بسم الله وله جميل الحمد والثناء إذ جعلنا من أهل مودة سيد الأنبياء محمد وآله الهداة الرحماء صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين وأهلاً بكم في لقاء اليوم مع مدائح الأنوار الإلهية.
إخوة الإيمان… إن من أعظم نعم الله جل جلاله على العباد هي نعمة وجود البيوت التي أذن عز وجل أن ترفع ليذكر فيها إسمه وتكون مناراً للناس يزورونها لكي يستلهموا الأخلاق الفاضلة الكريمة من أصحابها ويتوسلوا بهم الى ربهم الكريم تبارك وتعالى فيستجيب لهم ويقضي حاجاتهم وينزل عليهم بركاته.
ومشهد مولانا الإمام الرؤوف أبي الحسن الرضا _عليه السلام_ هو من هذه البيوت الإلهية المقدسة التي شاء الله عز وجل أن يظهر فيها لخلقه بركاته العظيمة لكي يهتدوا بذلك الى صراطه المستقيم ونهجه القويم ويزداد تمسكهم بعروته الوثقى محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
وهذا ما تصوره لنا بلغة الشعر الوجداني البليغ المديحتان الرضويتان اللتان إخترناها لكم في هذا اللقاء وهما لاثنين من شعراء الولاء المعاصرين هما الأخ الأديب ابراهيم غلوم لاري والأخ الأديب ناصر الوسمي… تابعونا على بركة الله.
نبدأ أعزاءنا بمديحة الأخ ابراهيم غلوم لاري التي تحمل عنوان(يا ظاعنا للرضا) وفيها يقول:
يا ظاعنا أسرعت في السير ناقته
رفقا بقلب فتى شبت صبابته
إذ كيف يصبر قلب أنت ساكنه
أو يستريح فؤاد أنت راحته
قد صارفي ربعكم يرنو لعودتكم
وذا محياه قد غيلت نضارته
لم تلهه دمن كلا ولا طلل
لكنما حب آل بيت غايته
فكلما مرظعن صاح منتفضا
وأدمع العين تهمي تلك عادته
يا قاصدا أرض طوس زائرا علما
ذاك الذي لسبيل الرشد رايته
وصاحب القبة النوراء طود هدى
وآية الحق والمرجى زيارته
أعني ابن موسى إمام وهو مؤتمن
من معشرهم لجنان الخلد سادته
وعروة الدين والحبل المتين وهم
خيرالورى شرفا لله آيته
ذاك الرضا المرتضى الراضي الذي ثبتت
إلى الخلائق من ربي سفارته
حتى إذا ما نسيم ريحها عبقٌ
من صوب مشهده فاحت ضواعته
حتى إذا ما اقتربتم نحو مشهده
للتائقين له بانت عمارته
حتى إذا ما استبانت قبة شمخت
فوق الضريح كذا لاحت منارته
نعليك فاخلع وسر سعيا على قدم
سعي الذليل وقد بانت ضراعته
فأنت في جنة الفردوس حيث به
حل الإمام الذي تزهو جلالته
إن أنت جئت فسلم واستلم وقل السلام
منى على المرجى شفاعته
وقبل الأرض والأبواب واستلمن
ضريحه فلقد طابت ضيافته
وناد يا سيدا عم الورى كرما
وللموالين قد عمت عنايته
لأنت يا ابن رسول الله باب رجا
وسيد نضحت بالجود راحته
أبا الجواد ويا باب المراد ويا
عين السداد وللتقوى علامته
يا ابن النبي ويا شبل الوصي ويا
نجل الزكي وللإيمان هامته
ها قد أتاك عبيد وهو ملتمس
منك النوال وقد أعيته فاقته
ببابكم يشتكي ضرا ألم به
وأستودعت عندكم مولاي حاجته
فلا يخيبن حيث الله شرفه
إذ أنكم للهدى والخير قادته
أمّ العزيز وها قد مسه ضرر
وأهله وهو مزجاة بضاعته
فكن له سيدي غوثا فإنك من
فاضت على الخلق أحقابا كرامته
وأنت أكرم مأتي وقد شملت
كل الأنام بلا ريب رعايته
أجرى الصلاة عليكم آل فاطمة
رب الخلائق ما دامت ولايته
كانت هذه مستمعينا الأفاضل مديحة(يا ظاعنا للرضا) للأديب الولائي المعاصر ابراهيم غلوم لاري جزاه الله عن أهل البيت _عليهم السلام_ خير الجزاء.
أما المديحة الرضوية الثانية التي نقرأها لكم في هذا اللقاء من برنامجكم(مدائح الأنوار) فهي للأخ شاعر الرضا _عليه السلام_ الأديب ناصر الوسمي وعنوانها(هو الرضا) وفيها يقول:
قم وإنحني للرضا يا أيها الشرف
وكن له هاتفاً فيمن له هتفوا
فقد أتى يملأ الدنيا بغرته
وكل ما في الدنا ينتابه الشغف
سمت به الأرض والأفلاك ترقبه
نجماً يلوح وولى الهم والدّنف
هو الرّضا في رموس الخلد موطنه
ولو بطوسٍ أتوه المسقون شفوا
يجود بالخير والإنعام فانبجست
منه العيون ولاح الأمن واللّطف
تلاطم الجود في كفّيه وارتشفت
منه الحيارى وعند الباب قد وقّفوا
له القلوب تدلت في تلهفّها
كما تدلّى بطيب التمرة السّعف
قد جاء من صلب فذّ ذاك والده
من أهل بيتٍ لرسل الله مختلف
لم يعشق الفخر يوماً في الورى أحداً
إلاّ الّذين بأهل البيت قد عرفوا
هم الألى من بعين الله منبتهم
وهم منار الهدى في الذّكر قد وصفوا
وصرّحت بهم الآيات في سورٍ
وقبلها صرّح الإنجيل والصّحف
وحين لاح الرّضا في يوم مولده
قد جاء بيت الهدى حشدٌ له ازدلفوا
يبغون منه نوالاً من بعيد سرىً
فالنّاس غير الألى في الدّهر ما ألفوا
فخر الزمان وكلّ الكون يشهده
كدرّةٍ يزدهي من ضوئها الصّدف
يبقى مناراً برغم المجحفين له
مثل الوصيّ الّذي من بسمه اختلفوا
سل عمّ تنبيك بالأخبار شاهدةً
كيف الوصيّ اعتلى وبسمه اعترفوا
والفضل للآل شمسٌ لاح مشرقها
فزانها الفخروالأمجاد والشّرف
وبهذه الأبيات من قصيدة الأديب الولائي الأخ ناصر الوسمي ننهي أيها الأخوة والأخوات لقاء اليوم من برنامجكم(مدائح الأنوار) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران. شكراً لكم ودمتم بكل خير.