بسم الله نور السموات والأرضيين وله الحمد أن عرفنا بمطالع نور هداه وأعلام صراطه المستقيم المصطفى المختار وآله الأطهار.
السلام عليكم أيها الأعزاء..تحية طيبة، … (ياضامن الحب) هو عنوان القصيدة الرضوية التي إخترناها لهذا اللقاء مع مدائح الانوار.
وهي من إنشاء أديب ولائي معاصر وشاب من سلطنة عمان هو الأخ عقيل اللواتي وفيها يصّور حفظه الله بتصوير شاعري وجداني بليغ آثار الارتباط بالامام الرضا – عليه السلام- في الفوز بالتوحيد الخالص والحصول على المعرفة السليمة بالله عزوجل. وفي هذه القصيدة يشير الأخ عقيل اللواتي الى بعض الدلالات الولائية التوحيدية لحديث ماعُرف بحديث سلسلة الذهب، حيث طلب علماء مدينة نيشابور وكانت يومذاك من الحواضر الإسلامية المهمة وفيها من المحدثين مايربو على الأربعة آلاف طلبوا من الإمام الرضا – عليه السلام - حين مرّ بمدينتهم وهو في طريقه الى طوس أن يحدثهم بما رواه عن آبائه الطاهرين – عليهم السلام - فحدثهم بحديث سلسلة الذهب وهو حديث قدسي قال فيه الله عزوجل (كلمة لااله الا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي) ثم قال-عليه السلام-: بشروطها وانا من شروطها...تابعوا أيها الاخوة البرنامج ومديحة ياضامن الحب.
قال الأديب اللواتي مخاطباً شمس الشموس وأنيس النفوس الرضا – عليه السلام -:
ياضامن الحُبِّ هذا الحُبُّ يرتسمُ
على شفاي فَيُمناً ايُّها الشَّممُ
يا واهب النِّعمة الكبرى بلا منن
فيك الاماني، ومنك الجرح يلتئم
جئنا نصب هوانا من رحيق علا
وهاجسُ الشَّوق ِ في الآفاق يبتسمُ
والحرفُ من تُربة الأعتاب مُتَّجهٌ
إلى عُلاكَ فهل تدنوله القمَمُ؟
من طيبةٍ نفحت بالخير نرجسهُ
تحلو بأفيائها الأشذاءُ والحلمُ
فاستقبلتك يدٌ بيضاء ناصعةٌ
وقبلتك حنايا الروح وهي فَمُ
مَن مثل ذاتك في الأقداس يألَفُنا
ومن كإسمك يحلو عنده النَّغَمُ؟
يا ضامن الحُبَّ دربُ العزَّ ساطعةٌ
لَّما عزمتَ، صروحُ الغيَّ تنحطمُ
هنا أتيتَ لنيشابور فارتعدت
فرائصُ الوعد، لَّما اعشوشب الكَلِمُ
في موكب ٍ قد رقى عنوان بهجتهِ
يا ضامن الحُبَّ، منك المجدُ يُستلمُ
قد قال سلسلة من قلبهِ ابتدأت
والعرش ُاُسَّ لها يا ليتهم فهموا
تلك الجماهير غَصّت في حناجرها
شرطٌ أنا حيث تحلو ها هنا النّعَمُ
غادر رُباها، وسر طُوس تُغازلكم
لها اشتياق، حنين ملؤهُ ضَرَمُ
صفّيةٌ تُربَةٌ أَلبستها حُلَلا
من البهاء وتاجاً زانهُ الشّمَمُ
صلّى الخشوعُ بأعتابٍ لها مَدَدٌ
لاغرو إن سجدت للقمّةِ القمَمُ
ياطوس عذراً أتينا نستقي شرفاً
وللوفاء حُروفٌ ليس تنفصمُ
طَاءٌ تُطهرني إن رمتُ مغفرة ً
والواو واصلةٌ للحب ّ ياعَلمُ
والسّينُ ساحةُ سلم ٍ كُلُها ألقٌ
من مجد ساكنها قد جئتُ استلمُ
ياضامن الحُبّ زدنا في عُلاك سَناً
حتى نعيش ولاء فيك ينتظمُ
زدني رَباطةَ جأشٍ كي أكون لكم
نعم النّصير فحرفي جاء يحتكمُ
ياضامن الحُب قد بُحّت حناجرنا
وتستغيثُ وأربابُ الهوى صَمَمُ
قد مَلّنا الصّبُر إذ غيلت خواطرنا
وضامنا داؤنا، واعصوصبَ الوَرَمُ
هذا العراقُ عجيبٌ أمر طعنتهِ
والقدس ُ مُحتضر، إذ ماتت الشّيَمُ
رفقاً بنا إذ لنا قلباً تُمزّقُهُ
أحداثُ خزيٍ هُنا كالموجِ ِ تلتطمُ
ياضامن الحُبّ رفقاً ها هُنا أَلَمٌ
نَزفت هُناك، ومنك الجُرحُ يَلتئمُ
كانت هذه مستمعينا الأفاضل مديحة رضوية بليغة أنشأها الأديب الولائي الشاب
عقيل اللواتي عشية ذكرى مولد مولانا الإمام علي بن موسي الرضا –عليه السلام - في العاشر من شهر ذي القعدة سنة ۱٤۲٥ للهجرة وقد قرأناها لكم ضمن حلقة اليوم من برنامج مدائح الانوار الذي تستمعون له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران شكراً لكم على طيب الإصغاء ودمتم في رعاية الله...