البث المباشر

هو قلب زينب- الحلقة 1

الأربعاء 11 ديسمبر 2019 - 11:01 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 441

بسم الله وله الحمد والثناء حمد الشاكرين له في السراء والضراء والدعة والبلاء وأزكى صلواته على أسوة الحامدين الشاكرين محمد وآله الطيبين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، (هو قلب زينب)، هذا هو ايها الاخوة عنوان قصيدة من أدب الملحمة الحسينية وصلت للبرنامج، وهي من إنشاء الأديب الولائي الإستاذ حميد عبد الحسين الحائري...
قرأنا القصيدة التي يتجاوزعدد أبياتها المئتين عدة مراتٍ فوجدناها تشتمل على تصويرٍ فني بديع يعتمد اسلوب الحكاية لمشاهد من عالم المعنى وبيانات على لسان حال السيدة زينب عليها السلام لأبعاد وحقيقة الصبر الزينبي مقرونةً باشارات عرفانية لمنزلة العقيلة الحوراء بطلة كربلاء وحاملة الراية الحسينية في ملحمة السباء. ولذلك أحببنا أن نقرأها لكم في عدة حلقات من برنامج (مدائح الأنوار) مع شكرنا لمن بعثها للبرنامج... ولكم بدءً وإنتهاءً جزيل الشكر على جميل المتابعة...
أيها الاخوة والأخوات، ينطلق الأديب الحائري في قصيدته الملحمية هذه وهو يصوّر البلاء الإلهي الذي يعرض على الأولياء- عليهم السلام- كوجودٍ حي يتعجب من الصبر الزينبي يقوم برحلة لإستكشاف أسراره ومعالمه وهو خجلٌ منها – عليها السلام- وهي تحاوره بأسمى مراتب صبر الشاكرين.
يقول الأديب الحائري:

سجد البلاء لزينب مستسلما

ولصبرها ألقى القياد وأسلما

لمّا أتى أهل الكساء برحله

وبدارها صلّى التمام ويمّما

فهناك سبّح ربّه مستعبراً

إذ بان صبرالله فيها أعظما

ولقد راى من نورها ماقد راى

قبسا فساءل ربه مستفهما

هل مثلها ربّاه يسقى علقماً

وشرابها صفو الطّهور من السما؟!

فتحت على خطب النبيّ عيونها

ورأت تجرّعه الأذى مستكتما

ورأته يقتل بالسموم ثلاثةً:

غدر اليهود، ومنهما حسد العمى

رأت ارتداد القوم بغياً بعده

وسجودهم للعجل ((لاتاً)) قدّما

ورأت هجومهم على البيت الذى

لولاه ما خلقوا، ولا الباغي رمى

ورأت مصائب أمّها وهمومها

إذ تستغيث شكايةً وتظلّما

ورأت اوار الحقد يحرق بابها

والعجل يرفس خدرها متجهّما

ورأت زنيم البغي يلطم وجهها

والصدر من كسر الضلوع تورّما

سمعت نحيب الأمّ في سحر الدجى

وقبيلة الإسلام طرّاً نوّما

ورأت ربيع شبابها كمداً ذوى

صارت خيالاً للجراح ململما

فتيتّمت من أمّها، ولقبرها

تهفو القلوب، وما يزال معتّما

ورأت أخاها محسناً في مولدٍ

سبق الردى سبط الشهادة مكظما

ورأت أبا ها يستجر لبيعةٍ

ما كان في الإسلام منها أشأما

ورأته بعد مخضّباً بدمائه

في المسجد الأقصى عماداً هدّما

ورأت أخاها المجتبى دامي الحشا

والطست فيه قروح سمّ اطعما

ورأت مصائب كربلا...واكربلا!

ما مثلها كتب القضاء وأبرما

قد عيل صبري من لزومي دارها

ربّاه فاأذن بالجلاء ترحّما

فأجابه الربّ الجليل معاتباً:

صبراً جميلاً إن أردت تعلّما

الصبر منّى، يستنير بنوره

من رام هدياً والصراط الأقوما

والصبر نورمن خزائن رحمتى

وعليه من لب المودة أنعما

ذا سرّ زينب، ما وعاه غير من

شهد الجمال بلا حجاب من عمى

فأرجع الى امتي العليمة خاشعا

تنبئك علما من لدني ملهما

رجع البلاء الى العقيلة حائراً

خجلاً يذوب ولا يطيق تكلّما

حيّته فى ودّ وقالت: ((مرحباً

البيت بيت الحمد ودّاً افعما

الصبر بالتحميد طاب مذاقه

والشكر فيه على المصائب قدّما

أهلاً حللت مباركٌ من قادم

أنعم فحملك مغنمٌ لا مغرما

فأزاح عنه قولها استيحاشه

نادى وأهوى ساجداً ومعظّما:

يا كنز صبر الله، إنك شمسه

بضياك يغدو الصابرون الأنجما

فالصابرون يروننى ضرّاً لهم

نصباً، عذاباً حلّ فيهم، خيّما

قالت: وربّى بل رأيتك نعمةً

لطفاً خفيّاً بالمصاب مسنّما

فسجدت شكراً أحمد الربّ الذي

مازال- مذ كنت- الرؤوف المنعما

صنع الجميل ، وقد رأيت جماله

وعرفته بي راحما بل أرحما

صنع الجميل فلا أرى فيه سوى

روح وريحان وطيب قدما

وبحبه أخترت المصاب لحبه

طوعا وكان الله قدما ارحما

وبفضله طاب المصاب وشربه

عسلا يصير وكان قبلا علقما

مسح الحسين على الفؤاد بكفه

فغدا يرى في كل خطب مغنما


أيها الاخوة والاخوات، وفي المقطع التالي يصور لنا الاديب الولائي الاستاذ حميد عبد الحسين الحائري تجليات هذا الصبر الالهي العرفاني في اصعب مواقف البلاء وهو عند الوداع الاخير بين العقيلة زينب وأخيها الحسين عليه السلام... وهو ماسنقراه لكم في الحلقة المقبلة من برنامجكم (مدائح الانوار)...تقبل الله منكم جميل الاصغاء... وتقبل الله من اذاعة صوت الجمهورية الاسلامية في إيران اطيب التحيات دمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة