقايا الوجد تنتصر
يا لمح لاتشفق على وجعي
فمتى بقايا التيه تغتفر
بيني و بينك في مخاطره
جمر أيذوي وجهه الأشر؟
ولقد طرقت الباب من قدم
أيظل يقمع صوتي الحجر؟
أتظل تجمد لعنة غرقت
في بؤسها الأجيال والعصر؟
أيظل تأريخ الدمار على
دهر به الأيام تنحدر؟
كلا فخلف الغيب بارقة
ستطل في عيني وتنهمر
سأغذ للفجر الفتي خطي
روحي ففيه الفوز والظفر
وتسد أفواه الجحيم فلا
يبدو لنيران الهوى أثر
أيها الإخوة والأخوات، كانت هذه قصيدة في التشوق للمهدي الموعود _عجل الله فرجه_ من إنشاء هاشم محمد، نردفها بأرجوزة في المولد المهدوي المبارك للعلامة الورع الشيخ محمد مهدي الحائري المازندراني أوردها في كتابه(نور الأبصار)، قال:
ابتسم الكون بوجه حسنه
بمولد الحجة نجل الحسن
يا حبذا من ليلة أزهرت
بمولد المهدي إذ أسفرت
يا ليلة النصف قد حباك
رب البرايا ولقد أولاك
ضاهيت قدرا ليلة القدر
نلت من الفخر عظيم الفخر
شرفك الله على الليالي
بمولد القائم فخر الآل
قد ولد المهدي عند الفجر
فأقسم الله بذاك الفجر
هو الضحى وهو إمام العصر
فأقسم الله بهذا العصر
قرت به عيون آل طاها
وشهر شعبان به تباهي
لله در أمه السبيكة
نرجس تلك البرة المليكة
فهو شبيه بالكليم موسى
ويقتدي به المسيح عيسى
العرش والكرسي فيه ابتهجا
والعالم العلوي فيه انتهجا
وزادت الشمس سناء وعلت
لأنها من نوره قد اكتست
والقمر الأزهر خر ساجدا
لذلك الوجه الأغر ماجدا
للخلق جاء هاديا و مهدي
والله من شاء به ذا يهدي
أهل العبا بيومه قد بشروا
كذاك أهل الحق فيه استبشروا
فهو الإمام القائم المنتظر
وهو سمي المصطفى المبشر
جزى الله خيرا سماحة الشيخ محمد مهدي الحائري المازندراني على هذه الأرجوزة المهدوية التي قرأناها لكم في لقاء اليوم من برنامجكم(مدائح الأنوار) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران. دمتم بكل خير وفي أمان الله.