بسم الله وله جميل الحمد وخالص الثناء أن رزقنا مودة أحب خلقه إليه ينابيع رحمته ومعادن حكمته محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم أعزاءنا المستمعين، تحية مباركة طيبة. أهلاً بكم مع مديحة غراء لسيدة الصبر والوفاء بطلة كربلاء العقيلة الحوراء زينب بنت أميرالمؤمنين عليهما السلام.
المديحة هي من إنشاء العالم المصري الأديب الشيخ الصالح عبد السلام حمّاد الذي كان يؤم صلاة الجماعة في مسجد الزينبي المبارك في القاهرة.
تابعونا مشكورين.
قال الشيخ الصالح عبد السلام حماد مبتدأً بالإشارة الى الإنتماء النبوي للصديقة الصغرى زينب الكبرى- سلام الله عليها-.
الى مشرق الأنوار في الكون تنسب
فمشرق أنوار الوجود لها أب
الى صفوة الخلق النبي محمد
امام جميع الرسل تنسب زينب
فأين ائتلاف الشهب من فيض نورها
واين النجوم الزهر اين الكواكب
بل الشمس لا تسطيع في روعة الضحى
تحدي هذا النور فالشمس تغرب
وشمس إبنة الزهراء باقٍ ضياؤها
وليس لها عن ذي البصيرة حاجب
لها لمحاتٌ في القلوب تمسها
فتنبع إيماناً من الله يوهب
وقد شع نور الحق من كلماتها
وفاضت لها أنوار هدي ثواقب
فمن نور تقواها ومن نور علمها
تزول ضلالات وتمحى غياهب
فيقصدها العاصي فيرجع تائباً
الى الله مغفوراً له لا يحاسب
ويقصدها المكروب يسأل ربه
بها، فيزول الكرب عنه ويذهب
ويستمر العالم المصري الأديب الشيخ عبد السلام حماد في إشاراته لمناقب العقيلة زينب الكبرى وبركاتها في حياتها وبعد رحيلها سلام الله عليها قال- رحمه الله- مبتدأ بذكر العبادة الزينبية.
أجل، فأبنة الزهراء عاشت نقيةٌ
مطهرة تخشى الاله وترهب
وكم وقفت في الليل خاشعة له
الى جانب الزهراء والعين تسكب
تقوم تجافي النوم وهي صغيرةٌ
الى ربها في ليلها تتقرب
فتحنو عليها أمها وتضمها
إليها سروراً والملائك ترقب
وهل خلق الرحمان أماً كأمها
فمن ذا يدانيها ومن ذا يقارب
ومن مثل بنت المصطفى في سموها
لها عند مولاها المقام الأقرب
هي الطهر والأطهار منها أئمة
هداةٌ على مر العصور تعاقبوا
هي النور والعذراء مريم دونها
وآسيةٌ والامهات الصواحب
صفت لعلي كرم الله وجهه
فاثمر غرسٌ عاطر النشر طيّب
فقد أنجبا السبطين هدياً وحكمة
ونوراً مبيناً ساطعاً ليس يحجب
كما أنجبا للطهر زينب برة
وسيدة تسعى إليها المواكب
ويشير الشيخ عبد السلام حماد الى بركات المشهد الزينبي فيقول في تتمة بديعته في مدح العقيلة الحيدرية- عليها السلام- وهو يذكرها بلقب (صاحبة الشورى):
جموعٌ تلاقى هاهنا في رحابها
لتمجيد ذكراها كما هو واجب
فصاحبة الشورى وهذا مقامها
مقامٌ الى كل القلوب محبب
ألم يك في بيت النبوة مهدها
وكان لها في منزل الوحي جانب
وقد منحت في مهدها عطف جدها
و كان يناغيها أديبٌ يؤدب
ويمزج ريق الطيب عذباً بريقها
لذا نشأت في الطهر والنور زينب
وعاشت مع الأحداث موفورة التقى
تخيف الطغاة الظالمين وترهب
فزينب فيها نفحةٌ نبوية
نعم بها الخيرات والله واهب
سلامٌ عليها من قلوبٍ محبةٍ
تغالب فيها الشوق والشوق أغلب
عليها صلاة الله في كل لمحةٍ
وطرفة عينٍ ما أضاءت كواكب
كانت هذه مستمعينا الأكارم مديحة غراء في مدح العقيلة الحوراء زينب الكبرى من إنشاء الأديب المصري العالم الشيخ عبد السلام حماد، قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) تقبل الله منكم حسن الإصغاء والسلام.