بسم الله وله جميل الحمد وخالص الثناء نور السموات والأرضين.
وأزكى صلواته وتحياته على شموس أنوار رحمته وهداه محمد وآله الطيبين سلام من الله عليكم إخوة الإيمان والولاء.
على بركة الله نلتقيكم وقد أعددنا لكم أبياتاً من قصيدتين من غرر المدائح التي أنشأها شعراء المسلمين في مناقب سبطة المصطفى وبضعة الزهراء وإباء الوصيّ المرتضى شقيقة الحسنين وأخت أبي الفضل العباس مولاتنا الصديقة الصغرى زينب الكبرى عليها السلام.
والقصيدتان من إنشاء إثنين من علماء مصر وأدبائها المعاصرين هما فضيلة الشيخ أحمد فهمي محمد المحامي صاحب عدة من المؤلفات الاسلامية النافعة.
والثاني هو المراقب العام الأسبق للشؤون القانونية بهيئة البريد المصري الأديب الفاضل الإستاذ أحمد موسى عفيفي... كونوا معنا.
نبدأ أولاً- مستمعينا الأفاضل- بالأبيات التالية وهي في روحانية المشهد الزينبي إخترناها من قصيدة لفضيلة العالم المصري الورع الشيخ أحمد فهمي محمد المحامي وقد ختم بها كتابه الذي ألفه عن سيرة ومناقب بطلة كربلاء وحارسة دماء الشهداء العقيلة الحوراء (عليها السلام) قال جزاه الله عن أهل البيت المحمديّ خير الجزاء:
مقام زينب مهوى كل خالصة
من العبادة تحبو من يواليها
بنت الرسول ومن لي أن أوفيها
بما أرى من حقوق قلّ موفيها
إني أحس بأن المصطفى معنا
فالروح في هزة مما يواتيها
كأن نفسي قد طارت لعالمها
فقد تراني بحال لست أدريها
في نشوة تملك الوجدان روعتها
تفوق روحتها الدنيا وما فيها
لله زينب ما أوليت من مدد
يدعو لمكرمة سبحان موليها
بنت الرسول تسامت في كرامتها
ونضر الله قبراً بات يحويها
بدا لشاهد عيني ضوء غرتها
وتلك أضواءها عيني تلاقيها
فأفتح بفاتحة القرآن قبتها
فإن رحمة ربي في نواحيها
صلى الإله على طاها وعترته
وتلك زلفى كتاب الله يميلها
أيها الأخوة والأخوات كانت هذه أبيات في مدح العقيلة الهاشمية الكبرى الحوارء زينب (عليها السلام) للعالم الأديب المصري الورع الشيخ أحمد فهمي محمد المحامي ونبقى في مصر وهذه الأبيات في النور الزينبي المتألق نختارها من قصيدة تحكي الحبّ القدسي والمودة الخالصة لأهل بيت النبوة (عليهم السلام)، وهي من إنشاء الأديب الصالح الإستاذ أحمد موسى العفيفي، قال رحمه الله:
يا خير ملهمة للشعر والنغم
لولاك ما همت أو مالان لي قلمي
ألهمتني الحبّ في أعلى مراتبه
ورب عاطفة كالنور في الظلم
حبٌ سرى في حنايا النفس فأعتدلت
ملء الضلوع ولولا الحبّ لم تقم
في آل بيت رسول الله لي أمل
ولي غرام بهم يزداد من حشمي
هم صفوة الخلق، كل الناس دونهم
من ذا يدانيهم في النبل والشيم
هم زينة الأرض لا يبلى تراثهم
كهذه الشمس لا تبلى من الهرم
عاشوا سنين ككلّ الخلق وارتحلوا
لكنهم سنن تبقى بلا قدم
لا غرو إن بلغوا في المجد ذروته
فهم سلالة خير الخلق والأمم
طه النبيّ رسول الله جدّهم
فأيّ نور مشى في صلبهم ودم
عن النبيّ إمام الرسل قد ورثوا
جوامع العلم والعرفان والقيم
مهما أقل فيهم فالقول مختصر
قد جاوزوا الوصف وإستعصوا على الكلم
هذا الحسين شهيد الحق ألمحه
كالبدر والقمة الشماء والعلم
نور من الله فوق النور مؤتلق
في الوجنتين من الإيمان والحكم
يا ويل قاتله في الحشر من سقر
فالله منتقم بل خير منتقم
إني لأذكره والذكرى مروعة
فأذرف الدمع من جار ومنسجم
ومن خلال دموعي لاح لي قمر
يلفه النور من رأس ومن قدم
هي زينب في ثياب الطهر قائمة
ومن سواها نهى نفساً عن الحرم
لها بقلبي فوق الحبّ منزلة
وما لزينب إلا حب محتشم
بلابل الشعر في صدري مغردة
تشدو لزينب أسمى اللحن والرنم
والحبّ كالعطر لا تخفى روائحه
مهما بلابلنا صامت عن الكلم
ويختم الأديب المصري الإستاذ أحمد موسى العفيفي قصيدة مودته القديسة مخاطباً العقيلة الحوراء بلقب (أمّ هاشم) ويشير الى بركات مشهدها المقدس قائلاً:
يا أم هاشم هذا الحبّ يحمله
صبٌ يهيم كما من قبل لم يهم
يرى بروضك للأبواب محتضناً
ما بين ملتصق فيها ومستلم
هذي خلاصة قلبي جئت أعصرها
عصراً لديك بلا أجر ولا سأم
هذا هواي بطيّ القلب متصل
ما عشت زينب يبقى غير منفصم
شكراً لكم ايها الأخوة والأخوات على طيب المتابعة لحلقة اليوم من برنامج (مدائح الانوار) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران نترككم في رعاية الله والسلام عليكم.