بسم الله وله الحمد والمجد نور السموات والارضين ومنيرها بأنوار رحمته وهدايته وحكمته وسفرائه للعالمين حبيبنا المصطفى الأمين وآله الطاهرين صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
سلام من الله عليكم اخوة الايمان وأهلاً بكم في لقاء اليوم مع مدائح الأنوار الالهية والعترة المحمدية.
نقرأ لكم ايها الافاضل في هذا اللقاء بعض ما تفجرت به قرائح أدباء الولاء الصادق في بيان منزلة وبركات سابع أئمة أهل البيت_صلوات الله عليهم_ مولانا الامام باب الحوائج موسى الكاظم سلام الله عليه.
ومختارات هذا اللقاء هي لخمسة من الادباء المبدعين صوروا بلغة فنية رائقة حقيقة كون هذا الامام وكسائر أهل بيت النبوة_عليهم السلام_ هو من أبواب الرحمة الالهية والوسيلة التي امرنا الله عزوجل بأن نبتغيها اليه تبارك وتعالى لقضاء حاجاتنا بشتى صنوفها المادية منها والمعنوية… تابعونا اخوتنا على بركة الله.
نقرأ لكم أولاً مستمعينا الأطائب المديحة الكاظمية التالية التي أنشأها العالم التقي والأديب المبدع خريج حوزة النجف الاشرف العلمية الشيخ عبد الحسين الحياوي المتوفى مجاوراً لأمير المؤمنين_عليه السلام_ سنة خمس وأربعين وثلثمائة وألف للهجرة النبوية المباركة قال_رضوان الله عليه_:
جانب الكرخ شأن أرضك شيد
قبر موسى بن جعفر بن محمد
بثرى طاول الثريا مقاماً
دون أعتابه الملائك سجد
ضم منه الضريح لاهوت قدسٍ
ليديه تلقي المقادير مقود
من عليه تاج الزعامة في الدين
امتنانا ً به من الله يعقد
وقد تجلى للخلق في هيكل
الناس لكنه بقدسٍ مجرد
هو معنى وراء كل المعاني
صوب الفكر في علاه وصعّد
سابع الصفوة التي اختارها
الله على الخلق أوصياء لأحمد
هو غيث ان أقلعت سحب الغيث
وغوث إن عز كهف ومقصد
كان للمؤمنين حصناً منيعاً
وعلى الكافرين سيفاً مجرد
أخرجوه من المدينة قسراً
كاظماً مطلق الدموع مقيد
حر قلبي عليه يقضي سنيناً
وهو في السجن لايزار ويقصد
حملوه وللحديد برجليه
دوي له الأهاضب تنهد
كانت هذه أيها الاخوة والأخوات مديحة للامام الكاظم_عليه السلام_ من انشاء العالم والاديب النجفي المبدع المرحوم الشيخ عبد الحسين الحياوي_رضوان الله عليه_ ولمعاصره العالم الحلي الجليل والأديب الولائي الشيخ مجيد خميس المتوفى في سنة ۱۳٤٥ للهجرة أيضاً أبياتاً رثائية مؤثرة يعرض فيها جانباً من الجفاء والأذى الذي تحمله الامام موسى الكاظم_عليه السلام- في سبيل حفظ رسالة جده المصطفي_صلى الله عليه وآله_ قال_رضوان الله عليه_:
من قصيدة له تعرض فيها لوفاة الإمام موسى الكاظم_عليه السلام_
إن لم يشيع نعشه فلم تكن
منقصة عليه في عليائه
فخلفه الأ ملاك قد تزاحمت
والروح أدمى الأفق من بكائه
منادياً عن شجنٍ وأنه
قطع قلب الدين في ندائه
يا قمر الاسلام قد أمسى الهدى
دجى ومنذ غبت عن سمائه
وقد غدى الإيمان ينعى نفسه
فطبق الأكوان في نعمائه
هذا امام الحق عاش في العدى
مضطهدا ومات في غمائه
لقد ثوى بلحده وماثوى
إلا الهدى والدين في ثوائه
أيها الاخوة والاخوات، ونجد في قصائد شعراء الاسلام من مختلف المذاهب الاسلامية حثاً للمسلمين الى الالتجاء الى باب الحوائج مولانا الامام موسى الكاظم_عليه السلام_ والتوسل به الى الله عز وجل لقضاء حوائجهم بعد أن أظهر الله عز وجل للناس كثيراً من كرامات استجابته لدعاء المتوسلين اليه بهذا العبد الصالح الزكي_صلوات الله عليه. فمثلاً قال الشيخ بن محمود الخفاجي الغروي كما نقل عنه السيد محسن الامين في كتاب أعيان الشيعة:
إذا ما دهاك الدهر يوماً بمعضلٍ
وأنزلت في وادٍ من الهول مخطر
وحاطت بك الاهوال من كل جانب
عليك بباب الله موسى بن جعفر
وقال المرحوم عبد الباقي العمري وهو من علماء أهل السنة كما ورد في ديوانه(الترياق الفاروقي):
لٌذ واستجر متوسلاً إن
ضاق أمرك أو تعسر
بأبي الرضا جد الجواد
محمد موسى بن جعفر
مستمعينا الأفاضل ونختم هذا اللقاء ببعض أبيات العالم والمؤرخ الثقة الشيخ علي بن عيسى الأربلي من أعلام القرن الهجري الثامن حيث نقل في كتابه القيم(كشف الغمة في معرفة الأئمة) قصيدة أنشأها في مدح مولانا الامام الكاظم_عليه السلام_ قال في جانب منها:
القائم الصائم أكرم به
من قائم مجتهد صائم
من معشر سنوا الندى والقرى
وأشرقوا في الزمن القائم
واحرزوا فضل العلى فاغتدوا
أشرف خلق الله في العالم
يروي المعالي عالم منهم
مصدق في النقل عن عالم
قد استووا في شرف المرتقى
كما تساوت حلقة الخاتم
من ذا يجاريهم إذا مااعتزوا
الى علي وإلى فاطمِ
ومن يناويهم إذا عددوا
خير بني الدنيا أبا القاسم
وها نحن نصل مستمعينا الأطائب الى ختام حلقة اخرى من برنامجكم(مدائح الانوار) قدمناها لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران خصصناها لبعض ما قاله شعراء الاسلام في مدح سابع أئمة العترة المحمدية مولانا الامام باب الحوائج موسى الكاظم _صلوات الله عليه_ رزقنا الله واياكم زيارته وشفاعته في الدنيا والاخرة تقبل الله منكم حسن الاصغاء ودمتم في رعايته آمنين سالمين والحمد لله رب العالمين.