بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله وله عظيم الحمد والثناء أن جعلنا من أهل المودة والولاء لحبيبه سيد الأنبياء أبي القاسم محمد وآله الأصفياء النجباء صلوات الله عليهم أجمعين
السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته وتحية مباركة طيبة نهديها لكم ونحن نلتقيكم في حلقة اليوم من برنامجكم هذا. أيها الأطائب من الظواهر المثيرة للإنتباه أن أعداء الإمام امير المؤمنين عليه السلام من بني امية وغيرهم قد سعوا وإجتهدوا في إخفاء فضائله ومناقبه حسداً ومنعوا روايتها وتناقلها وفرضوا عقوبات صارمة على ذلك وإستمروا سنين طويلة في وضع أحاديث مفترات تُسيء اليه عليه السلام وفي المقابل فإن أحباء الإمام علي عليه السلام إضطرواعهوداً طويلة الى إخفاء فضائله خشية من سيوف أعداءه ومع ذلك فقد ظهر من هذه الفضائل ما ملأ الخافقين وهذا مالم يحدث لأي شخصية في التاريخ الإنساني وقد عللها أحد العلماء بالتأييد الألهي من جهة ومن جهة ثانية بعمق الإخلاص العلوي لله عزوجل وهذا ما نلمحه في المديحة التي إخترناها لهذا اللقاء وهي من إنشاء الشاعر المعاصر علي حميد خضير السماوي من العراق. يُخاطب الخطيب الولائي المبدع علي حميد خضير السماوي مولى الموحدين عليه السلام قائلاً:
عذب هواك وماله حد
ماحاطه الإحصاء والعدّ
فئتان فيك فمنهم بغض
قالٍ وآخرُ في التوحيد مُرتد
وهواك عند المؤمنين هوى
أحيى النفوس وصانه الخلد
فبك إبتدا الإسلام منتصراً
وماصاته عمرو ولازيد
ولك الصفات مناقب عليا
لم يحصها جمع ولافرد
في بيت ربك اُحضر المهد
وبيبته قد قُدس اللحد
في الكعبة الميلاد أولاها
ما نيل من قبل ولابعد
وشهادة المحراب ثانيها
ركن الهدى بالفقد منهد
وعبادة الثقلين كنت لها
عدلاً وقول محمد عهد
وبذي الفقار رب الهدى
عدلاً للعامري اُقيم ذا الحد
فالشرك هُدّ عماده قهراً
وبدت سيوف الحق تشتد
وفي جانب آخر من مديحته العلوية يُشير الأديب المبدع الأخ حميد السماوي الى بعض الآيات الكريمة التي دعا الله فيها عباده الى التمسك بولاية وليه أمير المؤمنين علي عليه السلام للفوز بالدين الكامل الذي إرتضاه عزوجل لعباده، قال الأديب:
فتدبّر القرآن تبياناً نص
الولاية للهدى ورد
وغدير خم شاهداً يبقى
تفنى الدهور وصوته يشدو
فالمرتضى للدين إكمال
مثل الصلاة كمالها الحمد
ولنعمة التوحيد إتمام
نص الولاية خصّه الفرد
مرت على الإسلام أزمنة
ورُبى هتافك للمدى يعدو
فلِم الدهور تجاهلت حقاً
ماكان بالحسبان ينعد
والصمت والنكران واراه
لم يُتخذ حلّ ولاعقد
في امة عذب الكلام بها
ماراقها جزر ومد
نصبت منابرها هوى يشقى
وبياضها بالفكر مُسود
فجفتك حقداً للدنا تاقت
والحُر في عُرف الهوى عبد
ونبقى مستمعينا الأفاضل مع الديب المبدع علي حميد السماوي وهو يرسم بعض ملامح مظلومية أمير المؤمنين علي عليه السلام وهو يتحمل في سبيل الله وحفظ دينه أشكالاً من الأذى والسب والإفتراءات من أحقاد الطواغيت وعبّاد الدنيا وخذلان المتخاذلين حيث يقول الأديب السماوي:
وإمتدت الأهواء أطواراً
رسم الملامح دونها الحقد
ورواها إبتدعت أقاويلاً
هذلى طواها النُبل والجد
والنص في القرآن مذكور
للأطهرين وفرضه الود
ونظائر الآيات قد جُمعت
بشبيهها يوحى لك الضد
بارت الى الأهواء مُبلسة
تلك الجموع وانت معتد
فرأيت اولى أن يصان بها
دين الهدى وسواك يرتد
مولاي كم دهر عدا فينا
ومخالب الطغيان تشتد
وعلى الفرات جرائم جلّى
وبعلقم الأحقاد تحتد
ثقلت سيوف الكفر إبلاساً
لأمية بالأصل ترتد
ثم إدعت لقرابة وصلت
ما متّها قرب ولابعد
ويختم الأديب المعاصر الأخ علي حميد خضير السماوي مديحته لمولى الموحدين وأمير المؤمنين علي عليه السلام بتجديد عهد الولاء والمضي على نهج الولاية العلوية برغم مكائد ذيول الطغيان الأموي وتزيفات أئمة الضلالة والجهالة، يقول الأديب في خطابه له عليه السلام:
وعلى خطاك نفوسنا سارت
والمُر في لغة الهوى شهد
فقد إستزدنا منك ايماناً
شكراً بفيء مزاجه الحمد
ولعزك الأبهى سرى فينا
روح الحياة يسوقه المجد
فإشفع فنحن الطامعون
رضى ونوالنا بهواك معتد
تقبل الله منكم أيها الأخوة والأخوات جميل الإصغاء لحلقة اليوم من برنامج مدائح الأنوار قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، في أمان الله ودمتم بكل خير وأسألكم الدعاء.