بسم الله وله عظيم الحمد نصير المستضعفين العزيز الحكيم وأطيب صلواته وتحياته وبركاته على أنوار هدايته للعالمين حبيبنا المصطفى الأمين محمد واله الغر الميامين.
السلام عليكم اخوة الايمان. قصيدتان في مدح مولانا صاحب الزمان خليفة الله المهدي _عجل الله فرجه_ اخترناهما لكم للقاء اليوم من البرنامج نمهد لهما بالاشارة الى اسلوبٍ انتهجه ادباء الولاء في مدحه _عليه السلام_ وهو اسلوب غير مباشر يعرض الازمات التي تعصف بالمجتمع الانساني وتستنجد به _عجل الله فرجه_ لكشفها لانه هو القائد الالهي الوحيد القادر على كشفها، وملأ الارض قسطاً وعدلاً لانه خليفة الله وخاتم الأوصياء المحمديين الذي وعد الله عباده بأن يظهر بيديه دينه الحق على الدين كله فيحقق للبشرية العدالة والحياة الكريمة الطيبة ويوفر لها كل الظروف اللازمة لطي معارج الرقي والكمال.
وهذا ما نلمحه في هاتين القصيدتين والاولى للاديب المعاصر سماحة الشيخ عبد المجيد فرج الله وهو من ادباء العراق الاسلاميين وأحد العاملين في الموسوعة التوثيقية القيمة(النبي (ص) واهل بيته في الشعر العربي). أما الثانية فهي منشورة في المواقع الاسلامية الالكترونية باسم الأخ(ابي احسان). تابعونا على بركة الله.
نبدأ بمديحة الشيخ عبد المجيد فرج الله حيث قال مخاطباً امام العصر_أرواحنا فداه_:
ألف وأنت وراء الحجب مستتر
وألف جيل ٍ مضى كل قد انتظروا
يا أيها النور ماتت في محاجرنا
الاحلام وهي ربيع ناعم نضر
قد كفنتها أكف اليأس واحترقت
شفاهها اليابسات الصفر يا مطر
عشنا نسلي بك الايتام نخبرها
بأن قلبك خلف الدار يصطبر
عشنا نعزي الثكالى في مآتمها
بأن دمعك مثل القطر ينهمر
لاتسألن سوى جرحي الذي ارتعشت
فيه الدماء التي بالوجد تستعر
ينبيك أن رجالاً عاهدو فمشوا
على اللظى والى الآمال قد عبروا
وأن أطفالنا قدامنا صلبوا
يستصرخون فلم يسمعهم بشرُ
وأن نسوتنا جرعنها غصصاً
حرّى وآلمهن السبي والعثر
يشد جرح السبايا في توسلها
أن الامام يراها وهي تغتفر
الدار بعدك في ظلماء موحشة
قد عاف سمارها في ليلها القمر
والدين بعدك ركن هدّه وثن
وراح يعبث في ساحاته الكفر
ندري بأنك تدري كل ما خبئت
أيامنا السود تأسى حيث تستتر
وأن عينيك مانامت على وجع
الذاوين شوقاً ولاأودى بها السهر
ياسيدي والعذاب المر يأكلنا
وكلما انهد جرح أو دجا خطر
رحنا اليك نكيل العتب نكثره
وأنت أحنى ولكن عاقك القدر
عفواً اذا هدرت في القلب صرخته
أو كاد من لهبات الجدب ينفطر
لابد من فجرك النديان مبتسماً
على الضفاف يناجي وجهه الزهر
كانت هذه، أيها الاكارم، قصيدة وجدانية في التشوق لظهور امام العصر خليفة الله المهدي الموعود _عجل الله فرجه_ وهي من انشاء الأديب المعاصر سماحة الشيخ عبد المجيد فرج الله أحد العاملين في الموسوعة الاستقرائية القيمة(النبي وأهل بيته _عليه وعليهم السلام_ في الشعر العربي) نتابع تقديم برنامج(مدائح الأنوار) بقراءة قصيدة مهدوية ثانية منشورة على موقع مؤسسة السبطين _عليهما السلام_ العالمية للاديب المعاصر الأخ(أبي احسان) يقول فيها:
ملأت بالحب آفاقي وتكويني
فأطلع فداك الدنى يا روح ياسين
أشرق لتجتلي الدنيا جلال هدى
يمدها بالهوى بالخرد العين
وان يكاد الألى وهماً ليفتتنوا
فأطلع عليهم ورتل سورة النون
ليزلقونك بالابصار زائغةً
ويحسبونك من آمال مجنون
يا حامي الدين قد نادتك رايته
فأنهض حنانيك وأرفع راية الدين
شقاشق البدعة الكبرى بدت فبدت
لنارها صلية من قعر سجين
تحرف الاي عمداً في مسوح تقى
وتورد الحق درباً غير مأمون
يا صاحب العصر عجل ليس يصلحها
الا حسامك يعلو في الميادين
يا صاحب العصر أدركنا فقد عصفت
نوائب الدهر فينا بالأفانين
يا منية الكون واليوم الذي وعد
الرحمان منه بسرٍ فيه مكنون
وبشرت أنبياء الله أعصرها
بمطلعٍ منك بالامال مقرون
والحق يحتضن الدنيا يبشرها
بعالمٍ حافلٍ بالخير موزون
وينحني كل صرحٍ ماردٍ خجلاً
وينطوي ألف فرعونٍ وقارون
آمنت بالحق أنى كان موطنه
ولست من شبهةٍ يوماً بمفتون
والشمس ما ضرها لو أنها استترت
في مكمن ٍ للغد المأمول ميمون
والهدي ما ضره لوعاش مختفياً
في قلبٍ شخصٍ ثقيل القيد مسجون
أو عاش متقياً سيف الضلال مدى
يبني صروح الهدى في قلب مسكين
يرويه من نبعات الحق موعظةً
تحيله في غدٍ شمساً من الدين
ان التقية ديني أو يلوح هدى
من الاله ففي الميدان تلفيني
لاأرهب الموت في درب العلى أبداً
أليس بالموت تلفى روعة العين
جزى الله أخانا الأديب أبا أحسان على هذه الأبيات المهدوية المؤثرة وجزاكم الله خيراً اخوتنا _مستمعي اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران_ على حسن الاصغاء والمتابعة للقاء اليوم من برنامج(مدائح الانوار). الى لقاء مقبل باذن الله نستودعكم بكل خير وفي امان الله.