بسم الله والحمد لله نور النور وأزكى صلواته على شموس هدايته وكنوز رحمته سراجه المنير المصطفى محمد وآله، أهل آية التطهير.
السلام عليكم اخوة الإيمان... على بركة الله ندعوكم للإستماع لإبيات اخترناها لهذا اللقاء من قصيدة عنوانها(عقيلة الطالبين) أنشأها عميد المنبر الحسيني الشيخ الدكتور أحمد الوائلي رضوان الله عليه ونلتقي في هذه المديحة الزينبية بتصوير فني بليغ لآثار وبركات ما قامت به مولاتنا الصديقة زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين _عليهما السلام_ في نشر قيم الملحمة الحسينية وبالتالي إسقاط عرش الطغيان الأموي... تابعونا مشكورين.
قال العلامة الأديب الشيخ الوائلي في مقدمة مديحته:
أسفرالصّبح يا شام فقولي
لبقايا الظلام في الأفق زولي
جولة الباطل انتهت واستقرّت
دولة الحقّ في مداها الطويل
مرحين والحق بدر ولكن
نظروا نحوه بطرف كليل
ليس ذنب العيون بل ذنب ليل
لم تبن فيه روضة من حول
أيها الدّهر هل بوعيك ذكر
لعديل الكتاب رهط الرسول
شده الله للسماء وثيقاً
ونماه بحبله الموصول
حمل النبع من تراث رسول الله
ثراً في طعمه السلسبيل
وشهيد بالأفق لون وعطر
عابق من نجيعه المطلول
إنه اشتقّ من نسيج علي
ودم الأب في عروق السليل
هوّني فالظلام طارده الصبح
فوّلى إلاّ بقايا فلول
واقرئي يا شام ملحمة الحقّ
كتاباً يخطّ فوق الرمول
بدم ثائر ودمع بجنب
الدم خطا ملاحماً في فصول
ومن الدّمع ما يكون سلاحاً
يصنع النصر كالحسام الصّقيل
إنها كربلاء تمتدّ للشام
لتروي عدل السما للعقول
حيث يهوي للقائلين لواء
ويرفّ اللواء للمقتول
وبعد هذه المقدمة يتوجد الشيخ الوائلي بخطابٍ ثنائي لموقف عقيلة الطالبين السيدة زينب الكبرى _سلام الله عليها_ وحملها لرسالة الملحمة الحسينية، قال_رضوان الله عليه_:
يا ابنة المجد في مدى آل فهر
وابنة الوحي في مدى جبرئيل
وابنة الطّهر فارق الجاهليات
وأعراقها بجذر أصيل
يا مزاجاً به جهاد علي
وهدى أحمد وصبر البتول
وشموخاً ما أركعته الرّزايا
يوم صبّت مصائب كالسيول
وفماً أبلج البيان ورأساً
علوياً لم ينحني للذيول
لست أنسى عينيك وهي ذهول
بين رزءٍ غمرٍ وصبر جميل
بين أسرى تقسو السياط عليها
وزغاليل روّعت وعليل
كصغار القطا ذوت من هجير
ردّها بعد نضرةٍ لذبول
يترشّفن أرؤساً ووجوهاً
أمطرتها الشّفاه بالتّقبيل
كلّما صحن صاح فيهن سوط
فحذقن النّشيج دون عويل
أنت قلب تناهبته الرّزايا
فهو خفق وآه بجسم نحيل
غير أنّ الذي رواك شموخاً
عزمات رغم المصاب الجليل
ورزايا بلا مثيل ولكن
عندك الصبر ما له من مثيل
تقرعين الخصوم بالمنطق الفصل
فيأتي الدليل تلو الدليل
إزئري فالزّئير عندك إرث
ومزاج الأسود إرث الشّبول
يا نبي الهدى يسمعك صوت
يوم مرّت قوافل بالحمول
من فم حاقد تمنّى لو الأشياخ
عادوا إليه بعد الرّحيل
ليروا كيف هند عادت مع الأبناء
ثأراً لأمسها المخذول
تستردّ الدّيون من خفرات
وعليل مقيّد مغلول
ورعابيب أثكلت ويكل
الوصف عن لوعةٍ بعين الثكول
وعلى سرحة نعيب غراب
هاج ما كان كامناً من غليل
صور وقعها بقلبك مما
حملت من أذى كوقع النّصول
عاش منها الزمان يبكي ولما
ينضب الدّمع رغم طول همول
وسيبقى يبكي لقتلى وأسرى
وقبور ملء الرّبى والسّهول
قد سمعت الإيمان عند رعيل
وسمعت الإلحاد عند رعيل
من ثغور معّبأة بذكر
وثغور تعبأت بالشمول
وتبيّنت كيف ينكشف الزّور
برغم الإغراق بالتأويل
يوم عاد الدّوي والترف الفاجر
والعرش كلها لأفول
وتهاوت زعامة شيّدوها
بكذوب الثنا وقرعٍ الطّبول
وبنا الدم والشهادة والموقف
صرح الخلود عرضاً بطول
ويختم عميد المنبر الحسيني رحمه الله مديحته الزينبية بوقفة تأملية في بركات مرقد عقيلة الطالبين قائلاً:
اسكبي للأثيريا قبّة الإبريز
أحلى شعاعك المطلول
واخشعي بالضّريح في صلوات
عامرات بالذّكر والتهليل
باركي رملة غدت حين ضمّت
بنت خير الأنام خير مقيل
إنها زينب العقيلة نجمٌ
من سماءٍ وزهرة من خميل
ضاعفي الأجر في خطى زائريها
في مسير مشوا به أو مثول
إنها ينشدون ودّ ذوي القربى
وعقد الولا لآل الرسول
وتقبّل يا ربّ منّا دموعا
عند أزكى فرع لخير أصول
ربّ هذي رحاب بنت نبي
ويعزّ الرحاب قدر النزيل
جزى الله خيراً الخطيب الحسيني البارع والأديب المبدع المرحوم الشيخ أحمد الوائلي على مديحته الزينبية الغراء التي قرأنا لكم مجموعة من إبياتها في لقاء اليوم من برنامجكم مدائح الأنوار، تقبل الله منكم حسن الإصغاء وتقبلوا منا تجديد تحياتنا لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران... دمتم بكل خير.