بسم الله وله جميل الحمد وطيب الثناء علي أن رزقنا مودة من جعل حبهم حباً له أحب خلقه إليه محمد وآله الطيبين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوة الولاء …. في هذا اللقاء ننور قلوبنا بذكر مولانا ولي الله الرضي أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام إذ نقرأ لكم قصيدة أنشأها خلال زيارته للمشهد الرضوي المبارك الأديب المعاصر الأستاذ مهدي النهيري حفظه الله، وفيها إشارات جميلة ولطيفة لمتانة العلاقة بين مودة أولياء الله وزيارة مشاهدهم وبين توحيد الله وترسيخ محبته عزوجل في القلوب. وقد إختار هذا الأديب الولائي لقصيدته عنواناً هو (وقوفاً بها قلبي) تابعونا مشكورين.
قال الأديب النهيري في مديحته الرضويه، وهو يبدأ بوصف آثار زيارة الرضا -عليه السلام- في زائريه:
على قمة الأشياء تلتمع الرؤى
وفي كل قلبٍ صامتٍ صرخ التوق
وفي كل وجهٍ أمةٍ في بشائر
مقدسةٍ بيضاء طهّرها العشق
هنا للرضا بيتٌ تصلي بقدسه
حمامات هاتيك القلوب فتنشق
وتعلن أن الأرض قلب متيمٍ
هو الآن نحو الله في أضلعي طرق
أنا بين غابات النوايا مضيعٌ
فماذا سأنوي كل لافتةٍ شوق ُ
هنا سأنادي الله ذنباً مجللاً
بغفرانهِ حيثُ التصدقُ والصدقُ
وأسقي أجلاء السماءِ جميعهم
رضا واشتهاءاً أن يجيئوا وأن يسقوا
وأن يقفوا مثلي فيصبح مشعراً
وقوفهم الأسنى فيختارَ أن يبقوا
وينطلق الأستاذ الأديب المعاصر مهدي النهيري في مديحته الرضوية هذه وبعد هذه المقدمة الى مدح ٍ مباشر لشمس الشموس وأنيس النفوس – عليه السلام- وهو يستنشق أريج روضته المباركة فيقول:
هنا مشهدٌ تجري الشموس بُفلكهِ
هنا رجلٌ قلبٌ ملامحهُ الخفقُ
علي بن موسي غاية الروح موئلُ
الدم الواله العطشان والسيدُ الحقُ
أبا حسن ياجملةً قالها الهدى
ليحفرها في عمق ذاكرتي العمق ُ
أحبك حتي أنني محضُ قُبةٍ
أطوف عليها والهوي دفقُ
وأسألك العفو الذي جئت ُ طالباً
عباءته والنفس ترجو، فهل عِتقُ؟
وهل واحةٌ يأوي لها سَعفُ حيرتي
فتمري من نخل العذاباتِ مُشتَقُ
الى نجف الغايات يممتُ مقلتي
وقلت لها: هل بين أوجاعنا فرقُ
وهل في قبور الخالدين تمايز
وفي كل قبرٍ من روائعهم ذوقُ
ويتابع الأديب المعاصر الأستاذ مهدي النهيري مديحته الرضوية وهو يصّور بلغة الرمز الوجداني آثار معرفة الإمام الرضا – عليه السلام- في الحصول على المعرفة الوجدانية الشهودية بربه الجليل الله تبارك وتعالى فيقول في ختام قصيدته:
تذوقتُ طعم الروح وهي غريبةٌ
ومن غربة الأرواح يبتكرُ الأفقُ
وفي وطن الأضواء ما أعذب الدجى
إذا ما توارى النجم وإختبأ البرقُ
ليظهر نور ُالله في حضرة الرضا
نخيلاً من التَّحنان فالمدمع العذقُ
وحبا وتقديسا وأشياء لايرى
لها الشعر لفظا حين ضيعها النطق
وحين بدت اي المعاني منارة
على كتف الدنيا يطول لها عنق
كانت هذه أيها الاخوة والأخوات مديحة رضوية أنشأها الأديب المعاصر الأستاذ مهدي النهيري عن آثار زيارة أنيس النفوس ابي الحسن الرضا-عليه السلام- في وصل الزائر بربه الجليل تبارك وتعالى وحصوله على المعرفة التوحيدية الوجدانية.
وقد قرأناها لكم أيها الأعزاء في لقاء اليوم من برنامج مدائح الأنوار الذي يأتيكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعاية حبيب القلوب الصادقين وإله العالمين.. في أمان الله.