بسم الله والحمد لله نور السموات والارضين والصلاة والسلام على شموس هدايته وكنوز رحمته للعالمين حبيبنا المصطفى الامين وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم ايها الأخوة والأخوات.. على بركة الله نلتقيكم في رحاب مدائح الانوار المحمدية.
مديحة هذا اللقاء هي من أجمل ما قيل في أحد أعلام الملحمة الحسينية وشموس الذرية النبوية انه مولانا شبيه المصطفى ابو الحسن علي الاكبر فتى الحسين _عليهما السلام_.
والقصيدة من انشاء أحد أعلام الحوزة العلمية في النجف الأشرف وأدبائها المبدعين انه العلامة الجليل آية الله السيد محمد جمال الهاشمي الموسوي نجل العارف الجليل جمال الدين الهاشمي.
ولد هذا السيد الجليل في النجف الأشرف ودرس على أساطين علمائها معارف أهل البيت _عليهم السلام_ وواصل فيها جهاده العلمي والادبي الى توفاه الله عز وجل في شهر ربيع الأول من سنة ۱۳۹۷ للهجرة ودفن الى جانب والده في مقبرة وادي السلام.
أغنى المرحوم الهاشمي المكتبة الاسلامية بالعديد من المؤلفات منها كتابه القيم(الأخلاق في القرآن الكريم) وتفسيره البديع للقرآن الكريم اضافة الى رسائل عدة في الفقه والأصول منها رسالته عن الأدلة الشرعية عند الامامية.
كما أثرى _رضوان الله عليه_ ديوان الشعر العربي بقصائده الغراء في مدح أهل البيت _عليهم السلام_ منها المديحة العصماء التي اخترناه للقاء اليوم.
قال السيد محمد جمال الهاشمي (رحمه الله):
هلهلت باسم سيفه كربلاء
فتهادى العلا وماس الآباء
بطل تنطق الشجاعة منه
وتفيض المخايل العصماء
وفتى باسمه المكارم تشدو
وتشيد الحرية الحمراء
علوي الشعاع قد أطلعته
من سماها الصديقة الزهراء
من بني هاشم الهداة ولكن
فضلتهم آلاوه الغراء
سبط طاها يحكيه خلقا وخلقا
فله منه منطق وبهاء
وحفيد الوصي يعرب عنه
بأسه اذ تثيره الهيجاء
ووليد الحسين حاز معاليه
وبالورد تعرف الأشذاء
ولدته الشموس حتى تسامى
كوكباً منه تزهر الأجواء
ونمته السيوف فهو حسام
أرهفته الخطوب والأرزاء
هلهل الطف حين لاح علي
فارساً تحتفي به الخيلاء
واشرأبت له العيون ونور
عنه في الجذب حدث الكهرباء
بطل يعضد الشجاعة باللطف
وللطف تخضع الأقوياء
تتحاشى حسامه وهو نار
تلتظى في لهيبه الأشلاء
فتفر الصفوف منه انذعاراً
فهو ليث في بأسه وهي شاء
تترامى القتلى حواليه أماً
راعهم من حسامه ايماء
لست أدري أسيفه كان أمضى
فتكة أم عيونه النجلاء
يتلقى السيوف جذلان اذ في
حدها تلمع الأماني الوضاء
ويرد الرماح وهي كعوب
نثرتهن كفه البيضاء
آه لولا الظما لانبأ عنه
الطف ما تحتفي به الأنباء
لاهف القلب يستقي المجد من
كفيه ما ترتوي به العلياء
أثر الحر في قواه فراحت
تشتكي من كفاحه الأعضاء
واذا جف منهل الحق زالت
روعة الزهر واضمحل الرواء
فانثنى للخيام لهفان يبغي
جرعة ترتوي بها الأحشاء
فاستدارت به الثكالى تفديه
وقد مضها الأسى والبكاء
تلك أم ولهى وهاتيك أخت
أذهلتها الحوادث السوداء
وأتاه الحسين يسأل عما
جاء في شبله وماذا يشاء
وهل الماء قصده وهو أدرى
الناس أن ليس في المخيم ماء
فرأى هيئة يجن بها الفن
وتعيا عن وصفها الشعراء
أعلي يراه أم جبرئيل
أنزلته على الحسين السماء
لا فقد جاوز الملائك حداً
وتعالى فما له أكفاء
قال مهلاً يابن الحقيقة أنا
في مجاز يدب فيه الفناء
حفزته على الشهادة نفس
تتباهى بقدسها الشهداء
فطوى الجيش ينشر الموت
حتى شتتته غاراته الشعواء
آه لولا القضاء لاندك صرح
شيدته المطامع الرعناء
لهف نفسي له وقد خضبته
من يد البغي ضربة نكراء
أدرى الرجس منقذ أن فيه
فجع البأس والإباء والفتاء
وأصيب النبي فيه وأنت
من شجاه البتولة العذراء
عانق المهر وهو يدعو أباه
بنداءٍ ضجت له الأجواء
وعليك السلام هذا وداعي
فيه فاضت روحي وحان القضاء
فأتاه الحسين كالصقر منقضضاً
وكالرعد ماج فيه الفضاء
فرأى شبله وقد وزعته
قطعاً في سيوفها الأعداء
يرفع السبط طرفه وهو يدعو
ربه: في رضاك هذا الفداء
رحم الله العلامة الأديب المرحوم آية الله السيد محمد جمال الهاشمي وجزاه الله خير الجزاء على هذه المديحة الغراء التي أنشأها في مدح شبيه المصطفى _صلى الله عليه وآله_ وبهجة قلب الحسين _عليه السلام_ مولانا علي الأكبر _سلام الله عليه_ وقد قرأناها لكم أيها الأخوة والأخوات ضمن لقاء اليوم من برنامجكم(مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. تقبلوا منا خالص الدعوات وفي أمان الله.