بسم الله ولله الحمد والمجد منير السموات والأرضين بمطالع نوره المبين المصفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين صلواته وتحياته وبركاته عليهم أجمعين
السلام عليكم مستمعينا الأطائب وأهلاً بكم في لقاء آخر مع مدائح الأنوار الإلهية، ننور قلوبنا فيه بذكرإمام زماننا خاتم أئمة العترة المحمدية المهدي المنتظر_عجل الله فرجه_.
أيها الأخوات والاخوة، صرحت عدة من الأحاديث الشريفة أن من أفضل أعمال المؤمن إنتظار فرج قائم آل محمد _صلوات الله عليهم أجمعين_،
ولعل علة هذه الأفضلية تكمن في أن إنتظار هذا الفرج المقدس يعبّر عن صدق إيمان المؤمن بالوعد الإلهي الصادق بحتمية ظهور خاتم الأوصياء المهدي الموعود لكي يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجورا فلا يسمح المؤمن بذلك باليأس من روح الله أن ينفذ الى قلبه.
ومن علائم صدق الإنتظار دوام الترقب لهذا الظهور المبارك، وهذا ما نلمحه في القصيدة المهدوية التالية للأديب العراقي المبدع، شاعر الولاء الأستاذ كمال السيد... نقرأها لكم بعد قليل فكونوا معنا:
قال الأستاذ كمال السيد:
في ذلك الزمن العصيب
وقد هوت....
فيه الحضارة للمغيب
واجتاحت الوطن الخصيب
في الليلة الظلماء
آلاف الذئاب
فاذا الكواكب في انطفاء
واذا السلام....
مسمر فوق الصليب
في ذلك الزمن المرير
فقدت سواقينا الخرير
وتهافتت فيه النسائم
بعد عنف الزمهرير
وتراجع الحب الكبير
امام عربدة الغرائر
بعد ان ذبح الضمير
يا ايها القلب الكسير
حتام هذا الانتظار؟
يا ايها البدر المنير
إلام هذا الانتظار؟
فجّر مسافات الغياب
وأزح بكفيك الضباب
وأطل من حجب الغيوم
أطل من خلف السحاب
هذه مدائننا الحزينة...
يلفها ذل الأسار
وغشى مساجدنا الغبار
تبكي المآذن ....
الف قنديل يضيء الدرب
في زمن التتار
هجرت حمائمها القباب
وعوت حواليها الذئاب
وتهشمت فيها مصابيح النهار
وغدا الفرات بلا مياه ....
وغاب دجلة في السراب
ومضى الزمان يلفه عام وعام
وأطل بدر في الفضاء
اطل من خلل الغمام
ولاح نجم في السماء
كانه قلب.....
توهج في هيام
ما بالها الملوية السمراء
تصدح بالاذان؟!
قبل انفلاق الفجر
قبل حلوله ....
قبل الأذان
وتكاد تهتف بالنيام
هبوا فقد ولد السلام
في ذلك البيت المضيء
في ظلمة الزمن الرديء
هبطت الى الارض الحزينة
وهي تبكى......
في الظلام .....
هبطت الى الارض الحزينة
وهي تبكى ....
في الظلام ....
هبطت ملائكة السماء
هبطت كأسراب الحمام
ونسائم من جنة الفردوس
تهمس بالنيام
هبوا فقد ولد الامام
ويا بذور.....
مدى جذورك في القبور
وتأملى وجه السماء
تطلعى نحو الامام
الشمس تبعث دفئها....
من خلف اكوام الغمام
وترقبي زمن الربيع
ترقبي فجر السلام
كانت هذه أيها الأخوة والأخوات، قصيدة الأديب الولائي المبدع الأستاذ كمال السيد من العراق في مدح إمام العصرالمهدي _عجل الله فرجه_، ومنها ننقلكم الى أبيات من شعرالندبة والتشوق لظهور هذه المصلح الإلهي الأكبر الذي وعد الله عز وجل عباده أن يملأ به الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً ويحقق للبشرية كل ما تطمح إليه من الكمال والرقي، نردد مع أحد شعراء الإنتظارقوله:
أين الإمام القائم الموعود
أين الزعيم الطاهر المسعود
أين المعدّ لقطع دابر كل من
يبغي وأين الشاهد المشهود
أين الذي يرجى لكل مسلمّة
والنصر فوق لوائه معقود
أين المؤلف للأنام على التقى
فالكفر نثرٌ والهدى مشدود
أين المذل لمن تولى وإعتدى
وإستاقه نحو الضلال جحود
أين الذي يحيي معالم شرعه
المختار، أين المنقذ المرصود
أين الذي يهدي الأنام الى العلى
لهدى الورى إختاره المعبود
أين ابن طاها والوصي وفاطمٍ
أين الامام الغائب المحمود
أين الذي يروي الديانة بعد ما
جفّت فمنه رواؤها المورود
أين المنظم شمل من قد فرقوا
بيد العداة فشملهم منضود
"اللهم عجل لوليك وخليفتك المهدي الموعود فرج الظهور، وأكحل نواظرنا برؤية طلعته الرشيدة وغرته الحميدة، وأثلج قلوب المؤمنين بأنقاذ البشرية جمعاء على يديه من الظلم والجور وأملأ به الأرض قسطاً وعدلا... اللهم آمين". وبهذا ننهي أيها الأفاضل لقاء اليوم من برنامجكم(مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقبل الله منكم جميل المتابعة وفي أمان الله.