بسم الله وله جميل الحمد وخالص الشكر والثناء إذ جعلنا من أهل مودة أرأف خلقه بخلقه المصطفى الأمين وآله الطاهرين.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله
تحية طيبة.... إهتم النبي الأكرم _صلى الله عليه وآله_ وتبعاً للقرآن الكريم بتعريف أجيال البشرية بمنزلة سيد الوصيين الإمام علي _عليه السلام_ عند الله ورسوله والتأكيد على خصوصية العلاقة التي تربط الوصي المرتضى بالنبي المصطفى _صلى الله عليهما وآلهما_ والهدف من ذلك إتمام الحجة على الناس وتعريفهم بأن من يريد السنة المحمدية النقية، عليه أن يقتفي آثار السيرة العلوية المباركة.... في حلقة اليوم نلتقي أعزاءنا بأشارات الى الحقيقة المتقدمة فيما إخترناه من المديحة الغراء التي أنشأها أحد أدباء الولاء المعاصرين في مديح سيد الوصيين صلوات الله- وسلامه عليه، تابعونا مشكورين.
مستمعينا الأفاضل، ينطلق الأديب الولائي من الآية الأخيرة من سورة الرعد المباركة النازلة في شأن كفاية شهادة الإمام علي- عليه السلام- على تصديق الرسالة المحمدية، فيخاطب أميرالمؤمنين بلقبٍ مستلهم من هذه الآية الكريمة، قائلاً:
يا شاهد الله، كفى المصطفى
به شهيداً مبهت المبطل
قد كنت في معراجه ورده
حاشاه عن سناك لم يغفل
كم بك أوصى أحمداً ربّه
في الملأ الأعلى وفي الكمّل
أراه من آياته أعظماً
فما رأى أعظم منك علي
في قاب قوسين وأدنى على
كنت مع المرسل والمرسل
كفاك فخراً يا أخا المصطفى
شهادة الصادق نصاً جلي
ثم يصوّر هذا الأديب مضمون ما روته المصادرالمعتبرة من قول رسول الله عما جرى في رحلة الإسراء والمعراج فيما يرتبط بالوصي المرتضى، فقال حاكياً لسان حاله- صلى الله عليه وآله-:
لما دنا جبريل في سيرنا
من قاب قوسين الى الموئل
هناك ألقى رحله خشيةً
من إحتراق القلب والمحمل
إذ لم يطق سناء ذاك العلى
فؤاد جبريل فلم يدخل
سرت وحيداً في عماء الذرى
لم أر غير الواحد المجمل
لكنني في عالم المنتهى
وعالم البقاء في الأول
بكلي إشتقت الى مهجتي
شوقاً الى صحبة من خص لي
فهو أخي الفرد ولا غيره
يصحبني في خلوة المحفل
نفسي هو، بل وأنا نفسه
بغيره لم أأت أو أحمل
ما أنفلقت نفسي يوماً وما
فارقني الولي في منزل
فهومعي- ربّاه- ما شأنه
سألت مولاي ومولى الولي
فانفلق الليل بفجرٍبدا
تجلياً عن أعظمٍ ينجلي
بهجتي العظمى تجلت به
عطية من ربي المفضل
كلمني الله بصوت الولي
أبهجني بسرّه الأكمل
وفي مقطعٍ أخرينطلق الأديب الولائي من مضمون آية المباهلة المصرحة بأن الوصي المرتضى نفس النبي المصطفى وكذلك من حديث المؤاخاة الشهير وغيره لكي يسجل الحقيقة المعرفية العقائدية التالية في الترابط بين النبوة والإمامة، قال:
أخا رسول الله يا نفسه
أيكما الثاني الى الأوّل
ذوو النهى حيّرهم قوله
مني علي وأنا من علي
كلاكما ثانٍ كذا أوّلٌ
كلاكما الأمثل للأمثل
من شجرٍ شتى جميع الورى
وفذة الأشجار لم تحمل
سواكما نعتاً لرب العلى
باسمه الأعظم والأكمل
شيئة المبدع ذي فيكما
تخلق في البحار والأجبل
وترزق الخلق وتهديهم
من مبدأ الخلق الى المؤئل
لولاكما ما كان كونٌ وما
رتّل قرآنٌ ولم ينزل
فأنتما الواحد من واحدٍ
إذ أنتما صادره الأولي
أنتما وارده أولاً
وظلّه والظلّ لم يفصل
وكل مخلوق له موصلٌ
بربّه لولاه لم يوصل
وفيكما الوصال مستكملاً
فأنتما الوصل بلا موصل
ويختم أديبنا الولائي المعاصر هذا المقطع من مديحته العلوية بالخطاب العرفاني التالي للنبي المصطفى والوصي المرتضى عليهما وآلهما السلام مشيراً الى علاقتهما بالله عزوجل وآثار التمسك بولايتهما معاً:
وأنتما روح إله الورى
وروحه منه ولم تعزل
وروحه قيومةٌ فيكما
بها حياة القلب والأنمل
من كنتما فيه فحيٌ بها
مخلّدٌ إذ عنه لم تبسل
المصطفى سبّاق كل الورى
والكل تالي مرتضانا علي
نشكر لكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران طيب المتابعة لهذه الحلقة من برنامج ( مدائح الأنوار)، دمتم بكل خير وفي أمان الله.