بسم الله وله خالص المدح وكامل الحمد أن رزقنا مودة من تنور مودتهم القلوب والبصائر حبيبنا سراجه المنير المصطفى الأمين وآله مطالع نوره المبين صلواته وتحياته عليهم أجمعين. السلام عليكم إخوتنا وأخواتنا ورحمة الله تحية مباركة نهديها لكم في مطلع لقاءٍ آخر من هذا البرنامج.
أعددنا لكم في حلقة اليوم أبياتاً من قصيدة طويلة غراء في مدح سيد الوصيين عليه السلام أنشأها أحد أدباء الولاء المعاصرين مصوراً بعض ما ذكرته النصوص الشريفة في بيان مقامات الوصي المرتضي سلام الله عليه.
يبدأ الأديب الولائي مديحته الغراء بمقطع قصير يمثل خلاصة أمهات المقامات العلوية قائلاً:
مولى الموالي مرتضاها علي
صفو المعالي مرتضاها علي
يامرتضى الله فتى المرسل
ياعين علياء العلى ياعلي
وبعد هذه المقدمة يشرع الأديب الولائي في ذكر طرف من تجليات الله عزوجل في عبده المرتضى أخ المصطفى – صلى الله عليه وآله – وبأشارات عرفانية مستنبطة من النصوص الشريفة قال:
يا نقطة الباء بما أظهرت
في اسم باريها سنا الأول
البدء منها، وإليها إنتهى
قوس رجوع الخلق في الموئل
فيها كُمونُ الحي قامت به
أفلاكه لولاك لم تُحمل
وأنت وجه الله ياشمسه
تري الوري جلالة الاجمل
وعزة الوجود في وجهه
هل بعد وجه الله من أفضل
عنت له الوجوه تسليمة
طوعاً وكرهاً قَطُ لم يُمحل
فيك تجلى الله ياحسنه
والحسنُ في الوجه ظهورٌ جلي
لكن ذا الحسن مصاناً بدا
بألف ستر نير ٍ مسدل
ومايراه الخلق بعض الذي
يرشح من حجابه الأول
فمن مطيق أن يرى جهرة
شمس ضُحى في قرصها الاكمل
مستمعينا الافاضل وقبل أن نسترسل مع أبيات هذا المقطع نود الأشارة الى معنى ماتذكره النصوص الشريفة وكلمات أهل المعرفة الإلهية عن تجليات الجمال والجلال الإلهيين في أولياء المقربين لاسيما النبي المصطفى والوصي المرتضى – عليهما وآلهما أفضل الصلاة والسلام –.
فمعنى تجليات الجمال والجلال الإلهي هذه هو ظهور صفات الجمال والجلال الكمالية المعنوية منها بالدرجة الأولى وظهور نورانية الله عزوجل في عبادة الصالحين فلا ينحصر الأمر على الجمال المادي الظاهري فهذا هو أدنى مستويات الجمال الحقيقي. فما يظهره الله عزوجل في الوصي المرتضى – عليه السلام- هو مظاهر ومصاديق جماله وجلاله المعنوية، كرأفته مثلاً في جماليتها وكعدله الحازم في جلاليتها وهكذا، وهذه المظاهر هي التي يعرف بها ولي الله للعالمين صفات ربهم الجليل فيوحدوه ويعبدوه.
وبعد هذه الملاحظة وعلى ضوئها نسترسل مع أديبنا الولائي وهو يصوّر ببلاغة الشعر الولائي الصادق تعريف الوصي المرتضى للجلال والجمال الإلهي بسيرته – عليه السلام- فيقول مخاطباً مولى الموحدين:
من معدن الحُسن ورب العلى
لكل حسنٍ حزتَ لم تُهمل
منه تري القلوب حسناً أتى
كلاً برفقٍ قدرٍ منزل
خزائن الله حباكم بها
منك ينال الغير بعض الحلي
فبعضهم أريته قبسةً
فهام يدعي بك قبس علي
وما حوى يوسف إلا الذي
أورثته من بعضها المذهل
تشرق بالمختار بدراً بدا
في آل طاها صفوة الكُّمل
فالوجه باقٍ في جمال علي
مكرّمٌ ذا في جلال علي
مولى الموالي مرتضاها علي
صفو المعالي مرتضاها علي
يا مرتضى الله فتى المرسل
ياعين علياء العلى ياعلي
نكتفي مستمعينا الأكارم بما إخترناه من المقطع الأول من مقاطع هذه المديحة العلوية الغراء عسى أن يوفقنا الله لقراءة أبيات أخرى في لقاء آخر من برنامج (مدائح الأنوار) نشكر لكم جميل الإصغاء ودمتم في رعاية الله.