بسم الله وله عظيم الحمد وجزيل الشكر والثناء إذ رزقنا محبة وموالاة صفوته من الخلائق أجمعين ورحمته الكبرى للعالمين سيد النبيين وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا وأخواتنا وأهلاً بكم في لقاء جديد من برنامجكم هذا نخصصه لبعض ما قاله شعراء النصارى في مدح نبي الإسلام حبيبنا المصطفى الأمين...
وقد إخترنا لكم أيها الأعزاء نماذج من أشعار ثلاثة منهم هزتهم قوة العامل النهضوي في شخصية الأكرم ونهجه الكريم – صلى الله عليه وآله- في تحرير الأمم المقهورة ونقلها من الظلمات الى النور….شعراء هذا اللقاء هم مستمعينا الأفاضل من لبنان وهما خليل مطران وإلياس فرحات، ومن سوريا وهو عبد الله يوركي حلاق...تابعونا على بركة الله.
نبدأ أيها الاخوة والأخوات بقصيدة (قبس من الصحراء) التي أنشأها في مدح سيد الأنبياء – صلى الله عليه وآله- الأديب السوري عبد الله يوركي حلاق المولود في مدينة حلب السورية سنة ۱۹۱۱ للميلاد ودرس في مصر ودرس اللغة العربية وآدابها سنين طويلة وله مؤلفات كثيرة مطبوعة كما أنه مؤسس مجلة الضاد، قال في قصيدته (قبس من الصحراء) واصفاً إنبثاق الرسالة المحمدية ومنجزاتها:
قبسٌ من الصحراء شعشع نوره
فجلا ظلام الجهل عن دنيانا
ومشى وفي أردانه عبق الهدى
وأريج فضلٍ عطّر الأكوانا
بعث الشريعة من غياهب رمسها
فرعى الحقوق وفتّح الأذهانا
مرحى لأمّي يعلّم سفره
نبغاء يعرب حكمةً وبيانا
إنّي مسيحيٌ أجلّ محمداً
وأراه في سفر العلى عنوانا
وأطأطئ الرأس الرفيع لذكر من
صاغ الحديث وعلّم القرآنا
إني أباهي بالرسول لأنه
صقل النفوس وهذّب الوجدانا
ولأنه داس الجهالة وانتضى
سيف الجهاد فحطّم الأوثانا
ولأنه حفظ العروبة وابتنى
للعرب مجداً رافق الأزمانا
صان الفخار البكر ذكر محمدٍ
وهفا، فشنّف باسمه الآذانا
أمعزّز الفصحى ومطلع شمسها
ذكراك عيدٌ يذهب الأشجانا
ذكراك تجمعنا وتجمع حولنا
إخوان صدقٍ عانقوا الإخوانا
إنا حلفنا أن نصون إخاءنا
سياج عزّ لن يمسّ هوانا
مستمعينا الأكارم، كانت هذه قصيدة (قبسٌ من الصحراء) التي أنشأها في مدح النبي الأكرم وبمناسبة مولده الشريف – صلى الله عليه وآله- الأديب النصراني عبد الله يوركي حلاق الحلبي، ومنها ننقلكم الى أبيات أنشأها في مدح النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله- شاعر مسيحي اخر هو من نصارى لبنان وهو الأديب إلياس فرحات المولود في بلدة (كفرشيما) اللبنانية سنة ۱۸۹۳ والمتوفى في مهجره البرازيل سنة ۱۹۷٦ للميلاد، فقد هزته هو الآخر أنوار الكمالات المحمدية فأنشأه قصيدةً اختار لها عنوان (يا رسول الله) وقال في بعض أبياتها:
غمر الأرض بأنوار النبوّه
كوكبٌ لم تدرك الشّمس علوّه
لم يكد يلمع حتّى أصبحت
ترقب الدّنيا ومن فيها دنوّه
بينما الكون ظلامٌ دامسٌ
فتحت في مكّة للنّوركوّه
وطمى الإسلام بحراً زاخراً
بأواذيّ المعالي والفتوّه
إنّ في الإسلام للعرب علاً
إنّ في الإسلام للنّاس أخوّه
فادرس الإسلام يا جاهله
تلق بطش الله فيه وحنوّه
يا رسول الله إنّا أمّةٌ
زجّها التضليل في أعمق هوّه
ذلك الجهل الذي حاربته
لم يزل يظهر للشّرق عتوّه
قل لأتباعك صلّوا وادرسوا
إنّما الدّين هدىً والعلم قوّة
إيتها الأخوات وايها الاخوة ونبقى مع مدائح الأدباء من نصارى لبنان للنبي الأكرم– صلى الله عليه وآله- لنقرأ لكم بعض الأبيات التي أنشأها أحد أعلام النهضة الأدبية العربية في القرن الميلادي العشرين وهو خليل بن عبده بن يوسف مطران المولود في مدينة بعلبك سنة ۱۸۷۲ والمتوفى في القاهرة سنة ۱۹٤۹ للميلاد وهو الملقب بشاعر القطرين اي مصر ولبنان شبهه المنفلوطي بالشاعر الشهير ابن الرومي، وقد جمع بين الثقافتين العربية والغربية وعرف بالتزامه بالقيم الأخلاقية، قال هذا الشاعر في قصيدته (رأس السنة الهجرية):
عانى محمد ما عانى بهجرته
لمأرب في سبيل الله محمود
وكم غزاة وكم حربٍ تجشمها
حتى يعود ًبتمكينٍ وتأييد
صعبان راضهما: توحيد معشره
وأخذهم بعد إشراكٍ بتوحيد
وبدؤه الحكم بالشورى يتم به
ما شاءه الله من عدلٍ ومن جود
كذا الحياة جهادٌ والجهاد على
قدر الحياة ومن فادى فودي
مستمعينا الأطائب وبهذا الاستلهام النهضوي الذي صوره الشاعر المسيحي خليل مطران من سيرة نبي الإسلام حبيبنا المصطفى – صلى الله عليه وآله-، نختم لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران...تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعايته سالمين.