البث المباشر

علي مراة الجنة

الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 - 13:38 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 393

بسم الله وله الحمد والمجد العلي الأعلى الذي ليس كمثله شيء وازكى صلواته على مطالع نوره المبين محمد وآله الطيبين.
مستمعينا الأفاضل سلام عليكم وأهلاً بكم في لقاء اليوم مع مدائح من بمدحهم نحمد الله ونشكره وبمودتهم نحب الله ونعبده عزوجل معكم أيها الأعزاء ومع طائفة أخرى من أبيات مديحة علوية غراء وصلت للبرنامج وقرأنا لكم بعض أبياتها في حلقات سابقة من هذا البرنامج وقد أنشأها أحد أدباء الولاء في بيان ما ذكرته النصوص الشريفة عن فضائل ومناقب مولانا سيد الوصيين واميرالمؤمنين- عليه السلام-، ونخصص هذه الحلقة لمقطعٍ بليغ في تصوير مشهد أخذ الميثاق بالنبوة والولاية من الخلائق في عالم الذر وهذا ما تحدثت عنه وأشارت إليه عدة من الآيات الكريمة والعديد من الأحاديث الشريفة. ويسبق هذا المقطع مقطع قصير عن الكرم العلوي وإيصال الفيض الإلهي للخلق تابعونا مشكورين.
يخاطب الأديب مولاه مولى الموحدين –عليه السلام- قائلاً:

وأنت لطف الله في ملكه

خفيّه أعظم من ذا الجلي

فأنت لله عطاءٌ به

يمدّ كل الخلق كالمسبل

ورزقه النازل من عرشه

بغيثه العاجل والموكل

مائدة الرحمان تغني بها

أمنية القانع والسؤّل

مأدبة الرحيم تحبوبها

أحبابه في صفوة المحفل

فالتين والزيتون رفدا علي

وطور سينين غريّ علي

يا مرتضى الله فتى المرسل

يا عين علياء العلي يا علي

ثم ينتقل الأديب الولائي المعاصر الى تصوير المشاهد التي أخبرت عنها النصوص الشريفة بشأن أخذ الميثاق من الخلائق في عالم الذر، فيخاطب مولى الموحدين عليه السلام قائلاً:

يا فطرة الله بديع السما

بغيركفّ الله لم تجبل

لا شرك فيها من غبار الهوى

مرآتها أنقى من المصقل

فيها تجلّى ربها أولاً

فعرّف الخلق بكنزٍ علي

أشهدهم مستوثقاً عهدهم

في ملكوت العالم الأول

ألست يا خلق أنا ربكم

قالوا: بلى، لسنا من الجّهل

لكنما للعين حكمٌ به

سكينة للقلب لا تنجلي

(لا، لن تروني جهرةً)..قالها

قالوا: إذن نمسي من الغفّل

قال: الى المرآة ذي فانظروا

ترونني بوجهي الأمثل

مرآة مصطفاي والمرتضى

مظهرة لنوري الأجمل


أخلصتها، فخالصٌ نورها

من كل (غيرٍ) وجهها ذا خلي

ويستمر الأديب الولائي في نقل هذا المشهد والحوار بين الله عزوجل والخلائق وبلسان الحال بالطبع وإن كان مضمونه مذكورا في النصوص الشريفة، فيتابع نقل مضمون خطاب الله لملكوت البشر على النحو التالي:

مرآة طاها عبدي المجتبى

ونفسه الأوحد والأنبل

فذا نبييّ صفوة الأنبيا

وذا ولييّ قسور الكمّل

ملائك الله هوت سجّداً

وكبرت بأسمه الاكمل

وهللت وأذنت جهرةً

أنّ إله الكلّ ربٌّ علي

محمدٌ نبيه المصطفى

ثم عليٌّ هو خير ولي

فضجّ كل الذر إذ ردّدوا:

الله، يا محمد، يا علي

وأنت عهد الله في ذرّهم

ميثاقه في فطرة المجبل

من خان عهد الله ناراً صلي

ثم هوى في أسفل الأسفل

ومن وفى كنت له عينه

رأى الهدى وعنك لم يعدل

يرى الإله في ذرى عزّه

يرمقه ببهجة المقبل

تبيّن الحق له واحداً

ولاؤك الموصل بالمنهل

ففطرة التوحيد تأويلها

في ذكرك الأخير للأول

ذكر(علي مددٌ) موصل

لآخرٍبـ (هاء) هو موصل

عبادة الاحرار ذكر علي

بالواحد القهار ذكر علي

نشكر لإخواتنا وإحوتنا مستمعي إذاعة طهران جميل الإصغاء لهذه الأبيات المؤثرة من المديحة العلوية الغراء التي قرأناها لكم في لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) تقبل الله أعمالكم والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة