بسم الله وله خالص الحمد والثناء اذ جعلنا من أهل المودة والولاء لخلفائه الأصفياء وأنوار هدايته الأمناء سيد الانبياء وآله الاوصياء صلواته وتحياته عليهم آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم مستمعينا الأعزاء وأهلاً بكم في لقاء هذا البرنامج.
(مولد الحسين) ايها الاخوة والاخوات هو عنوان القصيدة التي أنشأها في مدح سيد الشهداء _صلوات الله عليه_ عميد المنبر الحسيني الشيخ أحمد الوائلي وقد ألقاها في حفل أقيم في النجف الاشرف بمناسبة المولد الحسيني المبارك سنة ۱۳۸۲ للهجرة المباركة.
ومما يميز هذه المديحة _أيها الاخوة والأخوات _ هو استلهام قيم الملحمة الحسينية لمواجهة حركات الزيف والانحراف والخداع التي تعمل لابعاد المسلمين عن الدين الالهي الحق.
يبدأ الشاعر باستعراض بعض هذه القيم الخالدة طالباً ترسيخها في القلوب ثم يعرض لحركات أئمة الضلال لكي يطلب في نهاية مديحته من سيد الشهداء _عليه السلام_ العون للنجاة منها فهو _عليه السلام_ مصباح الهدى الالهي… نقرأ لكم ما يسمح به وقت البرنامج من هذه المديحة بعد قليل، فتابعونا على بركة الله.
قال الشيخ الوائلي مخاطباً الامام الحسين _عليه السلام_ قائلاً :
سما بقصيدي أن ذكراك مطلع
وأغلا نشيدي أنه منك مقطع
اذا جئت أستوحيك شدت بناظري
حشود طيوفٍ بالسنا الغمر تلمع
كأني وشعري يجتليك كرائماً
ألم نجوماً والذي منك أروع
وأشتار كرماً ما يزال بعطرها
ثرى الطف من ألف مضى يتضوع
تعود بي الذكرى لطفلٍ بمهده
اليه شموخ من غدٍ يتطلع
كأن على كفيه همس تمائمٍ
من الجزع أنغام الفتوح توقع
فتسألني عيني أبا المهد صارمٌ
تململ أم طفل من الدر يرضع
طلعت فما هز البطولات مثلها
سمات ربيعٍ وهي بالأمس بلقع
وأرضي انتظار الشوط بعد مرارةٍ
من اليأس أن لاح الكمى المقنع
أرى كل من يحيا يموت ويستوي
على مسرح الدنيا مغيب ومطلع
وأنت حياة لاتموت على المدى
توالد في خلق وتنشي وتبدع
أبا الثورة الكبرى صليل سيوفها
نشيد بأبعاد الخلود مرجع
تشير وايماض القواضب مشعل
وتحدو بركب الثائرين فيتبع
أبا الطف ما جئنا لنبني بلفظنا
لمعناك صرحاً إن معناك أمنع
متى بنت الالفاظ صرحاً وإنما
الصروح بمقدود الجماجم ترفع
ألا إن برداً من جراح لبسته
بنى لك مجداً من جراحك يصنع
لروحك يممنا لتحيا نفوسنا
بعزمة جبار تهز وتدفع
تأبت علينا الكاس وهي ثمالة
وعزٌ علينا الشرب والكأس مترع
فإن شئت أن نحيا فألهم نفوسنا
لتنهل من كأسٍ شربت فتجرع
ومرٌ مبضعاً شظاك يفري هياكلاً
لنا فلكم نجى من الموت مبضع
أبا المعطيات البيض لا العجب محبط
كرائم ما أعطى ولا المن متبع
غداة استزادتك الوغى وهي ساغب
فأسرعت تلهى بالضحايا وتشبع
وأين السمو السمح من نبع هاشمٍ
وأوضار نتنٍ من أمية تنبع
حزائز عاناها أبوك لئيمة
وكانت ببدرٍ وجه جدك تقرع
فللترب منها والهوان بقية
تشتت شمل المسلمين وتصدع
ويتابع المرحوم الوائلي خطابه لأئمة الضلال الأموي المعاصرين وهو يدفع تضليلاتهم بروح الملحمة الحسينية قال _رضوان الله عليه_:
فا باعثيها نعرة ً جاهليةً
محمد واراها التراب تورعوا
فلوأن ما تبغونه من ورائها
خفيٌ لقلنا عابث سوف يقلع
ولكنه الكرسي مهما برعتم
الخداع يغطي رأسه ثم يطلع
محمد هل يرضي جهادك تافه
تستر بالاسلام وهو مضيع
يهمهم في أعقاب كل مضللٍ
فلا النصح يثنيه ولاهو يسمع
فطوراً الى غربٍ يمت بقوله
وطوراً الى شرقٍ يمت وينزع
وطوراً يؤاخي من نسيج خياله
نقائض فأعجب للنقائض تجمع
مفاهيم تيمية في جذورها
عليها من اسم الله ثوب وبرقع
أبا الشهداء الواهبين تحيةً
الى هبةٍ من غرة الشمس أنصع
أنبّك ما زال الصبوح شموخه
يهدهد أعطاف العبوق ويمتع
وان مناراً من دماءٍ رفعته
ليهدي طريق السالكين مشعشع
فيا واهباً أعطى وأرضى بجانحي
خشوع على أعتابك الشم يركع
تقبله وأمنحني رضاك فإنني
اليكم بني الزهراء ماعشت أفزع
وكن عدتي في يوم لاولد به
ولامال مما يجمع المرء ينفع
رزقنا الله واياكم اخوة الايمان والولاء محبة الحسين وزيارته وشفاعته في الدنيا والاخرة، انه سميع مجيب. وجزى الله الخطيب الحسيني البارع الشيخ أحمد الوائلي _رضوان الله عليه_ خيراً على المديحة الحسينية التي قرأنا لكم طائفةً من أبياتها في هذا اللقاء من برنامجكم(مدائح الانوار) استمعتم له، مشكورين من طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران..
تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.