البث المباشر

مديحة سلام عليك رسول الهدى

الأحد 15 ديسمبر 2019 - 09:21 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 492

بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله وله الحمد إذ جعلنا من امة صفوته من العالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين
السلام عليكم إخوتنا وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج وقد إخترنا لكم فيه إحدى روائع أدب المدائح النبوية المعاصر؛ هذه المديحة ننقلها من موقع مؤسسة السبطين العالمية ولم نستطع التعرف على إسم صاحبها الذي يبدو من المديحة نفسها أنه من شعراء اهل البيت المعاصرين ويمتاز شعره بجمال التصوير ورقة التعبير ورقة المشاعر وهذه الميزة نلمسها بوضوح في لطيف تصويره لآثار البعثة النبوية المباركة في فتح آفاق النور للمجتمع الإنساني وكذلك في بلاغة بيانه لمظاهر رأفة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بخلق الله وبصورة تدخل محبته في أعماق قلب المؤمن فلايُطيق بعدها فراقه صلى الله عليه وآله.
إبتدأ هذا الأديب المحمدي مديحته مخاطباً الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بقوله:

سلام عليك رسول الهدى

بحجم إمتعاض ولؤم العدى

سلام عليك تثير الحياة

بما تصتطيد به من رؤى

وتنزع عن ليلها ظلمة

وتُحيي بها روحها والمُنى

وتسمو بها سامقاً كالربيع

تزاحم بالزهر المُجتلى

تفرّد بالجوري والياسمين

عبيراً يضوع ويهمي شذى

تُعطّر أجواءها الحاملات

وتُنعش صحراءها والرُبى

فغادر أرجاءها كل نحس

وتاه الزمان بها وإزدهى

وشاق الصباح الى نوره

وشعّ ضياءاً بعالي السما

ونادى البشير بأن البشير

تجلّت نبوءته في الورى

سطعت بنورك ياسيدي

ونور الرسالة مِلئ الفضا

فغرّد طير كسير الجناح

يعيش حزيناً يبث الشجى

وجالت فراشات أرض

الحجاز بزاهي ثيابك قطر الندى

فأهدت لك البيد أنغامها

سلاماً من القلب حيث الهوى

وطوّح حادٍ بتلك القفار

يجدّ المسير يحُث الخطى

يصيح بكل الحفاة الجياع

تعالوَا الى النور ولّى الدجى

بيوم إنبعاثك طلّ الصباح

فكنت الضياء وكنت المدى

تُجلجل بالصوت ثبت الجنان

تدك الخطوب تُخيف الردى

تملأ بالرعب نفس الشجاع

وتملأ بالذعر سوح الوغى

وكنت بجانب ما تحتويه

فؤاد الغنضفر عند اللقا

رقيقاً كرقة ماء الزلال

تروّي العطاشا بنبع الصفا

وكنت كذاك لطيف الشعور

بما للطافة من محتوى

تعود المريض وتحنو عليه

بلطف وتُشجى لكل الشجى

وتُبدي من الهمّ ما قد يفوق

كثيراً بلاءاته المُبتلى

وجودك يُفضي له كل جود

وفيك إستطال ومنك الندى

تُناديك روحي وقلبي الأمين

ويحلو لديك حبيب الندا

لأني ومهما رُويت بماء

بعذب فراتك يبقى الرجا

وتسعد روحي بشمس النهار

وعند المغيب ترى القهقرى

فيغرق قلبي بحزن عميق

ويملأ روحي عظيم الأسى

وشمسك شمسي التي لاتغيب

وفيها الخلاص وفيها البقا

وفيها صراعات هذي الحياة

وفيها التسامي وفيها الإبا

تعاليت من مانح مستفيض

عطاءك للأنام بلّ الثرى

تزيدك وهجاً عوادي الزمان

وتعلو بمجدك فوق العلا

ولو أن للمجد بُعداً اخيراً

لكنت لأبعاده منتهى

وكم صارعتني هموم الحياة

لتجعل منّي أسير الهوى

فأقفلتُ قلبي على مابه

من الحب ممتزجاً بالوفا

وقد كنت للقلب معشوقه

تُداوي الجراح بخير الدوا

ونفحة طيب تثير الشجون

وقبلة حب تبُل الظما

تصورتُ عمري فداءاً اليك

فكان قليلاً لما يُفتدى

فكيف وأنى ومن ذا يكون

سواك المُفدى وغير الفدا

وقد كنت منّي كنفسي اليّ

أعجّ بشوقي مُعنّى الجوى

وأسعى اليك بعذب الصلاة

فخير الصلاة على المصطفى

وذكرك سعدي منى خاطري

اذا طارق الهم منيّ دنا

أجول بقلبي كأني اليك

أشد الرحال الى المُلتقى

فأنت إحتراقي وانت الهوى

وأنت لما يعتريني الوقى


ويختم أديبنا المحمدي أيها الأخوة والأخوات مديحته النبوية بإشارة وجدانية لطيفة الى حقيقة إستمرار وجود الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله في أهل بيته عليهم السلام الذين جعلهم الله سفن النجاة وحصن الأمان؛ قال الأديب المعاصر:

فيا أيها العبقري الذي

سقاني الحياة بكأس النقا

إليك إنتمائي وإن لم أكن

فبالحب أبلغه وبالولا

وأنهل منك عبير الوفا

لآلك آل التُقى والنهى

همُ سادتي ملجئي حيثما

تكون الرزايا وحيث البلا

وحيث إضطرابي لحادثة

وليس لها غير أهل الكسا

بهم يختم الله اعمالنا

جميعاً وذو الحظ من قد نجا

فاُلائي نهجي ونهج النجاة

يزيد سمواً برغم العدا

فموكبهم في رحاب الزمان

يظل قريباً اذا ما نئى

سأنثر عمري وزهو السنين

وروداً تعطّر جو السما

وأشعلُ روحي شموعاً لهم

وأحبسُ شِعري بطول المدى

فحبُ الرسول شفيع الحساب

اذا داعي الله يوماً دعى

وأحمد طه بهاء الزمان

شمس تطوّق كل الدنا

تمر السنون ويفنى الوجود

ويبقى ذويُك عالي الصدى

كانت هذه مستمعينا الأفاضل مديحة سلام عليك رسول الهدى قرأناه لكم في لقاء اليوم من برنامجكم مدائح الأنوار إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران. تقبل الله أعمالكم ودمتم لكل خير وأسألكم الدعاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة